صرّح المشارك الأساسي في المشروع لموقع كوين ديسك CoinDesk أن ماستر تشين، مشروع بلوكتشين الخاص بالبنوك الذي طور تحت إشراف البنك المركزي الروسي يفشل في تحقيق النتائج المرجوة منه.

وصرّح أوليغ أبدراشيتوف، رئيس معمل البلوكتشين في المؤسسة، أن سبيربنك، أكبر بنك بروسيا، قرر الإنهاء التدريجي لمشاركته في ماستر تشين. وأضاف أبدراشيتوف، واصفاً النظام بعدم الكفاءة وعدم الأمان والبطء، أن البنك سينقل أعمال البلوكتشين الخاصة به إلى منصات مؤسسة أخرى تستخدم على نطاق أوسع.

وقال أبدراشيتوف: “لا يستوفي ماستر تشين متطلبات حالات استخدام سبيربنك، ولذلك في جميع الاستكشافات المستقبلية سوف نستخدم منصات بلوكتشين المؤسسات مثل هايبر ليدجر فابريك Hyperledger Fabric أو كورام Quorum”.

وفي حوار صحفي الشهر الماضي يونيو/حزيران، كشف أبدراشيتوف كشفاً نادراً على عالم مشاريع بلوكتشين المؤسسات المتحفظ، حيث عادة ما يغادر المشاركون غير الراضين من المشاريع بهدوء. وكان تصريحه بارزاً بصفة خاصة نظراً لأنه من جهة فاعلة كبرى: إذ يتحكم سبيربنك في حصة قدرها 50 بالمئة من السوق العقارية الروسية، وهي محط تركيز حالة الاستخدام الأولية لمشروع ماستر تشين.

وقد أطلق ماستر تشين في 2017 من جمعية التكنولوجيا المالية (AFT)، وهي كيان أسسه البنك المركزي الروسي، بنك روسيا Bank of Russia في العام نفسه. وحظي مشروع البلوكتشين بدعم أكبر خمسة بنوك في الدولة: سبيربنك، وبنك ألفا Alfa Bank، وبنك في تي بي VTB، وبنك رايفايزن روسيا Raiffeisenbank (الفرع الروسي لبنك رايفايزن النمساوي) وبنك أوتكريتي Otkritie.

وتكلفة تطوير ماستر تشين ليست متاحة للعامة. ولكن، طبقاً للتصريحات العلنية السابقة، يدفع أعضاء جمعية التكنولوجيا المالية الذي عددهم 13 عضواً من 120 ألف دولار إلى 230 ألف دولار سنوياً للمشاركة، مما يعني أن المشروع قد استهلك مليوني دولار على مدار العامين الماضيين.

ولم يرد بنك روسيا ولا جمعية التكنولوجيا المالية على طلبات بالتعليق على الأمر.

تأخير الإطلاق

وقال أبدراشيتوف إن حالة الاستخدام التجريبية لماستر تشين، وهي نظام إيداع لامركزي للسندات العقارية الرقمية، تعني كثيراً للبنوك. إذ أن المركز الوطني للإيداع والتسوية (NSD) يحصّل جزءً من النسبة المئوية من قيمة كل سند عقاري يحتفظ به كجهة إدارة، وفي حالة سبيربنك يعني ذلك ملايين الدولارات كل عام.

وأضاف أبدراشيتوف أنه على الجانب الآخر، يتطلب النظام اللامركزي استثماراً في مرحلة البناء، ولكن بمجرد بدء العمل، سيكون استخدامه أقل تكلفة بكثير.

ولكن ليس مع هذا النظام.

مبدئاً، كان من المفترض أن يدخل المشروع العقاري التجريبي لماستر تشين، الذي بدأ في الخريف الماضي، مرحلة الإنتاج، أو التنفيذ الواقعي، الشهر القادم، أغسطس/آب، ولكن ليس من المرجح أن يكون جاهزاً قريباً بسبب بطء التطوير التكنولوجي من جانب مجموعة التكنولوجيا المالية.

وأضاف: “لم نتلق إصداراً جديداً من نظام الإيداع اللامركزي من مجموعة التكنولوجيا المالية بعد ولم نختبره، وبالتالي تاريخ البداية المقترح المحدد بيوليو/تموز موضع شك”.

وأكدت يوجينيا أوفتشينيكوفا، رئيسة أبحاث التكنولوجيا والابتكار الرقمي في بنك رايفايزن روسيا، على عدم وجود ميعاد لبدء الإنتاج في الوقت الحالي.

مركزي أكثر مما ينبغي

وطبقاً لأبدراشيتوف، يكمن جزء من المشكلة في أن ماستر تشين، باستخدام عبارة الجهات التنظيمية الأميركية، ليس لامركزياً بما يكفي.

ومشروع ماستر تشين، الذي يشرف عليه البنك المركزي، خاص ويحتاج إلى ترخيص حسب التصميم. وبمعنى آخر، البلوكتشين متاحة فقط للمشاركين، والأطراف المعتمدة وحسب هي من تستطيع إدارة عقد للتحقق من المعاملات، بعكس بلوكتشين البتكوين (BTC) أو الإيثريوم (ETH)، حيث السجل عام وأي شخص يمكنه تحميل البرنامج.

