وردت أخبارٌ منذ أكثر من أسبوعين عن إغلاق سوق برلسكوني على الإنترنت المظلم، بحسب بعض المستخدمين المناصرين للموقع المُغلَق. وأثار الأمر بعض المخاوف لدى المستخدمين من أن يكون مديرو السوق افتعلوا هذا الإغلاق وهربوا بأموال المستخدمين. بينما يعتقد آخرون أنَّ الأجهزة الأمنية تمكَّنت من اختراق سوق برلسكوني، لأنه ليس هناك أي علامات على عودة سوق الإنترنت المظلم في الوقت القريب.

خدعة هروب أم أم عملية مُداهمة؟ التخمينات تتزايد بينما تزداد حادثة سوق برلسكوني إثارة

أدرك العديد من مستخدمي أسواق الإنترنت المظلم خلال السنوات القليلة الماضية، بطريقةٍ مأساوية في بعض الأحيان، أنَّ تلك الأسواق تظهر وتختفي عادةً. فعلى سبيل المثال، في الأسبوع الأول من شهر يوليو/تموز عام 2017، أُغلِق سوق ألفا باي Alphabay على الإنترنت المظلم وافترض مجتمع أسواق الإنترنت المظلم أنَّ ما حدث هو خدعة هروب. بينما كانت حقيقة الأمر هي أنَّ الهيئات الأمنية العالمية أغلقت الموقع. ولم يعلم أحد أن السلطات صادرت الموقع، لأنَّ السلطات كانت مشغولةً بقضية سوق هانسا Hansa. ثم سارت الأمور على ما يرام لفترةٍ ما، واستطاع دريم Dream السيطرة على السوق، ولكن سوق الإنترنت المظلم تلاشى في أبريل/نيسان. وفي الواقع، شهد مستخدمو أسواق الإنترنت المظلم تسليط الضوء على أسواقهم المفضلة بشكلٍ زائد في الفترة الأخيرة، بدايةً من إفلاس وول ستريت ماركت Wall Street Market، وانتهاءً بتوقُّف خوادم سوق دريد Dread في الشهر الماضي. أمَّا في هذا الشهر، فيبدو أن دور سوق برلسكوني في السقوط قد حان، إذ أُغلِق موقعه على الإنترنت منذ الـ22 من سبتمبر/أيلول.

والآن، يحاول العملاء والبائعون على سوق برلسكوني البحث عن أسواق بديلة على المنتديات. إذ كان برلسكوني، الذي وصل عدد مستخدميه إلى الـ300 ألف مستخدم، واحداً من أشهر أسواق الإنترنت المظلم منذ التقلُّب الأخير لأسواق الإنترنت المظلم في العام الجاري. وفي الشبكات الاجتماعية، افترض العديد من الناس أنَّ مديري الموقع نفذوا خدعة الهروب، مما يعني أنَّهم هربوا بأموال البائعين (يُودع البائعون حداً أدنى من المال ليتمكنوا من البيع على السوق) وأموال المستخدمين أيضاً.

وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول، قال موقع داركنت ستاتس darknetstats.co إنَّ الموقع “يعمل بشكلٍ جزئي. ويُواجه برلسكوني يواجه بعض المشكلات في كلمات التحقُّق منذ الأمس. والمستخدمون غير قادرين على الدخول إلى السوق. وما يزال السوق يُواجه بعض المشكلات السابقة بسبب هجمة الحرمان الموزع من الخدمات DDoS. ونحاول التواصل مع مدير برلسكوني، وسننشر تحديث الموقف قريباً”. وبالرغم من ذلك، علَّق زائرو موقع داركنت ستاتس قائلين إنَّهم لا يتوقعون عودة سوق برلسكوني. إذ تساءل أحدهم: “كيف لأي شخصٍ أن يثق مجدداً بأي سوق، إذا كان سوق برلسكوني يستطيع فعل هذا؟”. وقال شخصٌ آخر إنَّه فقد التواصل مع البائعين، وإنَّ خدعة الهروب المحتملة كلفته بضعة آلاف الدولارات. وهناك بائعٌ آخر على برلسكوني، كان منزعجاً لدفع 250 دولار لرسوم تسجيل البائعين، وأوضح أنَّه اضطر “للتعامل مع العديد من الإعلانات ورسائل البريد المزعجة والغبية”.

