في الموافق 13 أغسطس/آب، نشرت الشركة الكورية الجنوبية متعددة الجنسيات، سامسونغ، عدة مطوري البرمجيات (SDK) الخاصة بمحفظة المفاتيح بلوكشتين كيستور الخاصة بها. إذ تضمّن الإصدار الأخير دعماً لعملة البتكوين كور، بعد أن كانت النسخة الأخيرة لا تدعم سوى الإيثريوم (ETH) وتوكنات بروتوكول ERC20 القياسي.

بهدوء: سامسونغ تضيف البتكوين إلى محفظة بلوكتشين كيستور الخاصة بها

كان من المبشر لمناصري العملات المشفرة أن يروا شركة سامسونغ (OTCMKTS: SSNLF) تقرر أخيراً دعم البتكوين ضمن عدة مطوري البرمجيات الخاصة بمحفظتها. انتشر الخبر في يوم الثلاثاء الموافق 13 أغسطس/آب، حين نشرت الشركة عدة مطوري البرمجيات مع مذكرات الإطلاق ومرجع واجهة برمجة التطبيقات (API) ودليل البرمجة.

الإشارة الخاصة بالبتكوين في الإصدار يمكن رؤيتها في جدول يذكر “خصائص العملة المشفرة” و”حدود العملة المشفرة” و”حدود أنواع المعاملات”. إذ يذكر الجزء الخاص بحدود العملة المشفرة أن هناك 21 مليون عملة بتكوين أو 2,100,000,000,000,000 ساتوشي. وتتضمن حدود أنواع المعاملات العناوين التالية: الدفع لهاش المفتاح العام (P2PKH) والدفع للمفتاح العام (P2PK) والدفع لهاش السكريبت (P2SH) والدفع لهاش المفتاح العام الشاهد (P2WPKH). أما أنواع المعاملات، فهي مصممة لكي تتطلب وجود مُرسل يضع توقيعاً صحيحاً في تطبيق المحفظة الذي يستخدم محفظة مفاتيح سامسونغ، بلوكتشين كيستور.

لا يزال دعم سامسونغ للبتكوين متاحاً فقط لمطوري التطبيقات، ويستطيع فقط مواطنو كوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة استخدام محفظة مفاتيح سامسونغ بلوكتشين كيستور. والمثير للاهتمام أن عملاقة التكنولوجيا أضافت دعم شبكة كلايتن Klaytn للبلوكتشين أيضاً. وهذا يعني أنه أصبح بإمكان المطورين الذين يستخدمون هواتف نوت تِن إس Note 10s وغالاكسي إس تِن Galaxys10 وإس تِن إي S10e وإس تِن بلاس S10+ وإس تِن للجيل الخامس S10 5G، استخدام عملات الإيثريوم والبتكوين وتوكنات الكلايتن (KLAY) وتوكنات بروتوكول ERC20.

وتقول الشركة أن هناك ميزتين رئيسيتين في إضافة عدة مطوري البرامج لبلوكتشين كيستور إلى تطبيق أندرويد. وهاتان الميزتان هما:

1- يمكن للمطورين استخدام واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بمحفظة بلوكتشين كيستور لطلب التوقيع على إحدى معاملات العملات المشفرة.

2- يمكن للمطورين ربط عنوان البلوكتشين الخاص بالمستخدمين. وباستخدام العنوان الخارج من محفظة بلوكتشين كيستور، يمكن للمطورين إظهار رصيد العملات المشفرة في حساب المستخدم وكذلك تاريخ المعاملات.

ويمكن لمهندسي البرمجيات الذين يستخدمون عدة مطوري البرمجيات الخاصة بمحفظة كيستور أن يحصلوا على العديد من المميزات الشائعة في تطبيقات المحافظ الخفيفة غير المخصصة لإدارة الأصول. ستولّد محفظة كيستور كلاً من المفتاح العام والخاص على الجهاز نفسه، بينما تخزن تلك المفاتيح في بيئة آمنة على الهاتف المحمول. إذ جاء نصاً في مواصفات النسخة رقم 1.1.0 من عدة مطوري البرمجيات لكيستور:”لا تعتمد سامسونغ على شبكات أخرى أو أطراف خارجية لتوليد تلك المفاتيح”. وكل كلمات الذاكرة متوافقة مع نظام BIP-39 القياسي، مما يسمح للمستخدمين باستخدام عبارات الاسترجاع على أجهزة أخرى في حالة فقدان أو سرقة الجهاز. وبالرغم من ذلك، تقول سامسونغ إن إرسال معاملة موقّعة لا يُعد ضمن نطاق تطلعاتها، وبالتالي، ينبغي على المهندسين الذين يرغبون في إرسال معاملات موقّعة الاعتماد على عقدهم الخاصة أو استخدام عقدة عامة.

