نشر سيرغيو دميان ليرنر، كبير علماء معامل أر إس كى RSK Labs، دراسة بحثية جديدة حول البلوكات المُبكرة المُعدنة على شبكة البتكوين (BTC) يوم الثلاثاء 16 أبريل/ نيسان. ويقدم تقريره حول أحد أول مُعدني البتكوين دليلاً قوياً، يُشير إلى تعدّين مُعدّن واحد 22,000 بلوك بمفرده. إضافة لذلك، أطلق ليرنر موقعاً إليكترونياً جديداً باسم ساتوشي بلوكس Satoshi Blocks، يهدف لمساعدة الشغوفين بالعملات المُشفرة على تصوّر عملية التعدين خلال الأيام الأولى للبروتوكول.
البيانات الجديدة من أوائل مُعدني البتكوين تؤيد الأدلة السابقة
قبل عدة سنوات، نشر سيرغيو دميان ليرنر، الباحث المستقل وعالم التشفير حينها، إحدى أكثر الدراسات تعمقاً حول الفترات المبكرة من تعدين البتكوين. وطِبقاً لأول دراساته والمنشورة في 17 أبريل/ نيسان عام 2013، فالأغلبية العظمى من عملات البتكوين الأولية عدنها معدن واحد. علاوة على ذلك، استخلص ليرنر مجموعات بيانية من تحليله للبلوكتشين لتتبع مجالات الextranonce بداخل مجال الcoinbase، ووجد أنَّها تنبع من معاملات الcoinbase نفسها . وكان قد قدَّر ليرنر حينها أنَّ المُعدن استطاع جمع 1,814,400 عملة بتكوين بالضبط. علاوة على ضخامة قدر العملات المُعدّنة، فـ 63% من تلك العملات أو ما يساوي 1.1 مليون عملة لم تُنفق على الإطلاق منذ يوم تعدينها.
وبعد ست سنوات، ينشر ليرنر دراسة جادة أُخرى، تُقدم حجة أقوى لدعم نظرياته السابقة. والورقة البحثية الأخيرة بعنوان “عودة الناكرين وانتقام باتوشي”، وتبدأ بمناقشة الدراسة الأصلية وكيف وصل بداية إلى استنتاجاته السابقة. ويُفصل ليرنر كيف اكتشف المعلومات في مجال الextranonce وكيف كشفت عيوب معينة المعلومات بـ”طريقة لا تحفظ الخصوصية”.
ثم تنتقل الورقة البحثية لمناقشة المُعدّن الوحيد، والمُلقب بباتوشي، ووصف كيف كشف ليرنر عن نمط عمله. كما يشرح ليرنر كيف تقبل قلة من الأشخاص بمرور الوقت وجود نمط باتوشي، إلا أنَّهم يؤمنون بأنَّه إما نتيجة لعمل عدة مُعدنين بالتزامن أو نتيجة شكل ما من أشكال تجمع التعدين الموجودة منذ الوحدة الأولية للبتكوين. ويكشف ليرنر زيف تلك الحجج بعرض أسبابه وشرح عدة عوامل منها:
- تظل 99.9% من كافة بلوكات باتوشي غير مُنفقة.
- ترتبط كل من بلوكات باتوشي ببلوك آخر من مجموعة النمط، ولكن لا ترتبط بأية بلوكات أُخرى.
- هناك فترات زمنية تُظهر انقطاعاً مفاجئاً في نمط باتوشي.
- لم تظهر تجمعات التعدين إلا بعد عدة سنوات من ظهور البتكوين.
- طُورت تجمعات التعدين للحد من تفاوت المكافآت نتيجة انخفاض احتمالية قدرة شخص واحد على تعدين البلوك، ولكن لم تكن هذه مشكلة في عام 2009. إذ كان بإمكان مُعدّن واحد تعدين البلوكات بسهولة مراراً وتكراراً.
