في الوقت الراهن، يجتمع في العاصمة الصينية بكين الآلاف من النخب لحضور الاجتماع السنوي لأعضاء المجلس الشعبي والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الذي يعرف تحت مسمى “اجتماع الدورتين“.
خلال هذه السنة، كان جل الاهتمام مركزًا حول مقترح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، المثير للجدل المتمثل في رفع مدة ولاية الرئيس ونائبه، ما سيمهد الطريق لحكمه مدى الحياة ويعزز من سلطته. وبعيداً عن السياسة، يعتبر اجتماع “الدورتين” فرصةً مناسبةً لرجال الأعمال الصينيين، الذين يعتبرون بدورهم مندوبي هذه الهيئات، للفت انتباه القيادة الصينية إلى القضايا الاقتصادية.
لاحظت الصحيفة الصينية “غوانشا” مشاركة العديد من أقطاب التكنولوجيا في اجتماعات هذه السنة، الذين وجدوها فرصةً للإشادة بتكنولوجيا البلوكشين المعتمدة من قبل المستهلكين الصينيين بالإضافة إلى الشركات الناشئة، إلا أن بكين تعاملت معها بازدواجيةٍ نسبيةٍ.
وفي مؤتمرٍ صحفيٍ عُقد يوم 3 مارس/ آذار، صرح الرئيس التنفيذي لشركة تنسنت للتكنولوجيا ومندوب المجلس الوطني الصيني أنه لا يزال حذرًا بشأن العرض الأولي للعملة والعملات الرقمية. كما أكد أنه يعتقد أن “العرض الأولي للعملة المشفرة، يمثل خطرًا كبيرًا”.
كما أضاف أنه “إذا أنشأ الجميع عملتهم الخاصة فإن هذا سيخلق مشكلةً كبيرةً للمنظمين”. مع ذلك، أقر السيد ما بأنه متفائلٌ بشأن إمكانيات البلوكشين في التوثيق والتحقق من الهوية، بالإضافة إلى الحد من مخاوف تكرار الملفات الرقمية أو العبث بها. وأوضح السيد ما أن “الجميع الآن منشغلون بالعملة الرقمية، وأعتقد أننا بحاجة لحل هذه المشاكل أولًا قبل أن تمضي البلوكشين قدمًا”.
توحدت آراء زعماء شركات التكنولوجيا الأخرى والسياسيين فيما يخص البلوكتشين. فقد شاطر ويليام دينغ، الرئيس التنفيذي لصناع الألعاب “نيت إيز”، رأي السيد ما، مصرحاً للصحفيين أنه يجب أن ينتشر اعتماد تقنية البلوكشين أولًا في مجالات أخرى، قبل أن تصبح من ركائز مجال التمويل.
حيال هذا الشأن، قال ويليام دينغ إن “سيناريوهات هذا التطبيق واسعةٌ ووفيرةٌ، أولها العقود الذكية، وآخرها التحقق من صحة المعلومات البيولوجية، وهذا ما سيحل مشاكل الثقة الشخصية. وبمجرد حل مشكلة الثقة، يمكننا بعد ذلك تعزيز التنمية في مجال التمويل، مثل الإقتراض وتلقي الأموال”.
في المقابل، كان ياو جينبو، الرئيس التنفيذي لموقع الإعلانات المبوبة 58.كوم، في حديثه عن هذه المسألة أكثر حذرًا. ووفقا لصحيفة بكين مورنينغ بوست، قال جينبو “إننا ندرس تكنولوجيا البلوكشين منذ مرحلةٍ مبكرةٍ، لكننا لم نتخذ أي إجراء بعد، خاصة أننا لم نجر أبحاثًا عنها إلا في النصف الأخير من هذا العام”. كما أضاف أن المخاطر المالية يمكن أن تتأتى من رجال الأعمال، الذين يندفعون في إصدار عملاتٍ جديدةٍ من تلقاء أنفسهم ما يمكن أن يخلق مخاطر ماليةٍ من شأنها أن تعيق تطوير البلوكشين عمومًا.
ناقش كبار قادة الأعمال الآخرين، بما في ذلك روبن لي ممثل شركة “بايدو” المتخصصة في البحث، وزو هونجي من شركة “كيهو 360” المتخصصة في صناعة البرمجيات، أهمية تداول موضوع تكنولوجيا البلوكشين في المقابلات الإعلامية خلال الجلسات.
لكن خلال السنة الماضية، اتخذت الحكومة الصينية إجراءاتٍ صارمةٍ ضد تجارة البيتكوين، وتعدين البيتكوين، وفيما يتعلق بالعروض الأولية للعملة(ICOs). ويبدو أن هذه التدابير قصيرة المدى التي سنت في خضم المضاربات، تفند الإلتزام طويل المدى لبكين بتعزيز جميع استعمالات البلوكشين.
في شهر مايو/ أيار الماضي، أعلن بنك الشعب الصيني عن أنه سيعمل على تطوير العملة الرقمية الخاصة به، كما أقر مجلس الدولة الصيني بإدراج البلوكشين في خطة الصين الخماسية الثالثة عشر بشأن المعلوماتية خلال سنة 2016. مع ذلك، لم تحظ تكنولوجيا البلوكشين سوى باهتمام أقل من قبل كبار المشرعين الصينيين مقارنة مع الذكاء الإصطناعي، ليتم فيما بعد نشر سياسة خارطة طريقٍ واعدةٍ حوله في شهر يوليو/ تموز. وعلى غرار الإشارات السياسية في اجتماع الدورتين لهذا العام، من المرجح أن تنال البلوكشين خارطة طريقٍ مماثلةً قريبًا.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.