في عام 2013، بدأت وظيفةً جديدة كمراسلةٍ لصحيفة Las Vegas Review-Journal الأمريكية. وبعدها توقّف نشر الصحيفة الأسبوعية البديلة المحببة إلى قلبي، صحيفة CityLife، لذا سمح لي محرر Las Vegas Review-Journal بإجراء مقابلة عن سبقٍ جديد: في مجال المواصلات أو التكنولوجيا.
هكذا تبدأ كريستي توتن، المحررة الصحيفة، مقالها في صحيفة The San Diego Union-Tribune الأمريكية.
وتتابع قائلة: “كان الخيار سهلاً بالنسبة لي. إذ كانت لاس فيغاس تعيش طفرةً تكنولوجية كبيرة وقتها. حيث وصل الرئيس التنفيذي الراحل لشركة Zappos طوني شاي إلى المدينة بخططٍ لشراء عقارات، وتأسيس شركات ناشئة، وبناء مجتمعٍ جديد. كما توافد آل زوكربيرغ على مركز المدينة، حاملين معهم خدمات إنترنت لم يظن أحدٌ أننا سنحتاجها من قبل، إلى جانب رغبتهم الدائمة في التواصل”.
وكان هناك لقاء من نوعٍ أو آخر يجري في كل ليلة. وخلال تلك اللقاءات، وجدت تقريري الأول.
حينها كان عمر عملة البيتكوين (BTC) نحو أربعة أعوام. وقد سمع البعض عنها، لكنها لم تكُن مألوفةً لدى الكثيرين. وكانت مجرد عملة مشفرة مزعومة غير خاضعة للتنظيم، وغير تابعة لأي دولة. وبالنسبة للغالبية ممن شاهدوا حملة مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد متجر سيلك رود Silk Road، فقد كانت تلك العملة مجرد وسيلة سرية لشراء المخدرات واستئجار القتلة المأجورين على الإنترنت.
لكن عملة البيتكوين بدأت تتحول إلى ما هو أكثر من ذلك، وبدأت تكتسب شرعية بالتزامن مع تقدُّم التوأمين وينكليفوس -الأخوين اللذين زعما أن فيسبوك كان فكرتهما- بطلب لتأسيس شركة تتداول عملات البيتكوين مثل الأسهم.
فخرجت للبحث عن أحد أنصار البيتكوين المحليين ليشرح لي خبايا هذا العالم، حتى عثرت على جوليان توش. وقد بدأ اهتمام توش بالعملات المشفرة من أجل تعليم بناته الاستثمار، وكان يدير موقعاً على الويب يُقدّم قائمةً بالمتاجر التقليدية التي تقبل عملات البيتكوين. والتقينا في مطعم كباب قبالة المطار، حيث ساعدني على إنشاء محفظة في منصة كوين بيس Coinbase، وأعطاني جزءاً صغيراً من عملة بيتكوين مقابل 10 دولارات نقداً. وعلى الرغم من قلة المتاجر التي كانت تقبل عملة البيتكوين على أرض الواقع في المدينة، لكنني استطعت إنفاق سبعة دولارات على إصلاح سيارتي وتنظيف أسناني وشراء شطيرة شاورما دجاج باستخدام البيتكوين -وأكثر ما شعرت به هو أنني ألفت الأنظار بما أفعله. كنت أستطيع استخدام عملة البيتكوين لشراء أي شيء، لكن قيمتها الحقيقية كانت تكمن في إمكانية إرسال الأموال على الفور لأي شخص وفي أي مكان في العالم، بدون استبدال العملة أو دفع رسوم مصرفية أو الالتزام بطريقة التحويل التي تفرضها حكومةٌ ما.
كما كانت العملات المشفرة وقتها ما تزال في المهد، ولم تكن سهلة الاستخدام. إذ لم يكن بإمكانك تحويل البيتكوين إلى عملات نقدية وسحبها على حساباتك المصرفية. بل كان يجب أن تعثر على شخصٍ يشتريها منك على أرض الواقع كما فعلت مع توش، أو تبحث عن غريبٍ على الإنترنت وتأمل أن يكون أميناً في إتمام الصفقة.
وقد لجأت إلى الحل الثاني في عام 2017، حين ارتفع سعر البيتكوين من ألف دولار إلى أكثر من 20 ألف دولار خلال عامٍ واحد. واحتلت العملة المشفرة عناوين الأخبار باعتبارها الأموال الجديدة التي يمكنها أن ترتقي بالطبقة العاملة الأمريكية إلى مصاف الـ1% الأكثر ثراءً في المجتمع بين ليلةٍ وضحاها. لكنني واجهت مشكلةً واحدة، وهي أنني نسيت كلمة المرور الخاصة بمحفظتي.
لكن طبيعة العملة المشفرة غير الخاضعة للتنظيم وقتها كانت طبيعةً مخادعة. فإذا نسيت كلمة المرور الخاصة بمحفظتك؛ لن تعثر على خيار إعادة تعيين أو تتصل بممثل خدمة عملاء ليطلب منك رقم ضمانك الاجتماعي أو يسألك عن اسم والدتك للتحقق من هويتك. حيث أنّ الغرض الأساسي هو إبقاء بياناتك الشخصية بمنأى عن معاملاتك المالية. لذا واصلت المحاولة لأسابيع طويلة حتى تمكنت من تذكر كلمة المرور.
ووجدت أنّ المبلغ الضئيل الذي تبقى في حسابي منذ أربع سنوات قد وصلت قيمته الآن إلى نحو 400 دولار. ورغم صعود عملة البيتكوين المذهل، لكنني كنت أظن أنّها مجرد ضربة حظ، أو موضة عابرة. لذا بعت حيازتي إلى صديق أحد أصدقائي، الذي أرسل لي النقود عبر تطبيق فينمو Venmo.
ولسعادتي البالغة بتحقيق مكسب في أعظم استثماراتي حتى الآن، هرعت إلى فيسبوك لأخبر محرري أنني ربحت للتو أكثر من 300 دولار عن طريق استثمارٍ بثلاثة دولارات فقط!
فأجابني قائلاً: “صفقةٌ رائعة. لكن عليك أن تفكري في الاستثمار الذي خسرتيه بسبب تناولك لشطيرة الشاورما يومها”.
وصدمني الرد قليلاً، لكنني ظللت سعيدةً بمكسبي غير المتوقع.
وتراجع سعر البيتكوين لفترةٍ وجيزة بعدها ليتوقف عند نحو 10 آلاف دولار طيلة سنتين، مما أكّد شكوكي. لكن السعر عاد إلى منطقة الـ20 ألف دولار من جديد إبان الجائحة العام الماضي، قبل أن يرتفع إلى أعلى مستوياته عند 68,521 دولاراً قبل أسبوعين. وها أنا ما أزال أفكر في حجم المال الذي خسرته بسبب تلك الشطيرة، وفي الثلاثة دولارات التي وصلت قيمتها الآن إلى آلاف الدولارات. وليتني أدركت مبكراً أنها لم تكن مجرد ضربة حظٍ مؤقتة.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.