قد يكون الجيل الثالث من الويب، جيل الإنترنت الجديد الذي سيتضمن الميتافيرس، مجرد ضجيجٍ لم يتحول إلى واقع بعد. لكن الصراع بدأ يحتدم حول ما إذا كان الإنترنت القائم على تقنية البلوكتشين سيصبح لامركزياً- كما يُريد أنصار الأصول المشفرة- أم ستسيطر عليه شركات التقنية الكبرى.
إذ شارك جاك دورسي، الشريك المؤسس في تويتر Twitter وسكوير Square، برأيه في سلسلة تغريدات على تويتر؛ حيث هاجم الشركات التي تستهدف السيطرة- أو تحاول الهيمنة- على الجيل الثالث من الويب.
وكتب يوم الثلاثاء 21 ديسمبر/كانون الأول: “أنتم لا تملكون الجيل الثالث من الويب. بل تمتلكه شركات الاستثمار المخاطر وشركاؤهم المحدودون. ولن يفلت الجيل الثالث من حوافزهم. إنّه مجرد كيانٍ مركزي آخر تحت تسميةٍ مختلفة”.
كما خرج علينا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا Tesla، ليدلي بدلوه هو الآخر حين كتب التغريدة التالية: “هل رأى أحدكم الجيل الثالث من الويب؟ لا أستطيع العثور عليه”. بينما كتب مايكل سايلور، ملياردير البيتكوين (BTC) والرئيس التنفيذي لميكروستراتيجي MicroStrategy: “الجيل الثالث من الويب هو مجرد تسويق”.
ومن وجهة نظر الحالمين التقنيين، ستكون تقنية البلوكتشين اللامركزية هي محور الجيل التالي من الإنترنت، حسب مجلة Barron’s الأمريكية.
وتدور فكرتهم حول أنّ كل شيء، بدايةً من المدفوعات وحتى الشبكات الاجتماعية والتجارة الإلكترونية، سيتم توزيعها على شبكة حوسبة عالمية يُشغلها ويحكمها مستخدموها- وليس الشركات الكبرى.
والعملات المشفرة، مثل البيتكوين أو العملات المستقرة، مصممةٌ للحفاظ على قيمةٍ ثابتة لتلعب دوراً مركزياً هنا وتطيح بالعملات النقدية مثل الدولار. ومن الناحية المثالية، يرى التحرريون المناصرون للأصول المشفرة أنّه لا يجب أن تُسيطر الكيانات المؤسسية على هذا المجال، إلى جانب ضرورة توزيع رسوم المعاملات على مشغلي الشبكة كما يحدث على الإيثريوم Ethereum وغيرها من شبكات البلوكتشين حالياً.
ويُعتبر دورسي بالطبع من أكبر أنصار الأصول المشفرة؛ إذ غيّر اسم شركة سكوير إلى بلوك Block، ليعكس تحوّل شركة المدفوعات المزدهرة إلى شركة بلوكتشين وخدمات مشفرة. ومن مصلحة دورسي المالية أن يُروج للبيتكوين وتقنية البلوكتشين، كما هو الحال مع ماسك وسايلور.
وقد تربّح دورسي من الاستثمار المخاطر: حيث جمعت سكوير 601 مليون دولار بحسب موقع كرانش بيس Crunchbase الأمريكي، وهذا يشمل جولة تمويل تمت في مايو/أيار. كما كان للاستثمار المخاطر دوره في تمويل تسلا وغيرها من الشركات، التي تستهدف حالياً التربح من تقنية البلوكتشين والعملات المشفرة.
لكن الجيل الثالث من الويب والميتافيرس لن يصلا قريباً أو في المستقبل القريب، لأن التقنية لم ترق إلى مستوى الضجة المثارة حولها بعد. وحتى لو انتصرت مبادئ التحرريين المناصرين للأصول المشفرة في النهاية، فسوف تستفيد جحافل الشركات على الأرجح، كما فعلت حين أدخلت تقنية البلوكتشين والعملات المشفرة تحت مظلة ملكية الشركات.
ولا شك أنّ الجيل الثالث من الويب والميتافيرس قد تحوّلا إلى وكلاء لشركات التقنية الكبرى في مجالات الشبكات الاجتماعية، والألعاب، والتجارة الإلكترونية، وصناعة أشباه الموصلات. ويُمكن للمستثمرين الآن مثلاً شراء حصصٍ في صندوق لراوندهيل بول ميتافيرس (META ETF)، وهو صندوق مؤشرات متداول تم إطلاقه في يونيو/حزيران. ويُقدم الصندوق حيازات كبرى في شركات مثل إنفيديا Nvidia، وميتا بلاتفورمز Meta Platforms، وروبلوكس Roblox، ومايكروسوفت Microsoft، وأمازون Amazon، وأبل Apple.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.