رابطٌ مُحتمل بالتحقيقات الألمانية في قضية شركة سايبر بونكر Cyberbunker

وقال بعض الناس إنَّهم واجهوا مشكلات في تخطي واجهة كلمة التحقق بسوق برلسكوني، وإنَّهم لا يستطيعون الوصول لأبعد من ذلك باستخدام عنوان الويب الأصلي أو العناوين الأخرى. وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، غرَّد حساب @dark.fail على موقع تويتر قائلاً إنَّه يشتبه في حدوث أحد احتمالين بخصوص إغلاق برلسكوني: “لم يستطع مستخدمو سوق برلسكوني، وهو ثاني أكبر سوق للمخدرات على الإنترنت المظلم بعدد مستخدمين يفوق الـ300 ألف مستخدم، التواصل مع أيٍ من مديري السوق لفترةٍ تفوق الأسبوعين. وبالتالي، يحق لنا القول إنَّهم هربوا بالأموال، أو أُلقي القبض عليهم. في الوقت الذي يتداخل مع وقت إغلاق سايبر بونكر CyberBunker”.

وفي الـ27 من سبتمبر/أيلول، أُلقِيَ القبض على سبعة أشخاص في غرب ألمانيا بتهمة استضافة خادمٍ لسوقٍ على الإنترنت المظلم. وبحسب التقارير التي صدرت في ذلك الوقت، تضمَّنت الحملة الأمنية للقبض على هؤلاء الأشخاص “مئات الضباط”، وفترة تحقيقات استمرت لعام بين العديد من الأجهزة الأمنية والقضائية.

هل أغلقت وكالة اليوروبول Europol سوق برلسكوني بشكلٍ سري؟

قال مصدر آخر إنَّ أحد أفراد مجتمع الإنترنت المظلم في إيطاليا أخبره بأنَّه أُلقي القبض على مديري سوق برلسكوني في إيطاليا. وقال مدير حساب @darknetlive على موقع تويتر: “ادّعى هذا الشخص أنَّ القبض على صاحب حساب ‘g00d00’ في مايو/أيار هو ما أدَّى إلى القبض على مديري برلسكوني. وكان ذلك الحساب يمتلك إمكانية الوصول إلى مفتاح سوق برلسكوني الخاص في وقت اعتقاله. وأشار هاغبانتر Hugbunter إلى أنَّه لاحظ أيضاً أنَّ السوق غيَّر المفتاح بعد انتشار أخبار القبض على المديرين”. وفي سلسلة التغريدات، قال الحساب إنَّ ذلك المصدر أخبره بأنَّ اليوروبول استطاع السيطرة على سوق برلسكوني في الـ22 من سبتمبر/أيلول. ولخّص حساب تويتر الأمر قائلاً إنَّ لديه أسباب للاقتناع بأنَّ المعلومات “أكثر مصداقيةً من الخوف والشك وعدم اليقين”.

والآن، يبحث العديد من المستخدمين عن أسواق بديلة مثل كريبتونيا Cryptonia، وغراي ماركت Grey Market، وإمباير Empire، ولكن خدمات هذه الأسواق يُصيبها بعض الاضطراب أيضاً. فعلى سبيل المثال، اشتكى بعض المستخدمين من مشكلات في تسجيل الدخول إلى سوق إمباير، ومن الزيادة الملحوظة في أسعار المنتجات على السوق بحسب زائرين دائمين للموقع. وهناك البعض، ممن فقدوا إمكانية الوصول لسوق برسلكوني، يتساءلون حول ما إذا كان عليهم الانضمام لسوق إمباير أو غيره من الأسواق. إذ كتب أحد المستخدمين: “أنا في حيرةٍ من أمري منذ إغلاق سوق برلسكوني”. بينما تساءل آخر، على صفحة r/darknet في موقع ريديت Reddit، حول ما إذا كان ما حدث هو خدعة هروب أم لا. ولكن زوار الصفحة شرحوا له الأمر قائلين: “قد يبدو الأمر هكذا لأنَّه ليس هناك دليل على وجود مديري السوق”. وإذا كان سوق برلسكوني قد اختفى للأبد كما يتوقع الناس؛ فسيتوجب على الزوار المعتادين البحث عن بدائل، إذ ليس أمامهم خيارٌ آخر.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.