كتب جيف دورمان، وهو محلل مالي معتمد وضمن فريق في مجلة Altcoin Magazine.

ما الذي حدث في آخر أسبوع من أغسطس/آب في أسواق العملات المشفرة؟

باول، وترامب والصين يذكروننا بسبب وجود البتكوين

كانت الجمعة 23 أغسطس/آب، على أقل تقدير، مثيرة للاهتمام. لذا فنلق نظرة على ما حدث في خلال ساعات قليلة.

ألقى رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي باول خطاباً سلامياً إلى حد كبير في جاكسون هول، إلا أنه لم يكن عنيفاً بما يكفي بالنسبة لترامب. وفي نفس الوقت، فرضت الصين جمارك جديدة تقدر قيمتها بـ 75 مليار دولار أميركي على الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع الرئيس ترامب إلى إطلاق سلسلة من التغريدات يطلب فيها من الشركات الأميركية أن تبحث عن بدائل للصين، وأشار إلى باول بوصفه عدواً للأمة لأنه لم ينتقم بشكل حازم بتخفيض نسب الفائدة. وأخيراً، ألمح محافظ بنك إنجلترا، مارك كارني، إلى أن العالم في طور التخلي عن الدولار الأميركي كعملة احتياط عالمية، كما ألمح إلى اقتراب ظهور عملة رقمية عالمية جديدة. وهبطت الأسهم الأميركية بنسبة 2-3%، وقفز سعر البتكوين بنسبة 4%، ووصل الذهب إلى أعلى مستوياته في الست أعوام الأخيرة، وانخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته في 11 عاماً حتّى مع انخفاض الدولار الأميركي. وانعكس سهم العائدات مجدداً، مع تسجيل عائدات سندات الخزانة المستحقة بعد سنتين مستويات أعلى من السندات المستحقة بعد 10 سنوات، مع توقع الأسواق حدوث تخفيضين جديدين لسعر الفائدة قبل نهاية العام برغم وصول أسعار الأسهم لأعلى مستوياتها.

ويسعنا الآن أن نفترض أن حرب تخفيض العملات قد تصاعدت وتيرتها. كما يمكننا أيضاً التشكك في النظام المالي.

التشكك في النظام المالي الحالي

بدأ كل الفريق الخاص بأركا Arca في وول ستريت، إلا أنهم رحلوا جميعاً عنها بعد أن قرروا أن يخصصوا حياتهم المهنية لبناء مستقبل جديد للنظام المالي عن طريق الأصول الرقمية.

إلا أن ذلك لن يحدث بين ليلة وضحاها. فمهما كرر الفريق حديثه عن البتكوين، فإنها لا تزال حلاً غير عملي لكل المشاكل التي تواجه النظام المالي الحالي. لا تزال أموالك في البنوك. ولا تزال الأصول تقدر بالدولار الأميركي. ولا تزال القوة الشرائية للجميع تحت رحمة البنوك المركزية وقراراته المتعلقة بنسب الفائدة وحجم النقود الورقية. لا زلنا جميعاً عالقين في الوضع الحالي، ولا زلنا جميعاً مضطرين إلى الامتثال للسياسات والإجراءات التي انتفعنا منها لعقود، إلى أنه من الواضح أن تلك السياسات لم تعد في صالحنا. جميعنا في قارب واحد، وفي بعض الأحيان يبدو هذا القارب كسفينة تيتانيك. إلا أنه لا يمكنك أن تغير من مسار سفينة ركاب بسرعة، ولا يمكنك أيضاً تصحيح مسار مشاكل بنيوية في النظام المالي مستمرة لعقود بين ليلة وضحاها، إلا أنه لا يزال بوسعنا أن نأمل ذلك.

فمن الممكن أن تكون شخصاً متديناً وتؤمن بنظرية التطور.

ومن الممكن أن تكون مطلقاً وتؤمن بقيم العائلة.

ومن الممكن أن تكون فقيراً ومؤمناً بالرأسمالية.

وعلى النحو ذاته، فمن الممكن أن ترتكن معظم ثروتك على الأصول التقليدية، والبنوك، والسماسرة، مع الاعتراف أن النظام الحالي ملئ بالمشاكل. تقدم الأصول الرقمية حلاً، إلا أنها تحتاج لبعض الوقت لكي تنضج ولكي يستعملها الناس على نطاق واسع. وفي الوقت الحالي، فمن الجيد أن يكون تحت تصرفنا بزة نجاة في حالة غرق السفية التي تحملنا جميعاً.

