تعرض بلوكتشين عملة الفيرتكوين (VTC) إلى هجوم 51% يوم الأحد الموافق الأول من ديسمبر/كانون الأول، وجرى في هذا الهجوم استبدال 603 من بلوكات الفيرت كوين بـ553 بلوك من المهاجم. وتعد هذه هي المرة الثانية التي تُهاجم فيها عملة الفيرتكوين المقاومة لأجهزة التعدين المعدلة، إذ تعرضت الشبكة لهجوم جرى فيه إعادة تنظيم 300 بلوك في العام الماضي.

تعتبر الفيرتكوين، وهي هارد فورك من بروتوكول البتكوين (BTC) عملة مشفرة بديلة تأسست في يناير/كانون الثاني من عام 2014. يؤمن مجتمعها ومطوروها أن الفيرتكوين مختلفة لأنها مقاومة لأجهزة التعدين المعدلة. إلا أن الشبكة قد عانت في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول، إلى ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 من سلسلة من هجمات 51% وعدد من إعادات تنظيم البلوكتشين.

ويُعرف هجوم 51% بأنه الهجوم الذي تقوم فيه جهة واحدة (مُعدّن) بالحصول على ما يزيد عن 50% من قوة الهاش الخاصة بالشبكة، وهو ما يسمح لهم عندئذ بإعادة تنظيم البلوكات وأن يصرف العملات بشكل مزدوج. وتكبدت الفيرتكوين نتيجة إعادة تنظيم البلوكات الثلاثمائة في العام الماضي خسائر تقدر بمائة ألف دولار نتيجة الصرف المزدوج. ودعى الموقف مطوري الفيرتكوين إلى تغيير خوارزمية إثبات العمل وتحويلها إلى خوارزمية أخرى سميت بـ Lyra2rev3.

وبعد أقل من عام، في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، تعرضت سلسلة الفيرتكوين مجدداً لهجوم 51% جديد. وشرح جايمس لافجوي، كبير المطورين في فيرتكوين الموقف قائلاً: “في يوم الأحد، الأول من ديسمبر/كانون الأول في الساعة 15:49 مساءاً بتوقيت غرينتش، تمت إزالة 603 بلوك من السلسلة الرئيسية للفيرتكوين واستبدالها بـ 553 بلوك من المهاجم. وننوه أن 600 بلوك هو العدد المطلوب حالياً لتأكيد الفيرتكوين على منصة بتريكس Bittrex. ووقعت 5 حالات للصرف المزدوج جرى فيهم إعادة توجيه 125 عملة فيرتكوين (حوالي 29 دولار أميركي). ووقعت كل حالات الصرف المزدوج لحساب كوين بيس Coinbase المملوك للمهاجم ومن غير المعروف لمن أُرسلت تلك العملات في البداية قبل أن يجري تحويلها إلى حساب المهاجم بعد إعادة التنظيم”.

اللوم يقع على عاتق خدمة التعدين السحابي نايس هاش مجدداً

وبالتشابه مع هجوم العام الماضي، توجه اللوم على استيلاء معدل الهاش إلى منصة نايس هاش Nicehash. وتقوم المنصة ببيع قوة الهاش إلى الأفراد وتعمل كسمسار لقوة الهاش في السوق بين البائعين والمُعدنين. وأشار لافجوي أنه لاحظ في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني “ارتفاعاً كبيراً في أسعار معدل الهاش لخوارزمية Lyra2rev3 على نايس هاش. وتزامن ذلك مع استقبال العاملين المتصلين بطبقات خادم نايس هاش طلبات تنفيذ لبلوكات فيرتكوين غير معروفة (غير عامة)”. ووقع اللوم في هجوم العام الماضي على نايس هاش أيضاً عندما قال المراقبون: “هناك قوة هاش كبيرة معروضة بثمن بخس، وهو ما يخلق حافزاً عالياً، قليل التكلفة، لتنفيذ الهجوم”. وبرغم مقاومة الفيرتكوين لأجهزة التعدين المعدلة، فإن خدمات التعدين السحابي تقدر الآن على أن توفر لعملائها معدلات هاش معتبرة من وحدات المعالجة المركزية ووحدات المعالجة الرسومية.

وكانت مقاومة المركزية من أهم دواعي القلق في العديد من البلوكتشينات وتعرضت شبكة المونيرو (XMR) لنصيبها من المشاكل أيضاً، إذ أجري على مونيرو عمليات هارد فورك مونيرهارد فوركس متعددة في محاولة من المطورين لتعزيز موقف المونيرو المقاوم لأجهزة التعدين المعدلة. وفي مايو/أيار من عام 2018، عانت عملة البتكوين غولد (BTG) من هجوم 51% وخسرت 18 مليون دولار أميركي نتيجة لذلك في خطوة واحدة. وسُرقت العديد من حالات الصرف المزدوج الخاصة ببتكوين غولد من منصة بتريكس، وهو ما حدا بالمنصة الأميركية إلى إزالة بتكوين غولد من عملاتها المدرجة.

ومع هجوم يوم الأحد على فيرتكوين، فإن لافجوي قد أكد على أنه من الممكن أن بتريكس كانت الهدف الأساسي للهجوم. إلا أن محاولات الصرف المزدوج تم إجهاضها سريعاً لأن بتريكس قد عطّلت محفظتها. وأضاف لافجوي: “من المحتمل كذلك أن الهجوم لم  يستهدف إجراء أي صرف مزدوج، وأن الهجوم كان من نوعية إثبات المفهوم، أو بغرض التخريب”. وقال لافجوي إن تحليل ما بعد الهجوم لكتاب طلبات نايس هاش في وقت الهجوم أظهر “ارتفاعاً كبيراً في سعر استئجار معدل الهاش”. من أسواق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إلا أنه، وبعد الهجوم، انخفضت الأسعار مجدداً لتعود إلى حالة التوازن الخاصة بالسوق بين العرض والطلب.