يبدو أنَّ البتكوين (BTC) بدأ يتجه للصعود مرة أخرى. ولكن، هل ستحذو العملات البديلة حذوه؟ ألكس كروغر لا يعتقد ذلك. 

البتكوين ملك العملات المشفَّرة

نشر الخبير الاقتصادي ومحلل العملات المشفَّرة، ألكس كروغر، في مطلع الأسبوع الجاري، الأسبوع الأول من شهر أغسطس/ آب 2019، تغريدةً عبر حسابه على موقع تويتر Twitter ذكر فيها بأنَّ، في رأيه، أغلب العملات البديلة قد “أصبحت عبارة عن رهانات غير منتظمة ذات محفظة غير جذابة من العائدات”. 

برر أكس غروكر رأيه هذا بأنَّ أداء العملات البديلة يأتي باستمرار أضعف بكثير من البتكوين في أيام هبوط أسعارها، ولا يتفوق على أداء البتكوين إلا في أحيانٍ قليلة في أيام صعود أسعارها. 

بعيداً عن الانتعاش المبهر الذي شهدته العملات البديلة في شهري فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان الماضيين، 2019، (موسم العملات البديلة)، حيث سجلت عدد من العملات البديلة مكاسب تراوحت نسبتها ما بين 300% و500%، جاء أداء العملات البديلة ضعيفاً أمام البتكوين منذ أواخر شهر أبريل/ نيسان الماضي. 

إذ تدهورت أزواج العملات البديلة في مقابل البتكوين تدهوراً ساحقاً، وعانت أزواج العملات البديلة في مقابل العملات النقدية أيضاً من أيامٍ عصيبة. 

هذه الملاحظة التي ذكرها كروغر بأنَّ “أداء العملات البديلة يأتي باستمرار أضعف بكثير من البتكوين في أيام هبوط أسعارها، ولا يتفوق على أداء البتكوين إلا في أحيانٍ قليلة في أيام صعود أسعارها” تتوافق مع تقرير تفصيلي صدر عن موقع كوين متريكس Coin Metrics الأسبوع الماضي، الأسبوع الأخير من شهر يوليو/ تموز 2019. 

تبرهن البيانات المستمدة من التقرير على أنَّه، خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، انخفضت أسعار غالبية العملات البديلة بنسبة تزيد على 40%، وهو ما جاء بالتزامن مع انخفاض سعر البتكوين بنسبة 2% فقط في وقت نشر التقرير. 

صورة تبين تغيَّر الأسعار على مدار الشهر الماضي، يوليو/ تموز 2019. 

أشار التقرير إلى أنَّ عملات الإيوس (EOS -44%) والكوزموس (-41% ATOM) والكاردانو (-37% ADA) والتيزوس (-6% XTZ) والفي تشين (-10% VET) تٌّعد من “أبرز العملات البديلة ذات الأداء الضعيف”. 

الضغوط التنظيمية تؤثر سلباً في جميع العملات 

يشير التقرير إلى العوامل الجيوسياسية والاقتصادية الكلية والتنظيمية باعتبارها العوامل الرئيسية المؤثرة في تحرك أسعار البتكوين والعملات البديلة. 

فقد دفعت الضغوط التنظيمية المتواصلة التي تتعرض لها منصات تداول العملات المشفَّرة منصات بتريكس Bittrex وبينانس Binance وبولونيكس Poloniex إلى تنفيذ سياسات جديدة تحظر المتداولين من الولايات المتحدة من الوصول إلى أدوات المشتقات المالية وأصول رقمية معينة. 

فضلاً عن أنَّ لجنة تداول العقود الآجلة للسلع CFTC قد أطلقت تحقيقاً في منصة بتمكس BitMex بشأن مزاعم تفيد بأنَّها سمحت لمقيمين في الولايات المتحدة بالتداول عبر منصتها. ويبدو أن تلك الإجراءات قد هزَّت ثقة المستثمرين في العملات البديلة وأسفرت عن ذلك الأداء الضعيف الذي حققته. 

كذلك، أثار كشف شركة فيسبوك Facebook النقاب عن مشروع توكن ليبرا الخاص بها بدوره حماسة المستثمرين في البتكوين، ولكن يبدو أنَّ الضغوط التنظيمية التي مارسها المشرَّعون الأميركيون عقب ذلك قد أثرَّت سلباً في سعر البتكوين.

إضافةً إلى أنَّ تعليقات وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشن، بشأن التنظيم الصارم للبتكوين قد ضربت ثقة المستثمرين في مقتل؛ بعد تداول التصريحات التي أدلى بها في جميع وسائل الإعلام الرئيسية. 

الصورة العامة في صالح البتكوين

أمَّا من منظور الاقتصاد الكلي، فقد بدأت دول عدة تنجذب نحو التيسير النقدي، ويتخوف المستثمرون من احتمال أن يكون هناك ركود اقتصادي عالمي يتشكَّل ببطء. في هذا الصدد، يشير موقع كوين متريكس بأنَّه: “يبدو أنَّه قد صار من شبه المؤكد الآن أنَّ البنوك المركزية الأربعة الكبرى في العالم (بنك الاحتياطي الفيدرالي Federal Reserve والبنك المركزي الأوروبي European Central Bank وبنك اليابان Bank of Japan وبنك الصين الشعبي People’s Bank of China) على شفا الدخول في دورة جديدة من التيسير النقدي: فمع انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، تنخفض تكلفة الفرصة للاحتفاظ بأصول غير منتجة للعائدات مثل البتكوين”. 

الوقت وحده هو ما سيحدد ما إذا كانت العملات البديلة ستجد بعض القوة الكافية كي تستعيد مناطق نفوذها الشاسعة التي تخلت عنها لصالح البتكوين على مدار الأشهر القليلة الماضية. وبصراحة، إلى أن يتراجع معدل هيمنة البتكوين، يبدو ذلك بعيد الاحتمال للغاية.