تتعدد استخدامات البيتكوين، على غرار اعتمادها كعملةٍ أو نظام دفع، أو استثمار، أو سلعة، أو تكنولوجيا، أو شبكةٍ لتحويل الأموال، أو سوق تحوط. ولعل أكثر استخدامات البيتكوين التي اشتهرت بسوء سمعتها، استعمالها وسيطًا لصفقات المخدرات عبر الإنترنت.
منذ سنوات، سمحت العملة الرقمية لمشترين مجهولي الهوية بدفع أموالٍ إلى بائعين مجهولين عبر أسواقٍ مثل “إي باي”، متجنبين بذلك استعمال النظام المالي الرسمي وتدخل السلطات الفدرالية.
خلال سنة 2011، كتب الصحفي أندريان تشن في بيان لمدونة غوكر حول الأسواق التي توقفت عن النشاط حاليا، حيث قال “يعتبر إجراء محادثة قصيرة مع مروج القنب الهندي أمرًا مقلقاً، بينما يؤدي بك شراء الكوكايين إلى التعرض إلى إطلاق النار. ولكن، ماذا لو تمكنت من بيع وشراء المخدرات عبر الإنترنت مثل الكتب والمصابيح الكهربائية؟ حينها ستكون قد سلكت طريق الحرير الافتراضي (السوق السوداء)”.
في ذلك الوقت، أطلق تشن على البيان عنوان “التطبيق الأكثر شمولًا لرؤية البيتكوين”، الذي تمحور حول مسألة الهوية المجهولة التي تكون طليقة وغير خاضعةٍ لأي سلطةٍ. وبعد سبع سنوات، تراكمت المشاكل المتعلقة باستخدام البيتكوين على الإنترنت المظلم، وهي نوعٌ من النسخ المطابقة للإنترنت التي تعتمد التشفير لضمان خصوصية المشاركين وخاصيات المواقع غير المتاحة عبر شبكات التصفح العادية.
يعمد المشترون والبائعون إلى إلغاء الطلبات وخسارة الأموال واللجوء إلى أشكال أخرى من العملة الرقمية. وتبقى البيتكوين في الإطار الأوسع، موجهةً لتداول المخدرات وغيرها من السلع غير القانونية؛ إلا أن الأسواق المظللة التي ساهمت في شهرة البيتكوين باتت الآن تؤثر سلبا على سمعتها.
عدم استقرار القيمة
تكمن المشكلة الأولى التي تعاني منها البيتكوين في التقلب الشديد الذي تشهده قيمتها. فمنذ البداية، اتسمت العملة الرقمية بعدم استقرار أسعارها، التي تتأرجح بين النمو والانهيار مثلما هو الحال مع الأسهم الرخيصة. ومع ذلك، تعرضت العملة المشفرة السنة الماضية للتقلب بشكلٍ غير اعتيادي، لتشهد أسعارها انهيارا مفاجئا ثم تعود للارتفاع مرة أخرى يوما بعد يوم، وحتى بين الدقيقة والأخرى.
ساعد تزاحم المستثمرين والاهتمام الرقابي من طرف الحكومات حول العالم على تحريك تلك التقلبات. وقد كان جل المستثمرين إما من بين أولئك الذين يحفظون البيتكوين في بطاقات الإئتمان الخاصة بهم، أو الذين يأخذون قروضا عقارية لشراء هذه العملة.
إن تقلبات العملة قصيرة المدى تضاهي تلك التي امتدت على فترة طويلة من الزمن، حيث ارتفعت قيمة العملة بنسبة 1300% خلال السنة الماضية بينما انخفضت إلى أكثر من النصف في الآونة الأخيرة.
بالنسبة للمستثمرين، مثل أولئك الذين ينتمون إلى وول ستريت الذين يسعون لشراء البيتكوين والإحتفاظ بها، أو المنقبين الذين تبهرهم المخاطر الباحثين عن جني الأموال بشكل سريعٍ، تعتبر مثل هذه التقلبات ميزةً وليست عيبًا. أما بالنسبة للعديد من رجال الأعمال في وادي السيليكون المهتمين بتكنولوجيا البلوكشين التي تدعم العملة الرقمية، فإن هذه التقلبات لا تثير قلقهم.
