طورت شركة سايفر تريس CipherTrace للتحليل التشريحي للبلوكتشين تطبيقاً جديداً للهواتف المحمولة يسمح بتمييز عملات البتكوين (BTC) والإيثريوم (ETH) التي لها سجل إجرامي.
في يوم 20 سبتمبر/ايلول، أعلنت الشركة عن التطبيق الذي قال الخبراء القانونيون وممثلي الشركة إنه يسمح للمستخدمين العاديين إمكانية التحقق والمتابعة والتوثيق للمعاملات غير القانونية التي استخدمت فيها العملات المشفرة.
ويستند التطبيق إلى مجموعة من الآليات التي يستخدمها المحققون بالفعل. أما واجهة البرنامج، فهي تسمح “بتتبع” العناوين خلال شبكة البلوكتشين للتعرف على العملات المحتمل تورطها في الأعمال الإجرامية لعالم العملات المشفرة السفلي؛ مثل أسواق الإنترنت المظلم أو هجمات فدية الرانسوم.
عندما يكتب المستخدمون عنواناً، فإن تطبيق سايفر تريس سكاوت يصدر تقريراً فورياً عن تاريخ هذا العنوان. فهو يميّز العناوين المحتمل تورطها في أعمال إجرامية “بدرجة عالية من التأكد” بحسب جوليو باراغان، وهو مختص في الجرائم المالية والالتزام في شركة سايفر تريس.
قال باراغان: “يمكنك تخيل الأمر بأن يرى أحد الضباط شيئاً ما مثيراً للشك، حينئذ يمكنه مشاركة القضية مع أحد المحللين في المنطقة والذي سيتتبع ذلك الشيء بسرعة شديدة كي يحدد مصدر الأموال”.
وقالت الأستاذة والمتخصصة في شئون الجرائم الإلكترونية في مركز ناشونال وايت كولار كرايم سنتر، والمسئولة عن تدريب الضباط على استخدام تطبيق سايفر تريس، كاسي بون إن هذه التكنولوجيا الجديدة سيكون لها استخدامات فعلية فور إطلاقها.
قال بون الذي يعلم مسئولي الأجهزة الأمنية كيفية استخدام خدمات التتبع: ” أعتقد أن سيناريو مثل هذا الذي يمكن فيه أن أضع أي عنوان وأقول: ‘مهلاً! هذا العنوان متورط في بعض الأنشطة الإجرامية’ سيكون أمراً ضخماً في مجالنا. حينئذ ستتمكن من فرز الأشياء بكل بساطة”.
ترقية لنوع قديم من الخدمات
تستعين الوكالات الفيدرالية ومحققو الشرطة والمراجعون بالفعل ببرمجيات تتبع العملات المشفرة للعثور على المجرمين.
منذ عام 2015 وحتى 2017 على أقل تقدير، تعاقدت مصلحة الضرائب الأميركية مع شركة تشيناليسيس Chainalysis المتخصصة في تتبع معاملات العملات المشفرة. بعد ذلك، صرحت هيئة الضرائب الأميركية بأن هذا البرنامج “ضروري في العثور على الأدلة ضد من يستخدم البتكوين” في الأعمال الإجرامية.
بينما يبحث مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في هجمات الفدية متداخلة المراجع في قاعدة بيانات داخلية تسمى بمركز شكاوى جرائم الإنترنت، التي تحتفظ بسجل يشتمل على كافة الأحداث المماثلة. ويستخدم المكتب أيضاً أداة قائمة على البلوكتشين لمراجعة عناوين الضحايا.
ويريد العملاء الفيدراليون التعمق أكثر في عمليات التتبع التي يجرونها. إذ نُشرت وثيقة في نهاية العام الماضي تفيد بأن وزارة الأمن الداخلي تفكر في تتبع عملات الخصوصية، التي تزيد من التعقيد الأمني لعملية البحث الجنائي.
بحسب بون، فإن تكنولوجيات مثل سايفر تريس وتشيناليسيس تنتشر الآن بين الأجهزة الأمنية في أنحاء البلاد. إذ قال إن تشيناليسيس تعد الآن جزءاً أساسياً من أعمال المكتب الفيدرالي.
ولكن يعتمد تطبيق سايفر تريس سكاوت على ما قال بون إنه الشيء المفضل لدى الأجهزة الأمنية، وهو التمثيل المرئي.
” يمكننا تصوير المعاملات باستخدام التطبيق. يمكنني رؤية المعاملات من (أ) إلى (ب) ومن ثم البدأ في التوصيل بينهما بطريقة مرئية، وهي طريقة أسهل للفهم. فأنا أحب التمثيل المرئي، وكذلك يحب الطلبة”.
تبني الاتجاه الجديد
ويأتي إطلاق تطبيق سايفر تريس سكاوت بالتزامن مع استخدام شعبي للعملة المشفرة.
وصرح بون بأن شركاءه من الأجهزة الأمنية لاحظوا زيادة كبيرة في الاستخدامات الدنيئة للعملات المشفرة: مثل الدعارة وتجارة المخدرات وصناعة الأفلام الإباحية للأطفال. إذ قال: “وجدنا أن تاجر المخدرات في الشارع اكتسب مستوى أعلى من الذكاء، إذ بدأوا في نقل تجارتهم إلى الإنترنت باستخدام العملات المشفرة”.
ويرجع باراغان، المحلل في شركة سايفر تريس، السبب إلى انتشار ماكينات الصراف الآلي (ATM) للبتكوين وغيرها من العملات المشفرة. إذ قال: “هناك 900 ماكينة كوينستار Coinstar تقريباً موجودة في متاجر سيفواي Safeway في الولايات المتحدة، تلك الماكينات تسمح بصرف العملات المشفرة. أصبح شراء العملات المشفرة سهلاً جداً لأي شخص، حتى أنها أصبحت تستخدم في جرائم الشارع”.
يميز تطبيق سكاوت العناوين المشبوهة، ولكنه يهمل المستخدمين اليوميين، وهي خاصية حرجة بحسب وصف بون. إذ قال: “بينما تحدث بعض الأنشطة الإجرامية باستخدام هذه التكنولوجيات، إلا أن هناك الكثير من الناس العاديين الذين يشاركون باستخدام التقنية أيضاً”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.