أخبار سيئة.. تعدين العملات الرقمية لم يعد مربحاً

انخفض سعر البيتكوين ليصل إلى مستوى لا يمكن تحقيق الربح من خلاله، وفقاً لبعض التقديرات. وقال توماس لي، من مؤسسة “فاندستارت”، في تقرير نُشر يوم الخميس 17 مارس/ آذار، إنه يقع تداول البيتكوين حالياً وبشكل أساسي بسعر يعادل تكلفة تعدينه.

كما أفاد لي أن هذا السعر قد بلغ في الوقت الراهن 8038 دولاراً، وذلك استناداً إلى نموذج تعدين طوره فريق علم البيانات في مؤسسة “فاندستارت”. ويتضمن نموذج “فاندستارت” ثلاثة عوامل وهي تكلفة المعدات، وتكلفة الطاقة، وغيرها من النفقات العامة، من قبيل الحفاظ على مرافق التبريد.

ووفقاً لمؤشر أسعار عملة البيتكوين على موقع coindesk، فقد تم تداول العملة الرقمية يوم الخميس بسعر منخفض بشكل طفيف، بما يقارب 8000 دولاراً. ويقوم coindesk ديسك بقياس أسعار العملة بالاعتماد على أربعة أسواق صرف عالمية. وفي وقت سابق، بلغ سعر البيتكوين مستوى متدنّ بحوالي 7.676.52 دولاراً، وهو ما يمثل أدنى مستوى له منذ الثامن من فبراير/ شباط، وذلك وفقا لبيانات الموقع.

تعدين البيتكوين

تنتج عملة البيتكوين عن عملية “التعدين” التي تستهلك كمية مكثفة من الطاقة، حيث يتم اعتماد قوة حوسبة عالية المستوى لحل معادلة رياضية معقدة. ويثبت هذا الأمر أن معدّناً مجهول الهوية استخدم العملية التي وافقت عليها الشبكة لإنشاء سجل المعاملات الخاص بالبلوكتشين. بعد ذلك، يكافؤ المُعدّنون على حلّ هذه المعادلة بنجاح.

في المقابل، وإذا تجاوزت كلفة التنقيب عن البيتكوين قيمة المكافأة، يفقد المعدنون، نظرياً، الحافز للقيام بعملية التعدين. وقال شون آنستي، الشريك المؤسس ورئيس شركة “بلوكتشين إنتيلجانس جروب” ، إن المعدّنين يقومون في بعض الحالات بإيقاف تشغيل الأجهزة إلى حين عودة سعر العملة قليلا إلى مستواه المعتاد. وأردف آنستي قائلا:” قد يصل الأمر بالبعض منهم إلى خسارة الأموال”.

واليوم، يتطلب تعدين البيتكوين أجهزة حاسوبية، التي يمكن أن تبلغ تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات. ومثل ما هو سائد في عالم التكنولوجيا، تظهر بين الحين والآخر معدات أكثر كفاءة من سابقاتها. وقد بيّن سام دكتور، رئيس قسم علم البيانات الكمية، أن تكلفة الحاجة إلى استبدال المعدات تبلغ أكثر من نصف تكلفة التعدين، وفقا لنموذج “فاندستارت”. ويفترض دكتور أن تصل تكاليف الطاقة (6 سنتات مقابل كيلوواط ساعي) وغيرها من المصاريف إلى مستوى التقديرات البالغة 8038 دولاراً.

تراجع الأرباح

وخلال هذا الشهر، تراجعت أرباح المُعدّنين إلى النصف تقريباً، وذلك منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول، بسبب زيادة الاهتمام بتعدين البيتكوين الذي يقاس  بالهاش ريت، وذلك وفقا لما أفاد به تشارلي هايتر، الرئيس التنفيذي لموقع صناعة البيانات “كريبتو كومبار”. كما انخفض متوسط رسوم المعاملات، وهو يمثل مصدرا آخر لإيرادات المعدنين، إلى أقل من 50 سنتا بعد أن بلغ 34 دولاراً في أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول، وفقاً لموقع بيت إنفو تشارتس.

وبالنسبة للسلع التقليدية من قبيل الذهب، يعتبر المضاربون أن تساوي سعره مع تكلفة إنتاجه دليل على احتمال اقترابه من المستوى الأدنى مع انخفاض مستوى العرض. أما بالنسبة للبيتكوين، فقد يكون الأمر أكثر تعقيداً من ذلك لأن تكلفة التعدين تتفاوت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم نظرا لاختلاف تكاليف الطاقة.

ويمكن للمُعدّنين في أكبر سوق لتعدين البيتكوين في الصين الحصول على الطاقة بأثمان زهيدة، ذلك أنه يتم إنتاجها بوسائل كهرومائية. وقد قال شون آنستي إن القاعدة العامة التي تخول التنافس مع المعدنين الصينيين تتمثل في الحصول على الطاقة مقابل 4 سنتات أو أقل للكيولوواط الساعي الواحد. ويفترض نموذج التعادل الذي أنشأته مؤسسة “فاندستارت” أن يساوي معدل هذه التكلفة 6 سنتات على مستوى العالم.

كما يملك المعدنون الصينيون الحافز لإنتاج البيتكوين بغض النظر عن التكاليف، لأن ذلك يسمح لهم بإرسال الأموال إلى خارج البلاد والتهرب من الضوابط الحكومية المفروضة على رؤوس الأموال. ووفقا للبيانات الصادرة عن موقع بلوكتشين، تضم الصين أربعة من أصل خمسة أكبر “برك تعدين” للبيتكوين.

وقد صرح سام دكتور أن السعر الذي يعتمده المعدنون لإيقاف عملياتهم بشكل فعلي يتراوح بين 3000 و4000 دولاراً لعملة البيتكوين الواحدة. وأشار دكتور إلى أنه قد تم تداول البيتكوين بسعر يعادل تكلفته في كانون الثاني/يناير سنة 2015، عندما بلغ سعر تداول العملة المشفرة قرابة 200 دولار.

وفي أعقاب ذلك، بدأ سعر البيتكوين بالارتفاع قبل تسارع جني الأرباح خلال آخر ارتفاع له، الذي بلغ ذروته أواخر السنة الماضية ليفوق 19000 دولاراً. ومنذ ذلك الحين، فقد البيتكوين أكثر من نصف قيمته.