منذ إفلاس منصة إف كوين FCoin في فبراير/شباط، أغرق باحثو البلوكتشين أنفسهم في البيانات بحثاً عن سبب الفشل وأين ذهبت كل العملات المشفرة الخاصة بالمنصة الواقعة في الصين.
يتساءل تقرير صدر مؤخراً عن شركة أنتشين إيه آي Anchain AI عن إن كان العجز في أصول المنصة ناتجاً عن سرقة داخلية، أم بسبب خطأ في البيانات كما تدعي الرواية الرسمية. جاءت الدراسة بعنوان مثير هو “إغلاق منصة إف كوين: صعوبات تقنية أم مكيدة احتيال؟”
في 17 فبراير/شباط، كشفت منصة إف كوين عن عجز يساوي 130 مليون دولار من عملة البتكوين (BTC). أُخلِيت المحفظة الباردة الخاصة بالمنصة، وكانت تستخدم لحفظ بتكوين العملاء، من محتواها. وفقاً لتقرير أنتشين إيه آي، يبدو أن الأموال المخزنة في المحفظة الباردة نُقِلت في الفترة من 2019 حتى فبراير/شباط 2020 إلى أربع منصات تداول أخرى، وهي بينانس Binance، وأوكيه إكس OKEx وهوبي Huobi وجيت دوت أي أو Gate.io.
أنتشين إيه آي أكثر صراحة في شكوكها من شركة تحليل أخرى هي بيكشيلد الصينية، والتي أفادت بأن مشاكل منصة إف كوين بدأت في 2018. وفقاً لبيكشيلد، لم تحسب إف كوين المعاملات على منصتها كما ينبغي، مما سمح للمستخدمين بتسريب عملات مشفرة قيمة إلى منصات تداول أخرى.
نُقِلت أكثر من 25350 بتكوين من محفظة إف كوين الباردة الأساسية وإليها. وتم سحب آخر 54 بتكوين في المحفظة في معاملة تمت في 13 فبراير/شباط، وبعدها بأربعة أيام، أعلن مؤسس المنصة تشانغ جيان أن المنصة لم تعد قادرة على إتمام عمليات السحب التي يقوم بها العملاء.
تسمى المحفظة محفظة باردة عندما يُخزَّن المفتاح الخاص الذي يتحكم بها بعيداً عن الإنترنت، في جهاز تخزين أو قطعة ورق تحفظ في مكان آمن. تستخدم منصات تداول العملات المشفرة هذه المحافظ، وهي نسخة العملات المشفرة من خزنة المصرف، لتخزين أصول العملاء لفترات طويلة، نادراً ما تتحرك فيها هذه الأصول.
في يونيو/حزيران 2018، نشرت إف كوين عنوان محفظتها الباردة في صفحة الشفافية الخاصة بها. يقود الرابط الآن إلى الصفحة الرئيسية للمنصة، التي تعرض ملاحظة بلغة إنجليزية ركيكة تقول “نظام إف كوين قيد التحديث”.
لحسن الحظ، نشر عنوان المحفظة الباردة في بيان صحفي في 2018، وهو ما منح شركة أنتشين إيه آي نقطة بداية في تحليلها لأكثر 210 ألف معاملة أجريت بين محافظ إف كوين التي تجاوز الأربعين ألفاً. نقلت المحفظة الباردة 9889 بتكوين إلى محفظة أخرى مملوكة لـ إف كوين، ثم وزعت هذه العملات على عناوين أخرى متفرقة. كشف التحليل عن أن المنصة كانت تنقل في وقت مبكر من عام 2019 مئات البتكوين إلى منصات أخرى. من بين أكبر المنصات التي تلقت هذه العملات، كانت منصة هوبي التي عمل فيها تشانغ سابقاً رئيسياً تقنياً، أكبر الرابحين.
ولأشهر قليلة في 2019، لم تكن هناك أي تحويلات لمنصات أخرى. ثم بدأ النشاط مجدداً في سبتمبر/أيلول، وقد أصبحت منصة أوكيه إكس الوجهة المفضلة للتحويلات.
استخدمت منصة إف كوين التي تأسست في 2016، نموذجاً لتعدين المعاملات، يعوض المتداولين عن الرسوم التي دفعوها بتوكن ملكية، يسمى إف كوين. حين يدفع العميل رسوم التداول باستخدام البتكوين، على سبيل المثال، ترسل إليه المنصة مقداراً مناظراً من توكن الإف كوين. تلقى حاملو هذا التوكن أيضاً نسبة 80% من عائدات الرسوم الخاصة بالمنصة، لتحفيزهم على الاحتفاظ به.
لم ترد منصة إف كوين على طلب التعليق الذي أرسله موقع كوين ديسك حتى وقت النشر.
ورداً على اتهامات التلاعب، خرج تشانغ على وسائل التواصل الاجتماعي ليشرح بأن هوة العجز في الأصول البالغة 7 آلاف إلى 13 ألف بتكوين، لم تنتج فقط عن أخطاء في المحاسبة، بل من نموذج تعدين المعاملات الذي اتبعته المنصة كذلك. كتب تشانغ في رسالة رسمية ترجمت إلى الإنجليزية ونشرت على ريديت في 17 فبراير/شباط ” الأكاذيب العامة، ستفند عاجلاً أم آجلاً أمام أعين الجميع”.
ورغم أن تحليل أنتشين إيه آي سلط الضوء على أن هناك ما يثير الشك في معاملات منصة إف كوين، إلا أن اتهامها للمنصة بأنها نقلت البتكوين إلى أربع منصات تداول أخرى ثم بعدها إلى أماكن أخرى، يصعب إثباته.
أما بالنسبة للسؤال الأساسي، يظل تقرير أنتشين إيه آي غير حاسم.
قال الباحثون في نهاية دراستهم: “إذن، هل توقفت المنصة بسبب صعوبات تقنية، أم لأن مخطط الاحتيال بلغ غايته؟ لن يعرف الإجابة يقيناً سوى فريق إف كوين”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.