في المقابل، يسبب هذا النوع من التقلبات صداعًا للمنخرطين في الأسواق التجارية التي تجرى فيها المعاملات المالية عن طريق عملة البيتكوين. ويعني ذلك دخول هؤلاء المشاركين في أسواق الشبكة المظلمة التي استمرت في الانهيار والظهور المفاجئ منذ أن استولت السلطات الفيدرالية على “طريق الحرير” سنة 2013.
في تلك الأسواق، أي أسواق الشبكة المظلمة، يتم تحديد أسعار المخدرات وغيرها من السلع المشروعة وغير المشروعة بالدولار أو اليورو وليس البيتكوين. ويقدر البائعون سلعهم وفقاً للعملات التقليدية. بعبارة أخرى، تقدر ثمان أوقيات من الماريجوانا بحوالي 25 دولارًا وليس بجزءٍ ضئيلٍ من البيتكوين.
يفكر المشترون بنفس الطريقة، فغالباً ما يشترون بضائع بالدولار أو غيرها من العملات الأخرى الحكومية، أو يسعون لبيع سلعهم بمقابلٍ نقديٍ شخصيٍ. أخبرني، عالم كمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون وخبير في أسواق الشبكة المظلمة، نيكولاس كريستين، أن سعر البيتكوين في حد ذاته لا يكتسي أية أهمية إلا إذا كان مستقرًا.
من شأن الإلمام بآليات شراء المخدرات عبر الإنترنت المظلم، المساعدة على فهم سبب عدم اعتماد البيتكوين. ففي مرحلة أولى، يبتاع المشتري البيتكوين ويراجع عروض البائعين في السوق ومن ثم يقتني السلع. وتودع الأموال لدى طرفٍ ثالثٍ، يضمن كلا الطرفين، قبل أن تسلم للبائع. وينجر عن هذه العملية تكون عددٍ من نقاط الاختناق المالي والتأخير على مستوى المعاملات. وعادةً ما يحدث ذلك أثناء الوقت الذي يقوم فيه المشتري بابتياع البيتكوين وشراء السلع، ثم تلقي البائع للطلب والمبلغ المدفوع من الطرف الثالث، وفي مرحلة لاحقة تحويل البائع للعملة الرقمية.
خلال جميع هذه المراحل، تصبح التقلبات التي تشهدها البيتكوين إشكالية في حد ذاتها. فبالنسبة للبائعين، قد يبدد انخفاض سعر البيتكوين وإجراء عملية الدفع من خلال وساطة الطرف الثالث جميع الأرباح المتأتية من صفقة بيع.
تنتشر الشكاوى بشأن هذه الأنواع من السيناريوهات في المنتديات الإلكترونية الرائجة، بما في ذلك، منتدى ريديت، الذي يتواصل عبره البائعون والمشترون عبر الإنترنت. مؤخرًا، قال أحد المستخدمين “يبدو أنني أرى البائعين يقفون دون أن يحركوا ساكنا. متناسين أنه إذا كانت البيتكوين العملة المستخدمة للدفع ومن ثم انخفض سعرها، فإن جهود البائعين سوف تذهب سدًى”.
لقد أعرب هذا المستخدم عن قلقه حيال تراجع عدد البائعين، نظرًا للديناميكية التي يتسم بها السوق. في المقابل، اشتكى مستخدمٌ آخر قائلا “هل يعقل أن أشتري عملات البيتكوين هذا الصباح بحوالي 675 دولارًا وفي غضون ساعة ونصف انخفضت قيمتها إلى حدود 625 دولارًا”.
بطبيعة الحال، تعتبر الأسواق المشروعة معرضةً أيضًا للتضرر من التقلبات التي تواجهها البيتكوين. لكن هذه الأسواق، التي تضم مستثمرين أغنياء ولها صلة بالنظام المالي الرسمي، قد أتيحت لها سبل تجنب تداعيات هذا النوع من التقلبات.
في هذا الإطار، قال جيري بريتو، المدير التنفيذي لـ”كوين سنتر”، وهي منظمة بحثٍ ومناصرةٍ غير ربحية في مجال العملات الرقمية، إن التجار الذين يودون تجنب التقلبات لا تزال لديهم الفرصة لقبول الدفع بالبيتكوين أو العملة الرقمية، وبإمكانهم استخدام مزود خدمةٍ من شأنه أن يحولها بصفة آلية.
وأضاف بريتو، “يقبل مزود الخدمة البيتكوين بالنيابة عن التجار ويحولها بصفة آلية، ومن ثم يودع الدولارات في حسابتهم. وبهذه الطريقة لن يواجه التجار التقلبات أبدا”.
