هزّ عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك عالم القواعد التنظيمية بعد إعلانه عن مشروع ليبرا في وقت مبكر من هذا العام. ويطمح تطبيق تليغرام إلى الفوز في هذا السباق بإطلاقه لغرام، ولكن هل سيصطدم تليغرام بنفس القيود التنظيمية؟
كشف تطبيق تليغرام الروسي عن خططه لإطلاق عملته المشفرة بحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب التقارير، فإن الشركة تحاول شق طريقها لكي تسبق فيسبوك التي تتزايد المشاكل التنظيمية المعرقلة لها.
وعقدت الشركة أحد أكبر الطروحات الأولية للعملات في حملة خاصة لجمع التمويل في عام 2018. ونجحت الشركة في كسر القالب التقليدي بعد جمعها لما يقرب من 1.7 مليار دولار أميركي (2.52 مليار دولار إسترالي) من المستثمرين الذين توجب عليهم التعهد بدفع مليون دولار على الأقل من أجل الانضمام.
وكشف ثلاثة من هؤلاء المستثمرين عن خططهم لإطلاق توكين تليغرام في خلال شهرين من الآن.
دمج 300 مليون مستخدم بغرام
وتملك الشركة ما يزيد عن 300 مليون مستخدم لتطبيق التراسل والذي يعمل بالتعاون مع مزود خدمات محافظ العملات المشفرة باتون واليت Button Wallet.
وبإضافة خاصية تداول العملات المشفرة، بالإضافة إلى التوكن الخاص بهم، فعلى ما يبدو أن الشركة تتقفى أثر بينانس Binance، والتي أطلقت مؤخراً خدمة الإقراض الخاصة بها.
وقال الشريك المؤسس، والمدير التنفيذي لباتون واليت، أليكس سافونوف، أن تبني العملة هو أهم عقبة تواجه العملات المشفرة حالياً، مضيفاً: “مع الزخم الجماهيري المحيط بعملة ليبرا الرقمية الخاصة بفيسبوك، فليس ثمة طريقة لاستكشاف الأصول الرقمية بدون مخاطرة حتّى الآن مع تعاون باتون واليت وشبكة تليغرام المفتوحة”.
ويمكن لمستخدمي تليغرام أن يفعّلوا محفظة تون TON الخاصة بباتون وأن يستقبلوا 6.6 من توكنات الغرام (GRAM) مجاناً على الإنترنت التجريبي.
كما ستدعم المحفظة البتكوين (BTC)، والإيثريوم (ETH)، واللايتكوين (LTC)، مما يعد ميزة إضافية لتلك العملات المشفرة في حالة إذا ما بدأ نذر يسير من مستخدمي التطبيق في استخدامهم والمتاجرة بتلك الأصول البديلة.
دواعي قلق بشأن المركزية
تعد أكبر مشكلة لدى مشرعي القوانين والسياسيين بشأن فيسبوك هي المركزية وتحكم الشركة فيما يبدو أنه سيكون أكبر الهيئات المالية في العالم.
وسيتحكم مارك زوكربرغ في ليبرا وسيصبح مالكها الأساسي، بالإضافة إلى جمعية مكونة من كبار شركات التمويل والتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وأفصحت فيسبوك عن نواياها للجميع، بينما أبقت تليغرام خططها طي الكتمان. إذ أن هناك القليل من المعلومات المتاحة حول توكن الغرام، ومنصته، وعملياته.
مثل ليبرا، سيكون توكين الغرام مركزياً، مما يبعد تهديده عن البتكوين أو باقي العملات اللامركزية القائمة على نظام النظير للنظير.
إلا أن ذلك التوكن، بالتشابه مع ليبرا أيضاً، قد يتسبب في قلاقل تنظيمية بسبب قلة الشفافية حول طبيعة المشروع وعملياته.
ومن غير المتوقع أن يكون للمشرعين نفس رد الفعل العنيف الذي واجهوا به عملة ليبرا نظراً لأن مستخدمي تليغرام يشكلون 10% فقط من مستخدمي فيسبوك.
إذ ينشب عملاق التواصل الاجتماعي مخالبه في حيوات ما يقرب من ثلث سكان الكوكب بحسب آخر الاحصائيات.
وعلى عكس فيسبوك، فإن تليغرام يستخدم بشكل أساسي للمراسلة وليس كمصدر للأنباء، وهو وضع يسهل تغيره بالطبع.
بالإضافة إلى ذلك، فلم يتعرض تليغرام لأي فضائح أو اختراقات أمنية أو دفع غرامات، وهي الأمور التي تعرض لها فيسبوك على مدار السنوات الأخيرة.
ومع تصاعد وتيرة سباق العملات المشفرة، فإن الشركات الكبيرة ستحاول جاهدة أن تصل للقمة، ويبدو أن العملات المشفرة هي الجزرة التي يسعي الجميع إلى الوصول إليها في الوقت الحالي.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.