أعلنت شركة البلوكتشين ساغا Saga، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، انطلاق توكنها المُسمى ساغا (SGA)، وهو وحدة رقمية تمثّل عملة عالمية تمتثل لمتطلبات الجهات التنظيمية.

ساغا Saga تتلقى المشورة من المحافظ السابق لبنك إسرائيل BANK OF ISRAEL وأحد الفائزين بجائزة نوبل

إنَّ العملة مدعومة بسلة عملات نقدية لتجنَّب حدوث تقلب شديد في أسعارها، لذا فهي تتصرف كعملة مستقرة وتشبه عملة ليبرا Libra، عملة فيسبوك Facebook المشفَّرة التي لا تزال قيد التطوير.

المثير للاهتمام أنَّ المجلس الاستشاري للشركة يضم اقتصاديين كبار مثل الفائز بجائزة نوبل مايرون شولز، ومحافظ بنك إسرائيل Bank of Israel سابقاً ورئيس مجلس إدارة بنك جاي بي مورغان تشيس الدولي JPMorgan Chase International حاليًا، جيكوب فرانكل، بالإضافة إلى دان غالاي، أحد رواد مؤشر تقلب الأسعار فيكس VIX.

الشركة من تأسيس وقيادة إيدو ساده مان، الذي قال شارحاً في مقابلة أجراها مع قناة سي إن بي سي الأميركية CNBC: “بخلاف الجهات الفاعلة الأخرى، نحن لا نريد أن نكون الجهة  المُصدرة وطبقة المدفوعات والجهة الوصائية، بل إنَّنا نركز على الجانب النقدي من الأمر؛ أي على إصدار عملة سليمة للاستخدام العالمي، وسنتواصل أكثر فأكثر مع الشراكات في مجالات الوصاية والمدفوعات”. 

كانت شركة فيسبوك قد اقترحت فكرةً مشابهة، إلا أنَّها واجهت معارضة غير مسبوقة من الحكومات والجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم. بغض النظر، فإنَّ ساغا لا تريد استحداث سلة أصول جديدة، بل إنَّها بدلاً من ذلك تربط توكنها بالودائع البنكية في مجموعة العملات النقدية ذاتها التي تشكَّل ما يسمى بحقوق السحب الخاصة؛ وهي أداة استحدثها صندوق النقد الدولي (IMF). 

أحد أوجه الاختلاف الأخرى بين ليبرا وساغا هي أنَّ ساغا لن تتربح من وراء توكنها نظراً إلى أنَّها ستكون بمثابة الجهة المُصدرة للعملة فقط، دون أن تُنشئ محفظتها الرقمية الخاصة مثلما تفعل فيسبوك مع كاليبرا Calibra، وسيكون بإمكان المستخدمين شراء توكن ساغا من موقع شركة ساغا ومن خلال منصة ليكويد Liquid.

ساغا سوف تتعاون مع البنوك والجهات التنظيمية

وصرَّح ساده مان أنَّ التوكن سيعمل كعملة تكميلية للمدفوعات عبر الحدود. مثال على ذلك: قد يرغب المواطنون البريطانيون باستخدامها في الدفع عبر موقع أمازون Amazon في حال أصبح الجنيه الاسترليني متقلباً بشدة من جراء أخبار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست Brexit).

من جانبها، ذكرت شركة ساغا في بيانها أنَّها ستتعاون مع الجهات التنظيمية والبنوك، وأنَّ التوكن سيكون جسراً يربط بين العملات النقدية والعملات المشفَّرة. تزعم الشركة أيضًا أنَّ توكن ساغا أول عملة مشفَّرة تحاكي آليات العملات الوطنية التي تصدرها البنوك المركزية، ولكنَّ على النطاق العالمي.

زقال ساده مان معقّباً: “لم تواكب العملات وتيرة العولمة، فضلاً عن كونها لا تخاطب النطاق العالمي ولا احتياجات الحياة المعاصرة. وفي ظل تراجع الأهمية الاقتصادية للحدود الوطنية وتغيرات المجتمع والحاجة إلى التنوّع النقدي، نشأت ضرورة لوجود عملة تكميلية عالمية غير حكومية. وقد شرعنا في تلبية هذه الحاجة من خلال إطلاق أول عملة مشفَّرة مستقرة يحكمها حاملوها وتمتثل للوائح التنظيمية لمكافحة غسل الأموال”.

جدير بالذكر أنَّ المعاملات بتوكن ساغا ليست مجهولة؛ مما يشير إلى أنَّ حاملي التوكن يجب أن يخضعوا لإجراء تصديق بسياسة معرفة العملاء (KYC) يضمن امتثالهم لممارسات مكافحة غسل الأموال. ومع ذلك، لن يُفصح عن هوياتهم علناً.

من المتحكم في ساغا؟

بينما تبني ليبرا مجموعة تضم 100 شركة وجهة لإدارة شبكة العملة المستقرة، تقترح ساغا منهجية عمل أكثر ديمقراطية، حيث تخضع شبكة التوكن للمراقبة من حامليه. كان ساده مان قد قال إنَّ حاملي العملة هم أصحاب السيادة لها؛ إذ بمقدورهم التصويت على قرارات مجلس إدارة الشركة والتأثير في سياستها النقدية.

رسم توضيحي يبين تأثير حاملي توكن ساغا في المجلس التنفيذي للشركة عبر التصويت المتوازن بمشاركة حاملي أسهم شركة ساغا، والتأثير في لجنة الشفافية عن طريق الاجتماع للإدلاء بالأصوات كمشاركين، ورفض قرارات المجلس التنفيذي. بعد ذلك، تؤسس لجنة التعيين، التي تُعين المجلس الدستوري واللجنة النقدية، التي تُنشيء بدورها العقد الذكي.

إنَّ شركة ساغا تتصرف كمنظمة غير هادفة للربح، فقد حصلت على استثمارات من شركات رأس المال مخاطر، منها: لايت سبيد فينتشر بارتنرز Lightspeed Venture Partners ومانغروف كابيتال بارتنرز Mangrove Capital Partners. 

مع أنَّ توكن ساغا يكافح لكي يحافظ على امتثاله للقواعد التنظيمية، فإنَّه لن ينطلق بالولايات المتحدة في الوقت الراهن؛ إذ قال ساده مان إنَّ الولايات المتحدة “هي منطقة لا نريد أن يكون لنا وجود فيها” في الوقت الراهن، مضيفاً: “نحن نريد العمل فقط حيثما يكون من الواضح أنَّنا نحترم الامتثال”.