أعلنت الحكومة الفنزويلية أن ملايين العائلات استخدمت عملة البترو (PTR)، العملة المشفرة الخاصة بدولة فنزويلا، للدفع نظير السلع والخدمات. ويعاني البائعون مع ازدياد تبضع المستهلكين باستخدام عملات البترو (PTR) بسبب اضطرارهم للبيع بخصومات كبيرة. ويشار أنه تم إلقاء القبض على بائع واحد على الأقل.

ارتفاع نسبة تبني عملة البترو

أعلنت الحكومة الفنزويلية يوم 4 يناير/كانون الثاني نجاح استخدام عملة البترو (PTR) في الدفع في الفترة من 18 ديسمبر/كانون الأول و3 يناير/كانون الثاني. أشار البيان أنه تم إجراء 2,585,755 معاملة باستخدام نظام Biopagobvd، نظام الدفع الحيوي من خلال بنك فنزويلا الذي يتيح للمواطنين الدفع بعملات البترو في المتاجر. زعمت الحكومة أيضاً استخدام 1,233,093 مواطن لعملات البترو في 7422 متجر في البلاد خلال تلك الفترة. وبالإضافة إلى ذلك قال الرئيس مادورو يوم 1 يناير/كانون الثاني إن نحو 6 مليون عائلة استخدمت عملة البترو كوسيلة للدفع.

يجري بنك فنزويلا حالياً، بالتعاون مع هيئة الرقابة الوطنية على قوانين العملات المشفرة والخدمات المرتبطة بها (Sunacrip) ومنصة باتريا Patria، “تعديلات على نظمه لتعزيز فعالية محفظة عملة البترو (PTR)”.

منحت الحكومة نصف بترو إلى 3.5 مليون موظف حكومي و4.5 مليون موظف على المعاش في شهر ديسمبر/كانون الأول لاختبار استخدام عملة البترو (PTR) في المدفوعات. وقد أعلن الرئيس مادورو يوم 23 ديسمبر/كانون الأول أنه بإمكان المواطنين في فنزويلا الحصول على السلع والخدمات في المتاجر المعتمدة باستخدام العملة المشفرة عبر البطاقات الوطنية.

إرغام البائعين على قبول عملات البترو (PTR)، وبيع السلع بالخصم

يشار إلى أن الوضع ليس مشرقاً للبائعين. قال إداوردو غوميز رئيس قسم الدعم في شركة Purse.io: ” يُرغم البائعين على قبول عملة البترو (PTR) كوسيلة للدفع بسعر ثابت (2.5 مليون عملة بوليفار فنزويلي لكل عملة بترو)، إذ يمكنك شراء التوكن في السوق المفتوحة بسعر يبدأ من 1 مليون عملة بوليفار فنزويلي لكل عملة بترو”. وقد أوضح غوميز يوم 29 ديسمبر/كانون الأول: “بعبارة أخرى، يمكنك تحقيق ربح بواقع 50% عبر شراء عملات البترو (PTR) بتكلفة منخفضة وإنفاقها في المتاجر”.

أضاف غوميز: ” وبالتالي فإن سجلات الأوامر في منصات التداول التي تتداول عملة البترو (PTR) مليئة في جانب البيع وشاغرة في جانب الشراء. يحصل المواطنون على دعم على هيئة عملة سيئة الأداء في اقتصاد متدهور، ويُرغم البائعون على قبول التوكن الذي لا يساوي شيئاً”.

عندما يدفع العملاء بعملة البترو (PTR)، لا يحصل البائعون على العملة المشفرة. يحول نظام Biopago عملات البترو (PTR) إلى عملات بوليفار (BsS) بسعر ثابت ويدفع للبائعين بعملة البوليفار. يعيد بنك فنزويلا شراء عملات البترو الخاصة بالعملاء بسعره الخاص. يحصل البائعون على عملات البترو (PTR) وهم يظنون أنها تساوي 60 دولار للعملة. إلا أنهم يحصلون على عملات بوليفار تساوي نحو 38.2 دولار لكل عملة بترو بعد التحويل وفقاً لحسابات أحد مستخدمي موقع تويتر Twitter.

منع البائعين من رفع الأسعار للمدفوعات بعملة البترو (PTR)

كان البائعون يضيفون عمولات للمدفوعات بعملة البترو (PTR) باستخدام نظام Biopago بهدف تجنب الخسائر. إلا أن هيئة الرقابة قد أصدرت تحذيراً يفيد أن المعاملات التي تتم باستخدام نظام Biopago لا ينبغي أن تخضع لأي عمولات، بعد أن تلقت عدداً كبيراً من الشكاوى من البائعين بسبب فرض عمولات ورفع الأسعار نظير قبول عملة البترو (PTR). وبالإضافة إلى ذلك، لا يحق للبائعين تحويل عملات البترو (PTR) إلى عملات بوليفار. وقد قال مستخدم آخر لموقع تويتر في هذا الشأن: “يفرض البائعون عمولات تتراوح بين 25% و 40% عندما تدفع بعملات البترو”.

وأشار الصحافي هومبيرتو أمبروزينو إلى أنه قد تم إلقاء القبض على بائع واحد على الأقل لفرضه عمولة على مدفوعات عملة البترو (PTR). فقد ألقت خدمة التحقيق الجنائي (Sipel) في شرطة ولاية لارا القبض على أنغيل إرنستو توريس مونانييز (البالغ من العمر 32 عاماً)، مالك متجر “سو كاريتو” في مدينة باركيوسيميتو. كانت السلطات قد تلقت شكاوى بشأن فرض المتجر عمولة بواقع 20% على المدفوعات بعملة البترو (PTR) عبر نظام Biopago.

وقال غوميز: “من المرجح أن يقوم الناس بشراء عملة البترو (PTR) لإنفاقها، مما سيدفع سعر العملة للارتفاع إلى أن يتحقق التوازن، سينتهز المسؤولون الحكوميون رفيعو المستوى هذه الفرصة لبيع عملات البترو التي يمتلكونها. بالإضافة، إلى العدد الكبير من عمليات غسل الأموال التي تتم في هذا الإطار”. واستنتج غوميز: “سوف تنفذ بضائع البائعين ( وقد يضطروا إلى إقفال متاجرهم) بسبب بيع البضائع بنصف سعرها الحقيقي. فقد توافد المواطنون لإنفاق العملة المشفرة”.

يستمر الرئيس مادورو في الوقت الحالي في الدفع لاستخدام عملة البترو (PTR) دولياً. فقد صرح الرئيس الفنزويلي في حوار له مع الصحافي الإسباني إغناسيو رامونيت يوم 1 يناير/كانون الثاني أنه سيتم بيع النفط الفنزويلي هذا العام بعملة البترو (PTR). وقد أكد مادورو أن العملة المشفرة مدعومة بثلاثين مليون برميل من النفط الفنزويلي، واحتياطي الذهب و الحديد والبوكسيت. قال الرئيس الفنزويلي: ” وقد وقعنا أيضاً عقداً لبيع النفط والحديد والصلب والألومنيوم، وجزء من إنتاج الذهب بعملة البترو (PTR)”. وأضاف: “سوف نبيع النفط الفنزويلي بعملة البترو. نبيع بالفعل الحديد والصلب في دولة فنزويلا بعملة البترو”.