هبط سعر توكن الفوين بعد أن كان يساوي حوالي 3 آلاف دولار إلى أدنى مستوى له إلى حوالي 6 دولارات إذ يبدو أن الشركة التي تدعمه أجرت عملية احتيال بالخروج من السوق.
توكن الفوين يهبط هبوطاً حاداً
يحصل هذا السيناريو في الوقت الحالي، إذ أغلقت شركة التكنولوجيا المالية فاينانشيال دوت أورغ Financial.org غير الخاضعة للتنظيمات أبوابها، ما أدي إلى انهيار قيمة التوكن للمستثمرين في شركة البلوكتشين الناشئة الفوين Foin، التي اتضح أنها مرتبطة بمشروع فاينانشيال دوت أورغ. بالتالي، جُرد مشترو العروض الأولية للعملة والمستثمرين الآخرين ممن لهم حصتهم في أصول الفوين من عملاتهم، رغم وعود بأنها ستُحرر للتداول في وقت قريب جداً.
ومما زاد الطين بلة، أن مشروع الفوين كان يُجري معاملاته واتصالاته حتى آخر وقت، واعداً بإضافة متداولين والكشف عن نظام دفع. ارتفع سعر توكن الفوين إلى أعلى، فتضاعف سعرها في ديسمبر/كانون الأول، حتى بلغ أعلى قيمة له قبل ما تبدو أنها عملية احتيال خروج كلاسيكية.
يظل موقع فاينانشيال دوت أورغ ملتزماً الصمت، واضعاً نهاية لأشهر من الشكوك في النهاية حول مشروعية المشروع. ويُذكر أن الطريقة التي نجح من خلالها هذا المشروع في كسب الأموال هي طريقة كلاسيكية، إذ أجرت الشركة ببساطة بيع متعاقب للتوكن. ورغم تعطل موقع فاينانشيال دوت أورغ، ما يزال الموقع الذي يبيع العرض الأولي للعملة سارياً ويضع أسعار عالية للغاية للفوين.
فاينانشيال دوت أورغ أظهرت بوادر بوجود مشكلات لأشهر
أُنشئت شركة فاينانشايل دوت أورغ عام 2016، وفقاً لما أوردته رويترز، وانتشرت في جميع أنحاء سوق جنوب شرق آسيا في صورة قوة تكنولوجيا مالية. حافظت الشركة على مكانة عالية، حتى أنها ترعى شعاراً على سيارات فريق ويليامز فئة فورميولا وان.
رغم ذلك، بدت فاينانشيال دوت أورغ مستعدة للغاية للإغلاق، فقد أخلت مكاتبها في منطقة كناري وارف في لندن، في نهاية عام 2019. كذلك تخلت الشركة عن مكاتبها في أبو ظبي.
كانت المشكلة أنه، رغم الارتباط بين فاينانشيال دوت أورغ ومشروع الفوين، ظلت تلك الحقيقة غامضة نسبياً للمستثمرين. فقبل أيام فقط نشر موقع كوين ماركت كاب تحذيراً يربط توكن الفوين بفاينانشيال دوت أورغ.
سمح هذا لمشروع الفوين بالاستمرار في النشاط الوهمي بينما يعد بتطورات جديدة مثيرة حتى آخر لحظة. ولفترة من الوقت، بدت الأمور إلى حد كبير كأنها شركة ناشئة عادية تستند إلى العرض الأولي للعملة تمر بمراحل نمو. لكن في حالة توكن الفوين، سريعاٍ ما انتاب المستثمرون الشك.
أولاً، مرت فترة خضع فيها التوكن للحظر. وجد حاملو الفوين أن أموالهم قد استولي عليها واستبدلت بأصل رقمي، وفقاً لرغبات الشركة الناشئة. ثم كانت هناك دعوات مشبوهة للغاية لتبادل التوكنات وتحويلها. أولاً، طُلب من المستثمرين تبديل توكناتهم من خلال موقع مخصص، للانتقال إلى إصدار فوين واليت FoinWallet.
