إن هيمنة البيتكوين كوسيط أساسي للتبادل بين المستخدمين والمستثمرين مهددة من قبل أربع عملات رقمية.

خلال السنة الماضية، شهد المستثمرون نقلةً نوعيةً تجلت في انتشار العملات الرقمية على نطاق واسعٍ. ويبرز ذلك من خلال زيادة مجموع قيمتها السوقية بما يربوا عن 600 مليار دولارٍ، محققةً بذلك ارتفاعًا بنسبة 3.300 بالمائة، ما جعل من هذه السنة أكثر السنوات تأثيرًا على فئات الأصول.

على الرغم من أن البيتكوين، باعتبارها أهم عملةٍ رقميةٍ في السوق، لم تستطع أن تكون رائدةً على مستوى المكاسب خلال السنة الماضية، إلا أنها كانت المحرك الأساسي للسوق بشكلٍ عامٍ.

كما تلقى البيتكوين قبول التجار أكثر من أي عملةٍ رقميةٍ أخرى، في جميع أنحاء العالم. وتعتبر هذه العملة الرقمية مسؤولةً عن تسليط الضوء على تكنولوجيا البلوكشين، التي ترتكز على قاعدة بياناتٍ لامركزيةٍ تدعم معظم العملات الرقمية، وتساعد على تسجيل المعاملات دون الحاجة إلى البنك.

 وذكر تقرير فوول أن هناك أربع عملات رقمية تهدد البتكوين وقد تطيح بها، وهي:

 

1- ليتكوين:

رغم اعتقاد البعض بوجود تعاونٍ بين الليتكوين والبيتكوين، إلا أنني أعتقد أن الليتكوين تعد من أهم منافسي البيتكوين. ويظهر ذلك ليس فقط من خلال عدد المعاملات اليومية لليتكوين التي ترتفع بانتظامٍ بالمقارنة مع البيتكوين التي بقيت مقيدة لمدة سنتين ونصف، وإنما من خلال المزايا التي تقدمها بلوكشين الليتكوين مقارنة بالبيتكوين لتصبح أكثر فائدةً كوسيلةٍ للتبادل.

في البداية، قامت الليتكوين بتحديث “سيغ ويت” البلوكتشين الخاص بها. وقد ساعد هذا التحديث على تحسين طاقة استيعابها، وخفض رسوم المعاملات، وتسريع مدة المعالجة على شبكتها، بالإضافة إلى أنها تعمل بشكل أسرع وبتكلفة أقل من البيتكوين. كما يمكن لليتكوين أن تعالج سبعة أضعاف عدد المعاملات في الثانية مقارنةً بالبيتكوين. ويقدر معدل كتلة الليتكوين بحوالي دقيقتين ونصف، مقارنة بمعدل 10 دقائق بالنسبة للبيتكوين. وباختصار، تتمتع الليتكوين بقدرة على توسيع شبكتها أفضل بكثير من البيتكوين.

 

إلى جانب ذلك، يعمل مؤسس الشركة، تشارلي لي، على تطوير عملة الليتكوين وتعزيز الشراكات بين التجار. فوجود مشاركين نشطاء مثله يعتبر من أحد الأصول غير الملموسة التي ببساطة قد لا تمتلكها عملة البيتكوين.

وفي حين ركزت أغلب العملات الرقمية اهتمامها على تكنولوجيا البلوكشين، كان تركيز عملة الليتكوين بالدرجة الأولى موجهًا نحو العمل على تطوير عملها كوسيلةٍ للتبادل مثلما هو الحال بالنسبة للبيتكوين. ولعل ذلك ما جعلها من المنافسين الأكثر ترجيحا لإزاحة البيتكوين من مركزها الحالي. 

 

2- نانو:

تعتبر عملة النانو، التي كانت تحمل سابقًا إسم “راي بلوكس”، منافسًا آخر محتملًا للبيتكوين، الذي بإمكانه أن يقلب الأوضاع بسبب سرعة شبكة البلوكشين الخاصة به.

إن شبكة نانو قادرةٌ على معالجة حوالي 7000 معاملة في الثانية الواحدة، ما يجعلها الآن من أسرع العملات الرقمية الموجودة على الساحة، لتقارب بذلك ثلث حجم الدفوعات التي تقدر الفيزا على معالجتها في الثانية الواحدة.

يكمن سر نجاح عملة النانو في تصميم شبكة البلوكشين الخاصة بها القائمة على نظام البلوك لاتيس، عوضًا عن استخدام شبكة البلوكشين المركزية التي تتطلب إجماعًا يؤدي في الغالب إلى إبطاء عملية اتخاذ القرار.

لكن شبكة البلوكشين التابعة للنانو توفر لمستخدميها حساباتٍ شخصيةً هم الوحيدون القادرون على التحكم فيها، دون الحاجة لانتظار الإجماع. ومن الناحية النظرية، يجب على الشبكة أن تكون قابلة للتطوير بشكلٍ استثنائيٍ، وأن لا يتراجع مستوى أدائها عند ارتفاع عدد المستخدمين.

