الملخص:
– استقبلت المؤسسة الخيرية الخاصة ببينانس تبرعات تقدر بثلاثة عشر مليون دولار أميركي، بحسب التقارير. وقال متحدث باسم الشركة: “لا يتضمن هذا المبلغ كافة المبالغ المقرر التبرع بها”.
– لم تعلن مؤسسة بينانس الخيرية عبر موقعها إلا عن أقل من نصف ذلك المبلغ، أو ما يقرب من 6 مليون دولار أميركي من العملات المشفرة.
– تتعاون مؤسسة بينانس الخيرية مع شركة أفري بادز AFRIpads في مشروع توكن بينك كير Pink Care الخاص بالأخيرة إلا أنها لا زالت بصدد تأسيس الروابط مع مستقبلي المشروع.
– لا يزال أمام المؤسسة شوط طويل قبل أن تصل لهدفها بان تحقق نسبة شفافية تصل إلى 100%.
أضافت توكن بينك كير الخاصة ببينانس معنى جديد لمصطلح “الوصول المتساوي”.
ففي وقت مبكر من هذا الشهر، أطلق الذراع الخيري لمنصة التداول الكائنة في مالطا، وتدعى مؤسسة بينانس الخيرية، برنامجاً لتزويد الفتيات الأفارقة بالمنتجات الصحية اللازمة لكي يستطيعوا البقاء في المدرسة. وقالت هيلين هاي، مديرة مؤسسة بينانس، لكوين ديسك CoinDesk أن التبرعات بالعملات المشفرة مرتبطة بتوكنات مميزة، ويمكن استبدالها بالمنتجات الصحية، ثم تُعطى لآباء ومعلمي الطلبة الأوغنديين.
وبحسب موقع توكن بينك كير، فقد وصلت التبرعات حتّى الآن إلى ما يقرب من 20 عملة بتكوين (BTC) (أو ما يقرب من 199,000 دولار أميركي). وتشمل قائمة المتبرعين كل من المؤسس المشارك لبريميتيف فينشرز Primitive Ventures دوفي وان، ومؤسس Arington XRP Capital مايكل أرينغتون. وحددت مؤسسة بينانس الخيرية هدفها بأن تستعمل تكنولوجيا البلوكتشين لتوفير اتصال شفاف بين المتبرعين ومستقبلي تلك التبرعات. إلا أن الفروق غير المفهومة في سجلات الموقع الخاص بالمؤسسة تثير الأسئلة حول الكيفية التي تدار بها مثل تلك الحملات.
وأشارت التقارير إلى تبرع مؤسس بينانس، تشانغ بينغ زاو بعشرة ملايين دولار أميركي في هيئة عملات مشفرة بغرض تدشين المؤسسة الخيرية في عام 2018، وتبرع مؤسس ترون Tron جاستن صن بثلاثة ملايين دولار أميركي. بالإضافة لذلك، فقد أعلنت بينانس في شهر أكتوبر/تشرين الأول أن رسوم إدراج التوكنات سيتم التبرع بها لصالح المؤسسة الخيرية. وبرغم وصول عدة تبرعات تصل قيمة كل منها إلى 100 ألف دولار أميركي لمشاريع مدرجة على منصة التداول، فإن ما يقرب من 507 عملة بتكوين فقط (أقل من 6 مليون دولار أميركي تقريباً) تم إيداعها بالفعل في محافظ المؤسسة الخيرية.
وبسؤاله عن باقي الأموال، فإن المتحدث باسم مؤسسة بينانس الخيرية قال لكوين ديسك:
“المبلغ الذي تبرعت بيه بينانس (10 مليون دولار أميركي) يعد التزاماً.. بينما تم حفظ باقي التبرعات، ونظراً لعدم وجود برامج كثيرة في الوقت الحالي، فنستسخدمهم وقت الحاجة”.
فعلى سبيل المثال، فإن المتحدث باسم المؤسسة قد أشار إلى تبرع صن باعتباره جزءاً من حملة توكن بينك كير. وبسؤاله عن محل ذلك التبرع من قائمة المبالغ الموجودة على المحفظة العامة، فإن المتحدثة باسم المؤسسة قالت لكوين ديسك أن يقوموا بتحديث الصفحة بعد بضعة دقائق، وأدرج التبرع بعدها بشكل مريب.