تمهيد الطريق لدعم البتكوين كاش (BCH) والسباق على صدارة تطوير البلوكتشين في صناعة الهواتف المحمولة

مع إضافة البتكوين لمحفظة سامسونغ كيستور، فإن مواصفات العملة المشفرة تفتح الباب أمام شبكات مماثلة مثل البتكوين كاش. إذ تستخدم البتكوين كاش أنواع مماثلة للمعاملات مثل P2PKH وP2PK ولديها أيضاً حد أقصى للمعاملات يعادل 21 مليون عملة بتكوين كاش أو 2,100,000,000,000,00 ساتوشي. وفي مواصفات نسخة محفظة كيستور، تقول سامسونغ: “نخطط لدعم المزيد من العملات المشفرة وتوسيع نطاق دعمنا في المستقبل القريب”. لا يمكن لمن يريد اختبار محفظة كيستور أن يقوم ببساطة بتحميل التطبيق من متجر غالاكسي، ذلك لأن سامسونغ أتاحت عدة مطوري برمجيات البلوكتشين لأجهزة بعينها فقط. ويمكن لمطوري البرمجيات أن يختبروا تطبيق كيستور عن طريق استخدام أداة الاختبار سامسونغ ريموت تيست لاب Samsung Remote Test Lab الموجودة على موقع سامسونغ للمطورين.

وتشير المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي ومنتديات موقع ريديت Reddit إلى أن مناصري العملات المشفرة يقدرون إضافة سامسونغ للبتكوين في محفظة كيستور. إذ يوجد حالياً 17 من التطبيقات التي يمكن استخدامها على هواتف سامسونغ المختارة ومحفظة كيستور. من بينها بعض التطبيقات اللامركزية (dApps) مثل تطبيق إنجين Enjin وكريبتوكيتيز Cryptokitties وكوين دك Coinduck وكوسمي Cosmee. وحصل متجر سامسونغ للتطبيقات اللامركزية مؤخراً على تطبيقي مارس Mars وجوبيتر Jupiter، اللذين طورتهما شركة تراست فيرس Trustverse الكورية الجنوبية.

وانتشرت مؤخراً أخبار غير مؤكدة عن ربط مرتقب بين سامسونغ باي Samsung Pay ومحفظة كيستور، وهذا سيمكن العملاء من شراء السلع والخدمات باستخدام الأصول المشفرة. ويأتي دعم سامسونغ للبتكوين بعد إطلاق شركة أبل Apple في كاليفورنيا لإصدار تطبيق كريبتوكيت Cryptokit لنظام التشغيل آي أو إس 13 iOS. يرى المراقبون في تطبيق كريبتوكيت الخاص بشركة أبل سبباً في الاعتقاد بأن عملاقة التكنولوجيا في مدينة كوبرتينو على وشك إطلاق نظامها الخاص لمحافظ العملات المشفرة. ومثل عدة مطوري البرمجيات الخاصة بسامسونغ، يقدم تطبيق كريبتوكيت الخاص بأبل هذه المميزات الثلاثة:

1- حساب ومقارنة النشرات المشفرة الآمنة.

2- استخدام شفرات المفتاح العام في إنشاء وتقييم التوقيعات الرقمية وتبادل المفاتيح. بالإضافة إلى العمل على المفاتيح في الذاكرة المخزنة، إذ يمكنك أيضاً استخدام المفاتيح الخاصة التي يخزنها ويديرها معالج سيكيور إنكليف Secure Enclave.

3- توليد مفاتيح سيمترية واستخدامها في عمليات التحقق من الرسائل وتشفيرها.

ويعد دخول كل من أبل وسامسونغ في صناعة العملات المشفرة عن طريق إصدارهما الهادئ لعُدد تطوير البرمجيات دليلاً على أن هناك مستقبلاً أمام هواتف البلوكتشين التي تقدم حلولاً خاصة بالعملات المشفرة. إذ تتناطح شركتا صناعة الهواتف المحمولة في المبيعات، ومن المتوقع أن يعطيهما تبني العملات المشفرة ميزة تنافسية على خريطة الصناعة المربحة للتكنولوجيا والعملات المشفرة.

ومع ذلك، فإن شركة الاتصالات والتكنولوجيا الصينية هواوي Huawei قد سبقت كل من سامسونغ وأبل في هذا الأمر، فمنذ مايو/أيار عام 2018، تبيع الشركة هواتف مثبت عليها محفظة العملات المشفرة التي طورها موقع بي تي سي Btc.com. وأيضاً تحاول الشركة المصنعة للهواتف المحمولة أوبو Oppo اللحاق بالشركات الثلاث السابقة بنظامها الذي يساعد شبكات النظير للنظير في التحقق من معاملات العملات المشفرة في المناطق ذات الاتصال الضعيف بالإنترنت.

وفقاً للتقارير، فإن نظام ميش توك Mesh Talk الخاص بشركة أوبو قد يتيح للهواتف تبادل بيانات مفاتيح البلوكتشين دون استخدام شبكات واي فاي Wifi أو بلوتوث Bluetooth أو حتى البيانات الخلوية خلال نطاق ثلاثة كيلومترات. وبالنظر لعمليات التطوير المتعلقة بالبلوكتشين التي تقوم بها هواوي وسامسونغ وأبل وأوبو في هواتفهم المحمولة، فمن المنطقي افتراض أن عمالقة صناعة الهواتف المحمولة يدركون جيداً المستقبل الواعد للعملات المشفرة.