باعتبار البلوكتشين من التقنيات السائدة حديثة العهد نسبياً، فإن استخدامها في أنظمة الطيران ما يزال في مهده. ومع ذلك، بدأت العديد من العمليات في الاستفادة من أنظمة البلوكتشين بشكلٍ جيد.
وإجمالاً، فإنّ قدرة التقنية المميزة على مشاركة المعلومات بسرعة وأمان بين أصحاب المصالح المعنيين، سواء شركات النقل أو الركاب أو المصنعون، تفتح الباب أمام فرص لا نهائية للبلوكتشين.
وبالتالي يمكننا أن نتوقع حافزاً أكبر لاستخدامها في عام 2022، حسب موقع Simple Flying البريطاني.
حفظ السجلات
تُعَدُّ سلسلة التوريد من أهم القطاعات التي ستستفيد بشكلٍ كبير من تقنية البلوكتشين؛ إذ يُنفق السوق مثلاً 50 مليار دولار على قطع غيار الطائرات. لكن شركات الطيران، والموردين، والمستأجرين يُهدرون وقتاً طويلاً في تعقب وتتبع المعدات يدوياً. ولهذا فإنّ إدخال البلوكتشين سيحقق المعجزات في مجال تسجيل المعاملات بكفاءة بين كافة الأطراف المعنية. وإجمالاً، سيوفر هذا النهج المحسن الوقت والنفقات.
علاوةً على أنّ وجود سجل واضح يستعرض العديد من المعاملات سوف يُسهل رصد الأخطاء، مما سيُضيف التحسينات إلى العملية التشغيلية. وبالتالي، سنتمكن من تفادي الحوادث المزعجة على المدى البعيد.
تدوير العجلة
مع أخذ هذه المزايا بعين الاعتبار، طبقت شركة تقنية المعلومات SITA -العاملة في مجال النقل الجوي- تلك الابتكارات من أجل بلوغ الفصل التالي في تاريخ الطيران. وتُعالج الشركة مختلف التحديات سواءً التي تُواجه شركات الطيران أو الركاب. ومع ظهور العديد من المتطلبات الجديدة في مختلف أرجاء الصناعة؛ سوف يكون لتقنية البلوكتشين دورٌ حيوي في مهمة تسجيل وتقديم المعلومات بكل نشاط.
إذ قالت الشركة في بيانٍ أرسلته إلى موقع Simple Flying البريطاني: “بالنسبة للطيارين، طوّرت SITA حلاً مثبتاً قائماً على تقنية البلوكتشين، ليُتيح إمكانية التحقق من رخصة الموظف الإلكترونية (EPL) دون الاتصال بالشبكة. مما سيسمح بالتحقق بدون إنترنت وبطريقةٍ فعالة تحفظ الخصوصية. كما سيُضيف إسهام SITA إلى جهود منظمة الطيران المدني الدولي لوضع معيار رقمي للصناعة يُتيح استخدام رخص الموظفين الإلكترونية في الرحلات الدولية. أما من ناحية الركاب، فيمكن لتقنية البلوكتشين أن تحل العديد من تحديات الكفاءة التي تُواجهها الصناعة اليوم. ففي عام 2021، تعاونت SITA مع شركة Indicio.tech وقسم الصحة في شركة Aruba لإطلاق نسخة تجريبية من تطبيق Aruba Health، الذي يُسهل على الزائرين مشاركة معلومات مسافرين موثوقة -بناءً على حالتهم الصحية-، بشكلٍ آمن وخاص وعبر أجهزتهم المحمولة. وهذه المعلومات ستُتيح الوصول إلى مواقع الضيافة المشاركة على الجزيرة”.
وأشارت SITA إلى أنّ قواعد البيانات المركزية التي تحتوي على بيانات حساسة قد ثبت أنها عرضةٌ للاختراقات والأخطاء. علاوةً على أنّ أنظمة إدارة البيانات المركزية لا تُناسب متطلبات الشبكات المعقدة التي وضعتها سلطات الطيران المدني، بمشاركة مختلف الحكومات. وبالتالي فإنّ الحل القائم على البلوكتشين، التي تنفي الحاجة لقواعد البيانات المركزية، أصبح ضرورةً وسط ساحة صناعة الطيران دائمة التغيّر.
تغطية كافة الزوايا
تُبرهن تقنية البلوكتشين على أهميتها في أقسام الطيران الأخرى، مثل التزود بالوقود مثلاً. إذ إنّ التزود بالوقود رقمياً يجعل عملية تزويد الطائرات بالوقود مباشرةً وسهلةً أكثر، مما يخفض التكاليف على شركات الطيران.
وقد كانت شركاتٌ مثل Gazprom Neft سباقةً في استخدام البلوكتشين والعقود الرقمية في عملية التزود بالوقود. وهي منظومةٌ تتخلى عن توقيع الورق من أجل استخدام جهازٍ لوحي لإتمام المعاملة وتسجيل تفاصيلها على بلوكتشين. ونتيجةً لذلك، يجري تحويل الأموال بفاعليةٍ أكبر مع الحفاظ على أهداف الاستدامة.
فضلاً عن أنّ المطارات على الأرض قد بدأت تتجه هي الأخرى للعمليات المرتبطة بالبلوكتشين. فمثلاً، بدأ مطار كاراكاس الدولي بفنزويلا في قبول المدفوعات بالعملات المشفرة. ومع وجود اقتصادات حساسة وغير متوقعة حول العالم؛ فإنّ هذه الثورة ستساعد دون شك قطاعات واسعة من الركب على التحليق جواً وسط هذه الأوقات العصيبة.
وفي النهاية، سيكون لكل سنتٍ ثمنه خلال هذه المرحلة الانتقالية لصناعة الطيران. ولهذا فنحن نتوقع تحول المزيد من الموردين، والمصنعين، وشركات الطيران، والمطارات إلى البلوكتشين لزيادة الكفاءة خلال العقد الجاري.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.