وبناءاً على ذلك، فإنه من الواضح أن المؤسسة لا يزال أمامها شوط طويل قبل أن توفي المعايير التي وضعها زاو والخاصة بتحقيق نسبة شفافية تصل إلى 100% لإدارة التبرعات. وقال متحدث باسم مؤسسة بينانس لكوين ديسك أن التبرعات المعلن عنها تخصص للمشروعات بمجرد تدشينها.
على صعيد آخر، فإن لهاي نفسها ماض مثير للتساؤلات في أفريقيا. إذ عملت مع مُصنّع الأحذية الصيني هياوجيان جروب Huajian Group، وهي الشركة التي خضعت لنقد عنيف بعد اتهامها بارتكاب خروقات لحقوق الإنسان. وقالت هاي لكوين ديسك أنها قد تركت الشركة في عام 2013 وأنها لا تملك أي أرصدة أو أسهم في تلك الشركة. وبحسب ملف هاي الشخصي على موقع لينكد إن Linkedin، فإنها لا تزال مرتبطة بعدد من المشاريع الاستثمارية في أفريقيا.
وفيما يتعلق بمؤسسة بينانس الخيرية، فإن موقع زا بلوك The Block قد نشر تقريراً عن استخدام المؤسسة لنسبة 10% من التبرعات التي تتلقاها لتمويل التكاليف التشغيلية وأنها أنفقت ما يقرب من مليون دولار أميركي حتّى الآن. وقال متحدث باسم المؤسسة أن تلك التكاليف متعلقة بالجمعيات الشريكة، وأن كل التكاليف التشغيلية الخاصة بمؤسسة بينانس الخيرية يتم تمويلها من قبل شركة بينانس نفسها. وقالت هاي أن مؤسسة بينانس الخيرية تخطط للتبرع لمائة وستين مدرسة في أوغندا يدرس فيها 100,000 طالب، وستستهدف حملة توكن بينك كير أكثر من نصفهم.
ولم يتمكن موقع كوين ديسك من الوصول لأي من تلك المدارس المعنية للحصول على تأكيدات.
وقال أحد المتحدثين باسم المؤسسة في رسالة إلكترونية لموقع كوين ديسك: “هناك بالقطع طرق لتحسين عملية التبرع. نبذل قصارى جهدنا لتحسين أدائنا مع ضمان أن أصحاب المصالح راضين عن النتائج في نفس الوقت. نرحب بالرقابة الخارجية والنقد البناء”.
الشراكة مع أفري بادز
وتتعاون مؤسسة بينانس مع مؤسسة أفري بادز غير الهادفة للربح من أجل توفير المنتجات الصحية الخاصة بالدورة الشهرية.
وقالت مديرة الاتصالات في أفري بادز، سارة سوليفان، لكوين ديسك أن المنتفعين سيتمكنون من استبدال التوكنات بمجموعة أفري بادز المميزة، والتي تحتوي على منتجات تكفي لمدة عام. وستقوم أفري بادز بعد ذلك باستبدال التوكنات بالشيلينغ الأوغندي عن طريق منصة تداول بينانس الأوغندية.
وعلى عكس توقعات هاي، فإن سوليفان قالت أن الخطة تهدف إلى البدء بخمسين ألف طالب وأن الفريق الميداني لا يزال عاكفاً على التواصل مع المدارس الخمسين الأولى. ووصفت سوليفان مبادرة التوكنات بأنها “خطوة مبتكرة للتعامل مع التحديات الصحية في المدارس”.
وبالرجوع للوراء، فإن حملة توكن بينك كير تهدف إلى الترويج لما يسمى بـ”الوصول المتساوي“، وهو المصطلح الذي شاع استخدامه بسبب الناشطة جينيفر ويس-وولف التي استخدمته لتصف السياسات التي تسمح للنساء الذين تجيئهم الدورة الشهرية بالمساهمة في المجتمع بشكل كامل.
وبحسب منظمة اليونيسيف، فإن ملايين الفتيات حول العالم يضطرون إلى ترك التعليم المدرسي بمجرد أن تجيئهم الدورة الشهرية، برغم سهولة توفير المواد الصحية اللازمة لمساعدتهم في استكمال تعليمهم. ويوصف انعدام القدرة على الوصول لتلك المواد الضرورية في المساحات العامة بمصطلح “الفقر في الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية”، وهو مصطلح نسوي تستخدمه مؤسسة بينانس الخيرية كجزء من حملتها.