البتكوين هو.. شيء ما

قد لا يكون البتكوين عملة حتّى الآن. وقد لا يكون مخزناً للقيمة أيضاً. وقد لا يكون ملجئاً آمناً. إلا أنه يمثل شيء ما.

يعد البتكوين أول محاولة صادقة لاستعمال التكنولوجيا لتجنيب العالم مخاطر الانحيازات البشرية فيما يتعلق بالقدرة الشرائية. وبينما يحوز البتكوين على كل الاهتمام، فإن هناك نظاماً إيكولوجياً كاملاً من الأصول الرقمية موجود بجانب البتكوين ومبني على نفس تكنولوجيات البلوكتشين أو تكنولوجيات شبيهة. ولا توجد علاقة تقريباً بين تلك الأصول الرقمية وبين النقود. فبينما أثبت البتكوين أن النقود يمكن نقلها وتخزينها رقمياً دون الحاجة إلى وسطاء، مقللاً من احتمالات الفشل (لا وجود لبنوك، سماسرة، أو رسوم على التعاملات)، فإن الأصول الرقمية الأخرى تحاول أن تثبت أن أي أصل يمكن نقله رقمياً. بدءاً من مساحات تخزين الحاسب الزائدة عن الحاجة إلى بطاقات البيسبول، مروراً بالأصول المصنوعة رقمياً مثل الأحذية أو سيوف ألعاب الفيديو، والأراضي والسلع الافتراضية. تبذل الشركات ومجموعات ضخمة من المختصين التكنولوجيين جهوداً ضخمة من أجل التكيف مع التغييرات في سلوكيات المستهلكين من أجل زيادة التوافق بين الاستهلاك والحوافز.

اعتدنا جميعاً على الوضع الحالي. يتطلب الاستثمار في الأصول الرقمية واستخدام التوكينات تحدي الوضع الحالي، وقد يكون ذلك غير مريح. إلا أنه أكثر راحة من محاولة تبرير تملك أسهم  وسط توقعات بالكساد. كما أنه أكثر راحة من امتلاك سندات ذات نسب فائدة بالسالب. بالإضافة لكونه أكثر راحة من امتلاك نقود تخسر جزء من قيمتها كل عام وستخسر المزيد من القيمة بعد أن تضطر الحكومة إلى إصدار المزيد من النقد لكي تتخلص من ديونها البالغة 22 تريليون دولار أميركي. وفي النهاية، فإن الأمر أكثر راحة من أن تضطر إلى الانتظار لثلاثة أيام من أجل إرسال وتسوية التعاملات، والاضطرار إلى التشاجر مع الوسطاء حول السماح لك بالوصول إلى أصولك.

محركو الأوضاع

لا يزال البتكوين مربوطاً بالوضع العام، لذلك فإن انخفاض سعره بنسبة 1.7% في ضوء الأحداث الحالية لا يشكل مفاجأة للمطلعين على الأوضاع. وبرغم الأداء الباهت، إلا أنه لم يكن محصناً ضد التقلبات (المسافة بين التقلبات السعرية تبلغ 11%). وكما كان الحال في الأسابيع الماضية، فقد تركزت كل الأنظار على البتكوين، إلا أن عدة مشاريع نجحت في التحرك بشكل مستقل:

–  أعلنت وانتشين (WAN) في منشور على مدونتها يوم الإثنين، الموافق 26 أغسطس/آب، عن إطلاقها لسلسلة من المنتجات قبل تفعيل عقد التوثيق على الإنترنت العام يوم الثلاثاء الموافق 27 أغسطس/آب. وقادت القدرة على المخاطرة بالوانتشين باستخدام عقد التوثيق، بالإضافة إلى إطلاق المنتجات إلى رد فعل معتبر من قبل السوق (زيادة تبلغ نسبتها 104%).

–   وأدرجت التوموتشين (TOMO) على بينانس Binance يوم السبت الموافق 24 أغسطس/آب، كجزء من برنامج  BEP2 للإدراج الذي بدأ من شهرين. ونتج عن جهود التسييل تلك  سعر التوموتشين بنسبة 32.5% في الأسبوع. 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.