قصة سافيللو: منصات التداول الأصغر حجماً يجب أن تتحد لكي تبقى

في العالم التنافسي لمنصات تداول العملات المشفرة، ينبغي للشركات الناشئة الأصغر التي لا تجتذب أحجاماً ضخمة من العملاء كما تفعل شركات مثل بينانس Binance وكوين بيس Coinbase وكراكن Kraken التعاون معاً من أجل النجاة من دورات تقلب السوق العنيفة.

تقدم لنا منصة تداول العملات المشفرة السويدية سافيللو Safello، والتي تأسست في عام 2013، مثالاً على ذلك النوع من الشركات الناشئة. فحسب المدير التنفيذي للشركة فرانك سكول، فقد تنامى عدد الطلبات التي تعالجها الشركة من 500 طلب شهرياً في أغسطس/آب من عام 2018 إلى 14,000 طلب في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019 عن طريق عقد شراكة مع مجموعة من المحافظ مثل بلو والت BlueWallet وإيدج Edge، بالإضافة إلى المتصفح المتوائم مع البتكوين (BTC) أوبرا Opera. يشمل ذلك وجود أداة يستطيع المستخدمون الأوربيون استخدامها لتجاوز عملية الالتحاق المطولة باستخدام رقم البنك التعريفي.

وقال سكول: “نرغب في القيام بشئ واحد على نحو جيد، وهو إزالة الأجزاء الصعبة للسوق الخاص بنا. في الوقت الحالي، فنحن منصة للعملات الوسيطة بين العملات المشفرة والعملات النقدية، ومخرج لتحويل العملات المشفرة إلى عملات نقدية. نرغب في التوسع في عمليات الأقلمة الفائقة والتي ستساعدنا وشركائنا على تحسين معدلات التحويل”.

وبالمثل، فقد قال مؤسس إيدج بول بووي إن ما يحدث في الصناعة في الوقت الحالي يذكره بمزودي خدمات الإنترنت في التسعينيات. وتوقع حدوث غربلة في السوق في عام 2020 مع وقوع الكثير من الشركات ضحية لتقلبات السوق ونماذج الأعمال المتهورة. كما توقع أن تتحول منصات التداول إلى مزودي خدمات البنية التحتية للجمهور الواسع، بدلاً من كونها منتجات موجهة للمستخدم النهائي.

وأضاف بووي: “كانت أكثر الشركات وضوحاً أمام أعين المستخدم النهائي في ذلك الوقت هم مزودي خدمة الإنترنت. إلا أنهم عانوا من تحديات مشتركة، مثل منصات التداول اليوم. كانوا إقليميين للغاية، ولم يتمكنوا من التوسع عالمياً. وكانت على عواتقهم أحمال تشريعية ثقيلة”.

وتعاونت إيدج، وهي شركة ناشئة مقرها سان دييغو وكان اسمها الأصلي وقت تأسيسها في عام 2013 هو إيربيتز Airbitz، مع منصة التداول الإسرائيلية المحلية بيتس أوف غولد Bits of Gold، ووكالة السمسرة المتوائمة مع شبكة لايتننغ، مونباي Moonpay، وعدد من الشركات الناشئة. ومن وجهة نظر المستخدمين، فلن يحتاجوا إلى إنشاء حسابات على منصات التداول أو إدخال أي بيانات شخصية من أجل إتمام المشتريات صغيرة الحجم، ويتوقف ذلك على السلطة القضائية التابعين لها. ويعد بيوي من المستثمرين القلائل في كاليفورنيا الذين يدفعون لموظفيهم رواتبهم بالبتكوين طوال السنوات الماضية، ويتكون فريقه حالياً من 12 شخصاً.

ونجح إيدج وسافيللو في جمع ما يقرب من 3 مليون دولار من أموال رأس المال المخاطر وقرروا ألا يلجأوا لتمويلات إضافية مثلما فعلت كوين بيس في دورة سوق عام 2017 إلى 2018.

وقال سكول: “إذا أردنا أن نكون أفضل شركة يمكننا أن نكونها، فعلينا أن نتعلم كيف نحقق ربحاً في فترات سوق الدببة”.

واتفق المؤسس المشارك لبلو واليت، نونو كويلو، مضيفاً: “نرى أنه من المبكر للغاية السعي إلى أن نصبح أكبر حجماً في الفترة الحالية من عمر النظام الإيكولوجي. لا زلنا بحاجة إلى بناء البنية التحتية بشكل كبير”.

وقال كويلو إن شركته الناشئة لاحظت زيادة نسبة التنزيلات من مستخدمي البتكوين الأوروبيين بعدما اندمجت محفظته مع سافيللو في الخريف الماضي. وبالتزامن مع ذلك، فإن فريقه يعكف على عملية دمج مع خادم بتكوين باي BTCPay، وهو مشروع معالجة مدفوعات مفتوح المصدر، وعلى شراكة مع هودل هودل Hodl Hodl.

ومن وجهة نظر بووي، فإن نماذج أعمال تلك الشركات الناشئة تسمح للفرق ببناء “منتجات أوسع أفقاً” برغم الموارد الهندسية المحدودة. وبحسب المؤسسين، فإن كلا من إيدج وسافيللو قد نجحا في تحقيق أرباح في عام 2019. وشركة بلو واليت، وهي شركة أصغر حجماً بكثير من الشركتين السابقتين، في طور التشغيل التمهيدي وتسعى حالياً إلى بدء جولات التمويل.

وقال بووي: “الشركة التي ستحاول تقديم كافة الخدمات سينتهي بها الحال إلى تقديم منتج فقير، وهو ماحدث مع شركة AOL عندما حاولوا القيام بكل شيء، بدءاً من التجارة الإلكترونية مروراً بالتزويد بخدمة الإنترنت ونهاية بإنشاء متصفح. فشل ذلك المنتجات في نهاية المطاف. لذا فإني أعتقد أن الشراكات هي الاتجاه المستقبلي في صناعتنا”.