لكن هذه العمليات التجارية لا تمت بصلة للأسواق غير المشروعة، وهو ما يعني أن سبل التحوط بالنسبة للأسواق والبائعين والمشترين قليلة إن لم تكن معدومةً. وعلى ضوء هذه المعطيات، يحث بعض تجار المخدرات زبائنهم للانتهاء من شراء البضاعة في وقتٍ مبكرٍ، حتى لا يودعوا مدفوعاتهم لدى الطرف الثالث الضامن قبل تلقي بضاعتهم. لذلك، طورت بعض الأسواق آلياتها الخاصة بها لمساعدتها على إدارة التقلبات.
وفّر طريق الحرير الأصلي نوعًا من نظام التأمين لمواجهة تقلبات أسعار العملة الرقمية. وفي حديثه عن مبتكر طريق الحرير الذي اعتقل سنة 2013 ويقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة، قال كريستين “كان روس أولبريخت شابا ذكياً جداً، دخل مجال عمل لم يكن يجدر به اقحام نفسه فيه. ولقد كانت بحوزته أفكارٌ نابغةٌ للغاية، مثل نظام التحوط الذي تعتمده البنوك”.
لا تملك الأسواق الأخرى الوسائل التكنولوجية اللازمة للقيام بذلك، وليس لديها الرغبة في تحمل مخاطر تقلب سعر العملة بالنيابة عن الزبائن والبائعين. نتيجةٍ لذلك، ألغى العديد من البائعين الطلبات، وباتوا يطالبون المشترين بالقيام بذلك من أجل مواجهة تقلب سعر العملة.
لم يكن تقلب سعر العملة مشكلةً ذات أهميةٍ عندما كان سعر البيتكوين يشهد ارتفاعًا جنونيًا، لأن البائعين والمشترين المالكين للبيتكوين وجدوا أن قيمة عملتهم تتزايد شيئًا فشيئًا. (أشار بعض البائعين في منشورات المنتدى أنهم جنوا أموالا أكثر عند امتلاكهم للبيتكوين مقارنة ببيع المخدرات). لكن ليس من شأن انهيار سعر البيتكوين أن يحفز الباعة على ممارسة التجارة في أسواق الشبكة المظلمة.
في بريدٍ إلكتروني أرفقه باسمٍ مستعارٍ، كتب الباحث في العملة المشفرة، غويرن برانوين “بالنسبة لأسواق الشبكة المظلمة، يعتبر التقلب المتصاعد أمرًا جيدًا إلى حد كبير، لأنها تجني بفضله ثروةً”.
وأضاف برانوين “يتمثل الأمر السيئ حقًا في انهيار أسعار العملة. ومن شأن هذا الأمر أن يؤسس لديناميكية فظيعةٍ في أوساط البائعين، فلا يزال يتعين عليك عادة دفع قيمة نفقاتك الخاصة والدفع لمزودك بالعملة الرقمية. إذن، هل ستواصل شحن الطلبات مسبقة الدفع بعملة البيتكوين التي انخفضت قيمتها كثيرًا مما قد يتسبب لك في خسائر فادحة؟”.
ارتفاع تكلفة التداول
أما السبب لتراجع شعبية البيتكوين في الإنترنت المظلمة، فيتمثل في الارتفاع المفاجئ في تكلفة التداول بالبيتكوين. ويعتبر التعمق قليلًا في التفاصيل التقنية عاملًا مساعدًا على فهم هذه المسألة.
يتم الاحتفاظ بجميع معاملات البيتكوين في في سجل حساباتٍ لامركزيٍ وعموميٍ. وعندما يُجري أحدهم معاملةً بالبيتكوين، يعمد المعدنون في الشبكة إلى حل المعادلات المعقدة بغية التحقق منها وتسجيلها، حيث أنهم يتلقون رسومًا رمزيةً بالبيتكوين مقابل القيام بذلك. لكن يبدو أن ذلك أضاف للعملة الرقمية مشكلةً متصاعدةً، فكلما تراجع الطلب على المعاملات، ارتفع سعر إجرائها. وبالفعل، ارتفع سعر معاملة البيتكوين بشكل كبير ليصل إلى 55 دولارًا.
