منذ اختراع البتكوين، ظهر على الساحة طيف فريد ومتنوع من الأشخاص الذين ادعوا اختراعهم لتكنولوجيا البلوكتشين. في 2019، ظهر مزيد من هؤلاء الذين انتحلوا هوية ساتوشي وظهرت أدلة تشير إلى أشخاص آخرين ربما تنطبق عليهم أوصافه. لكن حتى الآن لم يظهر دليل حاسم على هويته، وكل من انتحلوا الاسم في 2019، كُشف زيفهم وخداعهم.
قائمة ساتوشي المزيفين لعام 2019
لا أحد يعلم ما الذي يدفع أحدهم لانتحال هوية شخص آخر، لكن في عالم العملات المشفرة هذا حدث متكرر. لسنوات طوال دفع البحث عن ساتوشي ناكاموتو، مخترع البتكوين، الناس للتفتيش عن أي دليل يخبر عن مكانه. ولأن هذا الشغف اكتسب زخماً قوياً للغاية، فقد ولد جمعاً من الممثلين الواقعين الذين تظاهروا بأنهم ساتوشي. في عام 2018 نشر موقع News.Bitcoin.com قائمة بساتوشي المزيفين الذين ظهروا في ذلك العام. على سبيل المثال، أخبر كاتب في مجلة بلومبيرغ يسمى ماثيو ليسينج الجميع بأن ساتوشي ناكاموتو يكتب كتاباً.
في يونيو/حزيران الماضي، لاحظت مدونة أرمشير سلوث armchair sleuths رجلاً في هاواي سجل عدة شهادات بحقوق الملكية عن عدة علامات تجارية لبتكوين كاش، وامتلك لفيفاً من أسماء النطاقات المرتبطة بـ بتكوين وبتكوين كاش، ويدعي أنه مخترع البتكوين. يقول رونالد كيلا كاو ماريا المقيم في هاواي في موقعه “أنا ساتوشي ناكاموتو الأصلي والوحيد”. وظهر على الساحة كذلك فيل ويلسون المعروف بـ “سكرونتي”، والذي ادعى أنه جزء من مجموعة ساتوشي ناكاموتو مع ديفيد كليمان وكريج رايت. واستمر منتحلو هوية ساتوشي بالظهور على مر العام.
رجل الشعر
أحدث هؤلاء المنتحلين لهوية ساتوشي هو يورغ مولت. ورغم أن مولت يمتلك شعراً فاخراً كشعر الممثل فابيو لانزوني، فهو يدعي أنه شارك في تأسيس “بتكوين” وأنه صمم مدرسة ساتوشي، لكن لا أحد في مجال العملات المشفرة يصدقه. ادعى مولت أنه يمتلك 250 ألف بتكوين وأخبر بعض المشاركين في أسبوع البلوكتشين في مؤتمر العملات المشفرة العالمي في فيغاس أنه هو ساتوشي. غرد أندرياس أنطونوبوليس على تويتر قائلاً “على ما يبدو هناك ألماني يدعى يورغ مولت، يعرض صور سيلفي لي معه ويخبر الناس أننا أصدقاء، هذه كذبة. أنا لا أعرفه على الإطلاق، وسمعت من آخرين أنه يدعي أنه مؤسس بتكوين ولديه آلاف من عملة البتكوين، هذا محض كذب”.
ساتوشي فريق العلاقات العامة
في منتصف أغسطس/آب، فشل متنبي آخر في إقناع مجتمع العملات المشفرة بأنه ساتوشي، فقد أخبر باكستاني يدعى بلال خالد وشركة للعلاقات العامة تسمى ايفي مكلمور Ivy McLemore، العالم بأنه هو مخترع البتكوين. كتب خالد وشركته مقالات طويلة عن نظام الأعداد الكلدانية وقصة خسارة خالد لعملات بتكوين تتجاوز قيمتها المليارات (980 ألف بتكوين) في حاسوبه المعطل. ادعى خالد أن حاسوبه المحمول تعطل وعليه ملف wallet.dat الخاص به، لذا أرسله للصيانة، لكن الجهاز عاد إليه بقرص صلب جديد تماماً.
بعد كل مقالاته الطويلة ومقطع الفيديو الذي نشره، فند مجتمع العملات المشفرة أكاذيب خالد وسفه من شأنه. في ثنايا قصصه الطويلة ادعى خالد أنه كان حليفاً لهال فيني، مما أغضب بعض أرباب مجتمع العملات المشفرة متهمين إياه باستخدام سمعة فيني الحسنة لأغراض تسويقية.