وقال أبدراشيتوف إن هذا في حد ذاته لم يمثل مشكلة بالنسبة لسبيربنك، ولكن أصبح ماستر تشين مركزياً أكثر مما ينبغي حتى بهذه الصيغة لأن “عملياته تعتمد بالكامل على الخادم المركزي لجمعية التكنولوجيا المالية التي تتحكم في التعدين والإجماع”.

ومثل الإيثريوم، يتطلب ماستر تشين من المشاركين دفع عمولة، أو أجزاء صغيرة من العملة المشفرة الأصلية، مقابل المعاملات، وليست هذه هي الحال على منصات المؤسسات الكبرى التي يتجه إليها الآن سبيربنك.

وقال أبدراشيتوف إن في حالة ماستر تشين، تكون توكنات دفع العمولة موزعة حسب عقدة المجموعة، وإذا احتاجت عقدة سبيربنك إلى المزيد وبدأت في التعدين بنفسها، فستخرج من الشبكة. وأضاف أنه لم يشرح له أحد قط لماذا يحدث ذلك أو بأي مبدأ.

وقالت أوتشينيكوفا من بنك رايفايزن إن توكنات دفع العمولات وُزعت بين المشاركين مجاناً، ويعاد ملأ المحافظ من وقت لآخر تلقائياً. ومع ذلك، أضافت أن مشاركي الشبكة ليس عليهم الاعتماد على مجموعة التكنولوجيا المالية من أجل التوكنات، لأن بمقدورهم مشاركتها مع بعضهم البعض.

بطيء وغير آمن

وقال أبدراشيتوف إن النظام بطيء جداً أيضاً. ويستغرق تحميل سند عقاري واحد، في صيغة ملف مضغوط مساحته 30 كيلو بايت، على ماستر تشين ثلاث دقائق.

وأضاف: “رجال الأعمال غير معتادين على التعامل مع شيء حيث تضغط على زر وبعدها تأخذ استراحة (إلى أن يعمل). وتنظر القيادة إلى هذا الأمر وتشعر بالإحباط من تكنولوجيا البلوكتشين. ونحن ننفق أموال أصحاب الأسهم (على استكشاف البلوكتشين). ولذلك نحن بحاجة إلى حلول عملية”.

وطبقاً لأبدراشيتوف، سبب هذا البطء هو أن ماستر تشين بالأساس هيكل لبلوكتشين الإيثريوم العام موضوع في بيئة تحتاج إلى ترخيص لشبكة مغلقة مكونة من خمسة مشاركين.

وأضاف أبدراشيتوف أن النظام غير آمن بالنسبة لشبكة صغيرة من عدد قليل من العقد. وقال: “أنظمة إثبات العمل صالحة لآلاف المشاركين، ولكن إذا كان هناك خمسة مشاركين فقط، من السهل على واحد منهم إعادة كتابة السجل”.

والمنتج لا يمكن الاعتماد عليه تماماً لدرجة أنه عند دخوله مرحلة الإنتاج، يخطط سبيربنك إلى استخدام ماستر تشين والنظام التقليدي على حد سواء، لكي يكون لطبقة التكنولوجيا التجريبية نسخة احتياطية آمنة ولا تنهار العملية.

وقال أبدراشيتوف إنه اتضح أيضاً أن من المستحيل استخدام ماستر تشين لأغراض متعددة في وقت واحد: أي أنه في كل حالة استخدام يجب بدء تنفيذ شبكة جديدة. وأضاف أن من المحبط أن يكون المشروع بهذه الحالة لأن النظام كان ليصبح صالحاً إذا فعل المطورون شيئا واحداً فقط من البداية: وهو تبديل إجماع إثبات العمل بإجماع متوافق مع المؤسسات.

خيارات بديلة

وقال أبدراشيتوف إن سبيربنك، الذي يملك بنك روسيا 50 بالمئة منه، ينظر في منصات المؤسسات مثل هايبر ليدجر فابريك وكورام (التي أسستها شركة آي بي إم IBM وجاي بي مورغان JP Morgan، على الترتيب) للاستكشافات المستقبلية لحالات الاستخدام مثل الصفقات خارج منصات التداول، وتمويل التجارة، والمدفوعات والإقراض العقاري.

وقد أجرى البنك عدة مشاريع تجريبية على فابريك: إذ أصدر شهادات السندات لشركة الاتصالات الروسية إم تي إس MTS؛ واتفاقات إعادة الشراء، ابتداء بإحدى الاتفاقيات لشركة الاستثمار إنتيروس Interros؛ ومشروع تمويل التجارة مع سلسلة بيع الأجهزة الإلكترونية بالتجزئة إم فيديو M-Video ومورديها.

وقالت أوفتشينيكوفا إن بنك رايفايزن يجرب أيضاً عدة منصات بالتوازي مع ماستر تشين بما في ذلك فابريك، وكوردا Corda التابعة لشركة آر ثري R3 والإطار القائم على بلوكتشين الإيثريوم المسجل ملكيته لبنك رايفايزن، ويسمى آر تشين R-chain. ولم تصرح إذا كان البنك يمنح الأولوية لأي منصة.

وبالنسبة لماستر تشين، بدت أوفتشينيكوفا أكثر تفاؤلاً من أبدراشيتوف بخصوص الإخفاقات الأولية، واختتمت قائلة: “نحن متصالحون مع حقيقة أن التجارب الأولى للتكنولوجيا الجديدة لا تبدو قريبة من المطلوب في مرحلة الإنتاج”.