ربما لا يشكل هذا الأمر معضلةً بالنسبة للمستثمر، لكن ماذا عن شخص يسعى فقط للحصول على بعض المخدرات؟ حيال هذا الشأن، أفاد الأستاذ في علم الجريمة في جامعة مونتريال، ديفيد ديكاري هيتو، “إذا ما نظرت إلى متوسط المعاملات في أسواق العملة الرقمية، ستجد أن نصف المعاملات تتراوح قيمتها بين 30 و50 دولارًا. ومما لا شك فيه، لا يعقل أن تدفع عمولة قدرها 30 دولارًا مقابل الحصول على 50 دولارًا من المخدرات”.
يمكن أن تصبح مثل هذه الرسوم لإجراء المعاملات إشكاليةً، خاصة بالنسبة لأي أحدٍ يحاول إجراء معاملات بيتكوين من الحجم الصغير لتجنب إثارة انتباه السلطات، على غرار تجار المخدرات.
ساهمت رسوم معاملات البيتكوين، والتأخير الذي يميز بعض إجراءاتها، في ابتعاد رواد سوق الشبكة المظلمة عن العملة الرقمية. وفي هذا الإطار، تسائل أحد أعضاء منتدى ريديت “ما هي الأسواق التي تقترح الدخول فيها، وقد أصبحت البيتكوين الآن غير صالحة للاستعمال بمبالغ منخفضة؟”. وفي رد على هذا المنشور، تدخل شخصٌ آخر لتقديم المشورة لهذا المستخدم، مقترحًا عليه استعمال عملة رقميةٍ أخرى.
كان الرد على هذا المنشور كالآتي: “كيف ينبغي للمرء أن يتأقلم مع هذا الوضع؟ ارتفعت الرسوم بشكلٍ هائلٍ، وقد حددت المواقع التي أشتري من خلالها البيتكوين الحد الأدنى المتاح لشراء العملة بقيمة 500 يورو. يبدو أن عملة مونيرو ستمثل البديل من هنا فصاعدا، في الوقت الراهن على الأقل. ومثلما سبق لك الذكر، لا تصلح البيتكوين لإجراء معاملات صغيرة”.
نشر مستخدمٌ آخر في منتدى ريديت، “أعتقد أنه ينبغي التخلي رسميًا عن البيتكوين، على الأقل في الوقت الحاضر. أردت اليوم عقد صفقة مباشرةٍ مع أحد الباعة، فأدركت أن قيمة المشتريات التي بلغت 250 دولارًا ستصبح في نهاية المطاف 315 دولارًا باحتساب الرسومات. بالإضافة إلى ذلك، سوف يستغرق وصول المبلغ إلى البائع على الأرجح 24 ساعة”.
وأضاف هذا المستخدم، قائلا “بلغت قيمة أدنى مستوًى لرسوم إلكتروم، هذا الصباح، حوالي 32 دولارًا من أجل إرسال العملة… ولا يزال المستخدمون يبلغون على أعلى المستويات التي وصلت إليها الرسومات، بينما ينتظرون تلقي عملتهم بعد فترة تتراوح بين 12 و16 ساعةً من إجراء المعاملة”.
الهوية المجهولة
أما المشكلة الثالثة المتعلقة بالبيتكوين، فتتمثل في عدم الكشف عن الهوية، أو بالأحرى فقدانها، في الوقت الذي أصبحت فيه هيئات تنفيذ القانون مهتمةً أكثر ومتمرسةً في مراقبة العملات الرقمية. وعلى الرغم من أن البيتكوين تعهدت في البداية بضمان سرية المعاملات، إلا أن الطبيعة العامة لنظام البلوكشين تقتضي في الواقع بأنه يمكن للمراقبين الفطنين جمع كميات ضخمة من المعلومات حول مستخدمي البيتكوين، مما يمكنهم من تحديد عناوين الأسواق الرائجة على الشبكة المظلمة وجعل غسيل الأموال عمليةً شاقةً.
على ضوء هذه المعطيات، أفادت سارة ميكليجون، خبيرة التشفير في جامعة لندن، أنه من المؤكد جدا في هذه المرحلة أن مستخدم البيتكوين لم يعد مجهول الهوية ويمكن بالتالي تتبعه. وأردفت خبيرة التشفير قائلة “إذا ما كنت بصدد شراء المخدرات، فلا يعتبر استخدام البيتكوين أفضل مراهنةٍ”.