مفتاح PGP رقم 0x18C09E865EC948A1
دأب رجل بلجيكي يدعى ديبو يورغن إيتيني غايدو على إخبار مجتمع العملات المشفرة أنه هو ساتوشي ناكاموتو على مر 2019. على سبيل المثال في فبراير/شباط، ظهر ديبو في قسم التعليقات في تدوينة لكريغ رايت بعنوان “احذر مما تتمنى”، فكتب قائلاً “أنت كذاب، لم يمتلك الدكتور كريغ رايت يوماً مفاتيح رقمية للتوقيع بها، دون دليل على ادعائه، ولم يكن بإمكانه تحويل حتى بتكوين واحدة من محفظتي الكبيرة”. ظهر ديبو على الساحة في 2015 وما زال ينشر بانتظام على حساب تويتر الخاص به.
ثم في يوليو/حزيران، كتب ديبو إلى المحكمة التي تنظر قضية كليمان ضد رايت وشهد شهادة كتابية يقول فيها إنه “المخترع الأصلي للبلوك الأول في بلوكتشين بتكوين”. ومثله مثل منتحلي صفة مخترع البتكوين المذكورين أعلاه، لم يقدم ديبو حتى الآن دليلاً قاطعاً على ادعائه. ويدعي كذلك امتلاكه لعنوان البريد الإلكتروني Satoshin@GMX.com والتوقيع الرقمي المرتبط به (مفتاح PGP 0x18C09E865EC948A1).
مشتبه بهما آخران
في 2019، هناك شخصان سارت عنهما أقاويل بأنهما ربما يكونان مخترع البتكوين. سابقاً، كان هناك لفيف من الأشخاص الذي اعتقد رواد مجال العملات المشفرة بأنهم ساتوشي لأسباب عديدة. منهم هال فيني وشينيتشي موتشيزوكي وغافين أندريسن وواي دي وغيرهم. في مايو/أيار خلال قضية كليمان ضد رايت، قُدم مستند إلى المحاكمة بعنوان “قانون دكتور رايت للنظام الحمائي”، احتوى الملف على تنقيحات كثيرة لكن هامش إحدى الصفحات أورد اسم: بول لو رو. بول هو زعيم عصابات يبلغ من العمر 46 عاماً ومسجون بتهمة بناء إمبراطورية إجرامية، ويعتقد الكثير من المراقبين أنه يملك ما يؤهله ليكون مخترع البتكوين. حتى صحفي التحقيقات إيفان راتليف وصف بول أنه “أكثر ساتوشي مصداقية حتى الآن”.
في يونيو/حزيران بدأ مجتمع البتكوين بالحديث عن المقارنة بين مؤسس عملة غرين وساتوشي ناكاموتو. بعد مغادرة مؤسس العملة شبه المجهول إغنوس بيفرل لمشروع غرين، قارن المجتمع بين رسالته الوداعية ومنشور ساتوشي الوداعي وكانا متشابهين تشابهاً صادماً. لم تصل المقارنة إلى شيء لأن بيفرل اختفى ولا يستطيع الرد عن نفسه. لكن في نوفمبر/تشرين الثاني تلقت مؤسسة غرين تبرعاً بمقدار 50 بتكوين من شخص تفوح منه رائحة الماضي. السبب الذي دفع الناس للاعتقاد بأنه مؤسس بتكوين هو أن البتكوينات الخمسة تم تعدينها في 2010 وحولت إلى محفظة ظلت خاملة لما يقرب من 9 سنوات.
كما ذكر موقع news.Bitcoin.com العام الماضي فإن ظاهرة المنتحلين لشخصية مخترع البتكوين والمدعين معرفة هويته الحقيقية لن تتوقف على الأرجح. هذا العام ظهر بعض هؤلاء المنتحلين ولعلهم أدركوا أن أداء دور ناكاموتو ليس سهلاً. رغم ما يجلبه هذا الانتحال من شهرة قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والعناوين الإخبارية، فإن انتحال صفة ساتوشي تجلب كذلك السخرية والاستهزاء، هذا لأن بعض محاولات هؤلاء سخيفة للغاية، فساتوشي على الأرجح ليس لديه شعر كشعر فابيو ولا يحتاج شركة علاقات عامة وإذا كان ديبو يمتلك مفاتيح ساتوشي حقاً فربما عليه أن يستخدمها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.