بعد ذلك، طُلب من حاملي الفوين نقل أصولهم الرقمية إلى منصة فو باي FoPay، مع تحديد مهلة أسبوعين فقط، ورسوم بقيمة 8.75 دولار مقابل نقل كل توكن. والآن صارت المواقع التي تطلب نقل التوكن غير صالحة.
الاستحواذ على شركة علي إكستشينج بث التفاؤل قبل الانهيار
وعندما توقع حاملو الفوين أن توكناتهم ستكون قابلة للاستخدام أخيراً، نشرت الشركة الناشئة إعلاناً عن تأخر في السماح بعمليات السحب. وهذه المرة، أعلنت الشركة امتلاك منصة تداول تتخذ من إستونيا مقراً لها وهي علي إكستشينج AliExchange.
في خضم عملية احتيال مُخطط لها بالفعل، وبينما كانت فاينانشيال دوت أورغ تتفكك، أصدرت فو باي وفوين إعلاناً ساراً حابساً للأنفاس عن عملية الاستحواذ.
يَفترض أن علي إكستشينج بيعت مقابل مليون فوين، أو تقريباً 2.5 مليون دولار أميركي في ديسمبر/كانون الأول. وكان من المفترض أن تكون السوق هي “منصة التداول المحلية” لفوين. وفي ذلك الوقت، كان الأصل يجري تداوله بالفعل على منصتين معروفتين بطبيعتهما المشبوهة وضم أصول مشكوك فيها وهما: هوت بت HotBit وبي تو بي بي تو بي P2PB2B.
كان السعر المعروض على هوت بت مختلف تماماً عن السعر الموجود على بي تو بي بي تو بي، حيث ارتفع سعر الفوين بشكل غير عادي إلى 3,949 دولار في وقت التسجيل. وزاد سلوك الفوين من الشكوك المنطوية على أن نمو الأسعار لم يكن متناسقاً وربما يستدرج المستثمرين.
سمحت حقيقة أن مشروع الفوين يعمل في جنوب شرق آسيا للاحتيال بالاستمرار مع أن إنفاذ القانون قد طُبق بالفعل على مساراته. وقد وردت تقارير بشن حملة قمع في تايوان ألقي القبض على عشرة أعضاء من فريق الفوين على أثرها. صدرت شكوى ضد الفوين في تايلاند بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول، بعد أيام قليلة من خبر الاستحواذ على علي إكستشينج. وبطريقة ما، تمكنت الفوين وفوباي من الاحتفاظ ببعض المؤيدين الحقيقيين والتظاهر بأن كل شي يسير على ما يرام، بينما كان المشروع يتهاوي.
وفي الوقت نفسه تلقت شركة فاينانشيال دوت أورغ تحذيرات بخصوص احتيال محتمل من السلطات المالية في الإمارات وماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وتايلاند.
فوين تحتفظ بالمؤيدين الحقيقيين
رغم أن الفوين أظهرت كل العلامات التي تدل على أنها تخوض عملية احتيال الخروج، ظل هناك مؤيدين حقيقيين يعلقون بأن الأصل قد يجد سعراً منصفاً. بينما ترى تعليقات أخرى التوكن “في عداد الموتى”، في حين أن البلوكتشين الخاصة به لا تزال تعمل بشكل ما.
في الماضي، استمر وجود مشروعات مثل وان كوين OneCoin وبت كونكت Bitconnect رغم حملة القمع التي شُنت عليهما في الأسواق المحلية. ما تزال الفوين تشهد محاولات شراء بسعرها المنخفض الجديد، على أمل أن يمر الأصل بتجربة سعر جديدة. لكن التوكن لا يزال محفوفاً بالمخاطر، إذ لا يوجد ضمان بأنه قد يساوي أي شيء.
يظل مشروع فو باي مشبوهاً بدرجة كبيرة، فقد سُجل باعتباره شركة أوكرانية “فوين بلوكتشين المحدودة Foins Blockchain LLC”، مع مؤسسين محليين آخرين لهم علاقة بفاينانشيال دوت أورغ.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.