توفر عملات أخرى المزيد من الخصوصية. وعلى هذا الأساس، ينتقل الأشخاص الذين يستخدمون أسواق الشبكة المظلمة إلى اعتماد خياراتٍ أخرى مثل إثيريوم ومونيرو. وفي إشارة إلى مؤسس سوق “ألفا باي”، الذي توقف عن النشاط حاليا، و”عمليات الخلط” التي من المفترض أن تخفي معاملات البيتكوين غير المشروعة، بين منشور في أحد المنتديات أن “أليكس كايزيس قضى نحبه بسبب اعتقاده في قدرة عمليات الخلط على التعتيم على آثار أمواله”.
نصح أحد رواد المنتدى مستخدمي البيتكوين بتحويل عملاتهم إلى عملة مونيرو، “فعلى الرغم من أن العديدين قد استفادوا من ارتفاع أسعار البيتكوين، إلا أنه حان الوقت لاعتبار ذلك من الماضي والانتقال إلى استخدام عملةٍ أكثر كفاءةً وفاعليةً. وستبدأ موجة الانتقال بوضع الباعة والأسواق في هذه الأطر. وبينما تقوم بطلب بضاعة ما، من المستحسن أن تستفسر من البائع عما إذا كان يريد تحويل عملته إلى مونيرو (أو بديلٍ آخر). وفي حال رغب المزيد من الزبائن في الدفع بعملة المونيرو، سوف يرغب البائعون إلى جانب الأسواق في الانتقال إلى حيث يملك زبائنهم المال”.
لاتزال هي العملة الأكثر شيوعاً
رغم وجود هذه العوامل الثلاثة، لا تزال البيتكوين العملة الشائعة على الشبكة المظلمة. ويعود ذلك إلى عدد من الأسباب، لعل أهمها استعداد المستخدمين لتحمل تكاليف المعاملات المرتفعة نظراً لصعوبة شراء المخدرات والطبيعة المربحة لبيعها.
يواجه المشاركون في السوق العديد من المخاطر السائدة الأخرى المثيرة للقلق، إلى جانب صعوبات المعاملات التي ينبغي عليهم التعامل معها. ومن بين هذه المخاطر والصعوبات نذكر التهديد الذي يشكله اعتماد تطبيق القانون في السوق بمثابة مصيدةٍ للقبض على تجار المخدرات والمشترين. وقد يعمد الباعة إلى سرقة عملات الزبائن ومن ثم الاختفاء بشكل مفاجئ، أو قد يتعرض الباعة والزبائن إلى عملية احتيال من طرف السوق بأكمله.
ويظل السؤال المطروح حول كيفية تبييض الأموال التي تم تحويلها بالأساس من عملة البيتكوين؟ وقد علق ديكاري هيتو عن ذلك قائلًا، “إذا أردت شراء الهيروين فقد تكون على استعدادٍ لدفع الرسوم أو المجازفة”.
لا تتوفر لدى هؤلاء المشاركين في السوق بدائلٌ عديدةٌ، على عكس المشاركين في الأسواق المشروعة؛ التي تتجلى مزايا اعتمادها للبيتكوين بوضوح. ومن بين هذه المزايا نذكر استقرار الدولار واليورو، إلى جانب تحول الأسعار الذي يقدر ببضع نقاط مئوية سنويًا.
تعتبر أنظمة الدفع عبر الإنترنت زهيدة الثمن وجديرةً بالثقة، فضلاً عن أن إجراء معاملةٍ شبه فوريةٍ لا يتطلب سوى شحن بطاقة الإئتمان ببضع نقاط مئوية. كما تعتبر الأسواق المالية المعاصرة أعجوبةً ثريةً، حيث أنها توفر التحوط والتأمين والضمانات الأمنية ومجموعةً لا حصر لها من المنتجات الأخرى، من أجل جعل شراء السلع والتجارة عمليةً سهلةً.
لا يحدث ما سبق ذكره عند استخدام البيتكوين. فقد تبين أن الوعود التي أطلقت بشأنها منذ البداية؛ على غرار تقديم فعاليةٍ أكبر، وسهولة الاستخدام، وانخفاض التكلفة، والسرعة، والتستر على الهوية مقارنةً بالمصارف التقليدية، خاطئة. وبطبيعة الحال، يمكن استخدام البيتكوين لشراء المخدرات ولكن ليس بتلك السهولة التي نتخيلها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.