من سلبيات سرعة معاملات هذه العملة، أن عملية إتمام المعاملات تتسم بالتكرار، حيث أنها تتطلب عمليتين. أولًا، خصم الأموال من حساب المستخدم ثم إضافتها في حساب الشخص المستلم، كما أنها لا تتحمل إضافة أي مستخدمين إضافيين. ثانيًا، توجيه النانو كشبكةٍ مؤسسيةٍ أكثر من كونها منصة تبادلٍ، خاصةً أنها الأسرع في مجالها، وقد تكسب اهتمام كل من التجار والشركات على حد السواء.

 

3- ستيلر:

هناك عملةٌ أخرى رائعةٌ لها فرصةٌ حقيقيةٌ لتحل محل البيتكوين كوسيلة تبادلٍ في وقت ما في المستقبل، وهي ستيلر وعملة اللومنز الخاصة بها. وتتميز ستيلر بثلاث مزايا مغريةٍ التي ستحظى بتقدير كلٍ من المستخدمين والشركات. أولًا، توفر شركة ستيلر السرعة وربح الوقت عند معالجة المعاملات مع العزم على تسوية معظمها في غضون ثانيتين أو خمس ثوانٍ.

وتظهر القيمة الحقيقية لتنفيذ هذا المخطط في تسريع الدفوعات عبر الحدود، التي يمكن أن يقع تعليقها لأيام في ظل النظام المصرفي الحالي.

ثانيًا، تقوم عملة ستيلار بإدماج العقود الذكية في تقنية البلوكشين الخاصة بها، على غرار الإيثريوم. ويشمل العقد الذكي بروتوكولات تساعد في التحقق من وتسهيل التفاوض على العقد، أو حتى الإلزام به. بعبارةٍ أخرى، يعد هذا العقد الرقمي أكثر إلزامًا من الناحية القانونية، ويُعتمد غالبًا في المشاريع لتحديد الوقت المناسب للمبادرة، ومتى يجب إنفاق المال، أو إرسال طلبية خاصةٍ بمنتجٍ جديدٍ.

وهي تضمن فعالية في المعاملات دون الحاجة للاستعانة بالوثائق الورقية.

وأخيرا، أثبتت ستيلار قدرتها على إقامة شراكاتٍ مع عمالقة عالم العملات الرقمية، بعد أن أعلنت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول تعاونها مع “أي بي إم”، في منطقة جنوب المحيط الهادئ، في مشروع التحويلات المالية العابر للحدود لإدارة البلوكشين الخاصة بها.

وتشمل التجربة العشرات من أكبر بنوك ساوث باسيفيك. بالإضافة إلى اعتماد اللومنز التابعة لستيلار كعملةٍ رقميةٍ وسيطةٍ بين الدول على الشبكة. وبما أنها حظيت باستحسان “إي بي إم” فمن المعتقد أن تنال إستحسان المستثمرين والمستخدمين أيضاً.

 

4- الريبل

للريبل فرصٌ ضئيلةٌ مقارنةً بباقي العملات الرقمية، ولكن مع ذلك تظل منافسًا حقيقيًا قادرًا على أن يحل محل البيتكوين كعملةٍ معتمدةٍ في مجال التبادلات. وفي حين أن الريبل لا تحظى بنفس سرعة شبكة النانو، إلا أن الشركة ذكرت أن البلوكشين الخاص بها قادرةٌ على معالجة ما يصل إلى 1.500 مبادلةٍ في الثانية الواحدة، والذي يعد أسرع بكثيرٍ من الوقت الذي يستغرقه البتكوين.

والأهم من ذلك، هو تمكن الريبل من إثبات قدرتها في الحفاظ على معدلات سرعة إجراء المبادلات إلى حد الآن، رغم إنضمام أعدادٍ كبيرةٍ من المؤسسات المالية إلى شبكتها “ريبل نت”.

تحظى الريبل بميزاتٍ ملموسةٍ تجعل منها منافسا قوياً، على غرار السرعة في المصادقة وتسوية المبادلات التي تكاد تكون فورية، بالإضافة إلى رسومها التي لا تتجاوز سنتًا واحدًا.

وعلى غرار ستيلار، تملك الريبل العديد من الشركاء البارزين، كما أنها بصدد العمل على مشروعٍ عابرٍ للحدود قائم على التحويلات المالية الفورية، مع شركة أمريكان إكسبريس ومجموعة سانتاندير، بالإضافة إلى عملها على تجربة المبادلات عبر الحدود مع شركة موني جرام الدولية، كما أن عملتها الإكس آر بي تُعتمد حاليًا من قبل مبادلات الأسهم الرقمية التي أطلقتها شركة “إس بي آي” حديثاً.

وتتمثل أكبر ضربةٍ للريبل في كونها تمثل حلا مناسبا للمشاكل التي يعاني منها قطاع الخدمات المالية، وعدم استخدامها بالضرورة في عمليات الشراء والخدمات. ومع ذلك، يبقى قرار الإكس آر بي في اعتماد الريبل في التبادلات الرقمية نوعا من المبالغة، باعتبارها أحد رواد قطاع المبادلات التي تُجرى يومياً.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.