وقالت ويس-وولف لكوين ديسك أن أفري بادز تعد مثالاً على الشركات الأوغندية المهتمة بتلك المسألة، عن طريق ابتكارها لفوط صحية قابلة لإعادة الاستعمال للأشخاص في المناطق القروية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة بينانس الخيرية، أثينا يو، في تصريحات لكوين ديسك: “وقع الاختيار على أفري بادز بسبب انخفاض السعر النسبي والاستدامة، إذ يمكن إعادة استعمال منتجاتهم التي تتميز بكونها صديقة للبيئة، كما أن مصنعهم في جنوب أوغندا يوظف النساء المحليات من المنطقة الريفية المجاورة. كما يجري حالياً اختيار المدارس التي سيطبق فيها المشروع، وسيعاوننا فريق التنفيذ من مؤسسة تيك بلاس لاف Tech Plus Love Foundation، وهي منظمة غير هادفة للربح مسجلة في أوغندا”.
إلا أن ويس-وولف قد تشككت في كون العملات المشفرة هي الوسيلة المناسبة لذلك النوع من التبرعات، وقالت في هذا الصدد:
“يحتاج أي نوع من برامج التدخل إلى أن يتجاوب بشكل عميق مع السكان المحليين ومع احتياجاتهم، من أجل تحسين الوصول إلى المنتجات والموارد التي ستفيد وتريح هؤلاء الناس”.
التسويق الشعبي
هناك عدة أسباب لاستخدام توكن بينك كير للعملات المشفرة، حتّى لو كان التبرع بالعملات النقدية لأفري بادز سيحقق الأهداف الخيرية المرغوب فيها.
تتعاون منظمة بينانس الخيرية في هذا المشروع مع شركة بينانس أوغندا، وهي شركة منفصلة تأسست في عام 2018 من أجل تجارة العملات المشفرة واستبدال العملات النقدية بها. يعد توكن بينك كير كوبون رقمي يجب على بائع المنتج ومستقبله أن يكون لديهم محفظة عملات مشفرة أو حساب على منصة التداول من أجل استخدامه.
وقال تاجر عملة البتكوين وينسي نوواغابا، المقيم في العاصمة الأوغندية كمبالا، لكوين ديسك أن المناطق الريفية تفتقر عادة إلى البنوك والأدوات اللازمة، لذا فإن المدفوعات عن طريق الهواتف المحمولة حلاً منتشراً بين التجار الصغار. وأضاف نوواغابا:
“إن أكبر تحد نواجهه في أوغندا هو البنية التحتية لشبكة الإنترنت. بمجرد تركك للمدينة، يصبح الاتصال بالإنترنت بطيئاً للغاية. تحاول مؤسسة بينانس الخيرية رفع مستوى الوعي بشأن العملات المشفرة”.
وتعالج العملات المشفرة بعض المشاكل المتفاقمة بالفعل في السوق الأوغندي.
وقال نوواغابا أنه مشترك في مجموعة على تطبيق واتساب، تضم 206 من تجار البتكوين الآخرين، والذي يساعدون المتاجرين في تسييل عملات بتكوين تصل قيمتها إلى 2 مليون دولار أميركي شهرياً. وسيّل أكبر زبائنه ما قيمته 500,000 دولار أميركي من البتكوين، إلا أن معظم المتعاملين هم من المتاجرين العاملين بشكل حر والذي يسيلون عملات بتكوين بقيمة 1000 دولار تقريباً كل شهر. كما أن بعض العملاء يستعملون البتكوين في التجارة الإلكترونية.
وأضاف نوواغابا: “بعض الأجزاء في أفريقيا محرومة من طرق مدفوعات معينة، تعمل كل من فيزا وماستركارد في أوغندا، إلا أنه لا يمكن استقبال حوالات مالية من خارج أوغندا. لا يسمح تطبيق باي بال PayPal لنا باستقبال المدفوعات في أوغندا. ساعدنا البتكوين في سد تلك الثغرة”.
وفي هذا السياق، فإن توكن بينك كير توفر فرصة لتثقيف الأسر المهتمة بالعملات المشفرة بشأنها، حتّى وإن افتقرت مؤسسة بينانس الخيرية للشفافية الكاملة.
وقالت هاي: “نأمل أن نستعمل مشروع توكن بينك كير في إلهام المزيد من الناس للتفكير في تطبيقات للبلوكتشين والعملات المشفرة في إحداث تغيير اجتماعي. نأمل أن نستطيع استنساخ هذا النموذج في مناطق أخرى إذا ما دعت الحاجة”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.