بنهاية عام 2013، قال ليرنر إنَّه وجد “دليلاً لا يُدحض على حقيقية النمط، باستخدام طريقة مختلفة تماماً”. فدراسته الأخيرة تصف كيف اكتشف أنَّ جميع البلوكات التي عدّنها باتوشي يمكن التعرف عليها بفضل نطاق مستنزف من الأرقام العشوائية، مُستخدم في البلوكات المُعدّنة حتى نطاق معين. بداية من عام 2014 وحتى مقتبل عام 2019، لم يكن لدى ليرنر ما يضيفه لبحثه السابق. في حين اقترحت بضع الدراسات الأُخرى المنشورة مؤخراً أنَّ باتوشي لم يُعدّن إلا حوالي 700,000 عملة. ومع ذلك، فدراسة ليرنر الأخيرة “تُثبت باحتمالية طاغية” استخراج مُعدّن واحد كل تلك العملات من نمط باتوشي، وهو ما يربو عن مليون عملة بتكوين. ترتكز الحجة الجديدة على ساعات أجهزة الحواسيب، إذ اعتاد المُعدّنون، حتى خلال الأيام الأولى، استخدام ساعة جهاز الحاسب لوضع طابع زمني على بلوكات بعد تعدّينها.
ويكتب ليرنر في دراسته البحثية: “إذا ما درست بروتوكول البتكوين، فستعرف أنَّ الطوابع الزمنية للبلوكات لا تزداد طردياً بالضرورة. وهذا ينطبق بداية من شفرة مصدر البتكوين 0.1.0 إلى أحدث إصدار من البتكوين ذي المُعدّن الداخلي (قبل تطوير تجمعات التعدّين)”.
الساعات والطوابع الزمنية
يفسر جزء من الحجة التي يعرضها ليرنر إيمانه القوي بأنًّ مُعدّن واحد استخرج قرابة 1.1 مليون عملة بتكوين، وهو تقدير أكبر حتى من تقديره المبدئي البالغ مليون عملة منذ عدة سنوات. فعلى سبيل المثال، يقول ليرنر إنَّه “يُمكن فصل تزامن ساعات الحواسيب من بعضها البعض. والطوابع الزمنية لم تُحدث باستمرار خلال التعدين. كما أنَّ برمجية البتكوين تُعدل من الطوابع الزمنية للبلوك لتتناسب مع متوسط وقت النظراء المرتبطين بالعقدة”. وبوضع جميع هذه العوامل في الاعتبار، تُشير الدراسة أنَّ جهاز الحاسوب نادراً، إنَّ كان أبداً، ما يعكس طابعه الزمني، وأنَّ “الدلتا بين الطوابع الزمنية المعكوسة للبلوك تقيس بشكل غير مباشر معدل هاش مُعدّن البلوك الأصلي”.
يستكمل ليرنر شرح حجته كاتباً: “ليست هناك أية انعكاسات زمنية بين بلوكات باتوشي، صفر. هذه النتيجة جوهرية عند الوضع في الاعتبار حقيقة تمثيلها لنسبة 43% من أول 50 ألف بلوك. أنا منفتح الذهن كفاية لاستعراض تفسيرات أُخرى، ولكن في رأيي هذه النتيجة لا تعني إلا شيء واحد. وهو أنَّه لم تُستخدم إلا ساعة جهاز حاسوب واحد لي طبع جميع بلوكات باتوشي زمنياً. برمجية واحدة تتحكم في طريقة صنع نماذج البلوك، وبالتالي مُعدّن واحد“.
ويخلص كبير علماء معامل أر إس كى إلى أنَّ هناك دليل يربط نمط باتوشي بساتوشي ناكاموتو، إلا أنَّه يُفضل ألا يُفصح عن المزيد “ليترك باتوشي ينعم بالسلام أخيراً”. ويؤمن ليرنر بأنَّ الأدلة التي ساقها ذات مصداقية، إلا أنَّه يتوقع التشكيك فيها عبر منتديات العملات المُشفرة. كما يشير إلى برمجته خوارزمية أكثر دقة لتتبع النمط، ويمكن مطالعتها على موقعه الجديد satoshiblocks.info.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.