ما هو الخيار الأفضل للاستثمار بين البيتكوين والعملات البديلة؟

لا تزال عملة البيتكوين (BTC) مهيمنةً على سوق العملات المشفرة، ولكن هناك العديد من الأصول الرقمية المُنافِسة التي يُطلق عليها اسم العملات البديلة Altcoins. ومع وجود العديد من البدائل، يحتاج المستثمرون إلى فكرةٍ واضحة عن وجه الاختلاف بين كل عملة بديلة وبين البيتكوين، وما يُمكن لتلك العملة أن تُضيفه إلى المحفظة الاستثمارية.

إذ شهدت العديد من العملات البديلة ارتفاعاً كبيراً كما كان الحال مع البيتكوين، الذي صعد بنسبةٍ تتجاوز الـ110% حتى 15 من نوفمبر/تشرين الثاني؛ حيث ارتفع سعر عملة الإيثريوم (ETH) مثلاً بنسبةٍ تُقارب الـ500% هذا العام حتى تاريخه، بينما حققت عملة شيبا إينو (SHIB) نسبةٍ مذهلة بلغت 380.000% خلال عامٍ واحد.

وقد تُشجع هذه الأرقام المستثمرين الباحثين عن الثراء. لكن العملات البديلة تحمل في طياتها أيضاً عدة مخاطر فريدة من نوعها، ويجب على المستثمرين فهمها. وإليك ما تحتاج إلى معرفته عند المقارنة بين الأصول الرقمية في سوق العملات المشفرة.

ما هي العملات البديلة؟

العملات البديلة هي عملات مشفرة بديلة لعملة البتكوين. لكن تلك العملات تعتمد على البيتكوين كمعيار لأنّها أول عملة مشفرة ظهرت وتُهيمن حالياً على السوق، حيث تُسيطر على الحصة الأكبر من رأسمال سوق العملات المشفرة.

ورغم استخدام البيتكوين والعملات البديلة لتقنية البلوكتشين، لكن تلك الأصول الرقمية تختلف في ما بينها من حيث الأهداف، والخصائص، وطريقة التشغيل. وهناك آلاف العملات البديلة، ومن أشهرها:

• عملة الإيثريوم.
• عملة الريبل (XRP).
• عملة اللايتكوين (LTC).
• عملة الكاردانو (ADA).
• عملة سولانا (SOL).
• عملة الدوج كوين (DOGE).
• عملة شيبا إينو.

وقد أراد صناع ومطورو العملات البديلة إنشاء نسخ مختلفة من البيتكوين، بما يتوافق مع ما تفتقده منصة البيتكوين في وجهة نظرهم.

فعلى سبيل المثال، تُعتبر منصة الإيثريوم تقنيةً تسمح للمستخدمين بإرسال العملات المشفرة إلى بعضهم البعض، لكن أحد أغراض المنصة يشمل أيضاً استخدامها كأداة في تطوير التطبيقات، حيث يُمكن إنشاء توكنات جديدة على الشبكة.

وقد تكون هناك قائمة لا نهائية من العملات البديلة، لكنها ليست هنا بالضرورة للتنافس مع البيتكوين. إذ قال كولن بابي، مؤسس محرك بحث Presearch الذي يعمل بتقنية البلوكتشين: “الغرض من العملات البديلة أن تُصبح مشروعات مبنية على تقنية البلوكتشين مفتوحة المصدر، حتى تُوفر حالات استخدام بديلة للنظام المالي التقليدية وشركات التقنية الكبرى”.

أوجه الاختلاف بين البيتكوين والعملات البديلة

يُمكن القول إنّ عملة البيتكوين تتمتع بأسس استثمارٍ أقوى من غالبية العملات البديلة؛ حيث إنها أكثر العملات المشفرة من ناحية الشراء، والحيازة، والتداول في السوق. ويصل رأسمالها السوقي إلى نحو 1.2 تريليون دولار، أو أكثر من 60% من إجمالي رأس مال سوق العملات المشفرة. كما أن حجم التداول اليومي للبيتكوين يتجاوز الـ30 مليار دولار، أي أنّها من الأصول عالية السيولة.

أما بالنسبة للعملات البديلة، فستظل هناك احتمالية كبيرة لأن تنهار تلك العملات في أي وقت، إلا إذا كانت تتمتع بحالة استخدام قوية برهنت عليها. حيث تم إنشاء العديد من العملات البديلة لمجرد التجربة، لكن حتى العملات البديلة التي تتمتّع بأسس قوية ستُعاني كثيراً من أجل اللحاق بالبيتكوين. وفي الوقت ذاته، ستزداد شعبية عملة البيتكوين ويزيد الطلب عليها أكثر.

علاوةً على أنّ الطلب على البيتكوين يزيد بين المستثمرين من مؤسسات وأفراد. ونتيجةً لذلك، سيمنح هذا الاهتمام الاستثماري المتزايد موثوقيةً أكبر للبيتكوين، ويزيد تبنّي العملة على المدى البعيد.

الاستثمار في العملات البديلة

حين يرتفع سعر البيتكوين، ترتفع أسعار العملات البديلة عادةً. وحين ينهار سعر البيتكوين تنهار أسعار العملات البديلة عادةً. لكن صعود وهبوط أسعار العملات البديلة يكون أكثر تقلباً في المعتاد من صعود وهبوط سعر البيتكوين.

إذ قال فيليب بيخازي، الرئيس التنفيذي لشركة XBTO المتخصصة في تمويل العملات المشفرة: “مع ارتفاع سعر البيتكوين عند نقطةٍ معينة، ستبدأ الأموال في الانتقال من البيتكوين إلى العملات البديلة. ومع ارتفاع أسعار الأموال البديلة، ستعود تلك الاستثمارات إلى البيتكوين”.

ويتعيّن على مستثمري العملات المشفرة، الراغبين في تنويع عملاتهم البديلة، أن يدرسوا المخاطر المرتبطة بتلك الأصول الرقمية جيداً؛ إذ إنّ هناك أكثر من 10 آلاف عملة مشفرة، مما يعني ضعف احتمالات اختيار عملة بديلة تتمتع بالقدرة على البقاء.

حيث أردف بيخازي: “يُمكن للعملات البديلة أن تمنحك عائدات ضخمة على استثمارك الأولي، في حال اخترت العملات الصحيحة. فقبل عامٍ واحد، كان سعر عملة سولانا دولارين فقط، واليوم تجاوز سعرها الـ200 دولار. ومع ذلك، لن تحظى غالبية العملات البديلة بهذا النجاح، وعادةً ما تخسر قيمتها الصغيرة في حال عدم الاهتمام بالمشروع”.

ونظراً للمخاطر الكبير التي تنطوي عليها العملات البديلة، يُنصح بالبحث عن البدائل عالية الجودة التي تتمتّع بأسس قوية، بحسب ما أفاد به الخبراء لشبكة U.S. News الأمريكية. بينما يُنصح المستثمرون الذين يتجنبون المخاطرة بالبحث عن عملات بديلة تُقدم منفعةً واسعة النطاق في المستقبل، مع دراسة حجم رأسمالها السوقي وحجم تقلبات أسعارها.