على الرغم من أن عملة البيتكوين لم تتحول بعد إلى وسيلة الدفع المهيمنة في العالم، إلا أن الازدهار الذي شهدته أحدث العديد من التغييرات على مستوى الأسواق المالية، ما يمكن أن يترتب عنه عدة تداعيات خلال سنة 2018، وفق ما ذكرت صحيفة الإيكونوميستا.
وشدد المدير المشارك في البيتشين، أدولفو كونتريراس رويز دي ألدا، على ضرورة تفسير العواقب الوخيمة التي من المتوقع أن تنجر عن توظيف عملة البيتكوين في كل المجالات، بما في ذلك الأنظمة المالية وتنظيم الهياكل الاجتماعية.
كما يعتقد أدولفو أن هناك خمس حقائق يمكن أن تميز عالم البيتكوين خلال هذه السنة.
أولا
من المتوقع أن يتم المصادقة على أول صندوق للمؤشرات المتداولة على البيتكوين. ويمكن لإطلاق العديد من الأسواق المستقبلية للبيتكوين في الولايات المتحدة الأمريكية أن يضفي شرعية على كبار المستثمرين في البيتكوين؛ ما من شأنه أن يزيد من احتمال مصادقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على أحد الصناديق المدرجة في البورصة التي تقدمت بطلبها خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وفي حال حدوث ذلك، سيكون من السهل على الملايين من المستخدمين، فضلا عن العديد من صناديق النقد الدولية المهتمة بهذا الشأن، الاستثمار في عالم البيتكوين من خلال حساباتهم المصرفية دون الحاجة إلى اتباع آلية البيع والشراء المرهقة.
وبناء على ذلك، تكتسي مسألة فتح عالم البيتكوين أمام مئات الملايين من المدخرين لهذ العملة أهمية كبرى، ليس فقط من حيث السعر وإنما لأن هذا المجال يعد أيضا بمثابة وسيلة لإضفاء الشرعية على الوضعية النقدية لعملة البيتكوين، طالما أنها ستصبح متاحة إلى نسبة كبيرة من الأفراد.
ثانيا
خلال فترة معينة من السنة، من المتوقع أن تصل قيمة البيتكوين إلى حوالي 50 ألف دولار. بالإضافة إلى ذلك، سيزداد الإقبال على شراء هذه العملة الرقمية، ومن المنتظر أن يقبل أكثر من 200 ألف شخص على شراء البيتكوين يوميا وسيشهد الطلب ارتفاعا كبيرا.
وهناك احتمال كبير أن تقوم الأسواق الكبرى، على غرار بورصة شيكاغو لحرية الاختيار، وبورصة شيكاغو للمبادلات التجارية، وبورصة نازداك، بزيادة السيولة والحد من تقلبات الأسعار، مما سيعزز استقطاب عملات البيتكوين كأصل جيد للاستثمار.
من جهة أخرى، تفترض المصادقة على أول صندوق للمؤشرات المتداولة إمكانية وصول البيتكوين مباشرة إلى السوق المصرفية التقليدية، وإلى مدخرات مئات الملايين من الأشخاص. وطالما أنه لم يتم بعد الكشف عن أي تجاوزات أمنية، فمن المتوقع أن يستمر سعر البيتكوين في الارتفاع بشكل مطرد.
لكن، من المهم الأخذ بعين الاعتبار أن تريليونات الدولارات من الأموال الأمريكية مودعة في حسابات مصرفية خارج حدود البلاد، وأن سوق الذهب يقدر بحوالي سبعة تريليونات دولار، ناهيك عن أن جزءا من الاستثمار العقاري يُستخدم كملاذ للاستثمار.
لذلك، إذا تم تخصيص جزء فقط من كل هذه الأموال لفائدة البيتكوين كوسيلة لإيجاد بديل أو ملاذ أرخص للاستثمار، فإنه من المنتظر أن يستمر سعرها في الارتفاع.
ثالثا
من المتوقع أن يقع التشهير بأي فضيحة تتعلق بعملية غش ضخمة بشأن أي نوع من العملات الرقمية. فقد أنشئت أكثر من ألف عملة رقمية، إلا أن العديد منها تفتقر إلى المصداقية.
في المقابل، قد يخسر بعض الأشخاص أموالهم بمجرد التفكير في أن العملة الرقمية يمكن أن تكون أفضل وسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم، وذلك إما بسبب الاحتيال أو عمليات القرصنة.
وخلافا للمتوقع، لن تؤدي التحديثات المستمرة، إلا إلى جعل العملة الرقمية أكثر عرضة للمشاكل الأمنية. في المقابل، ستظل عملة البيتكوين العملة الآمنة الوحيدة، ليكون السيناريو الأكثر احتمالا هو أن تضاهي قيمة البيتكوين تقريبا مجموع كل العملات الرقمية.
رابعا
يتوقع كونتريراس خلال هذه السنة أن تراهن بعض البلدان على اتخاذ تدابير أكثر حمائية وتقييدا لتبادل البيتكوين، في حين تسعى بعض الدول الأخرى إلى المراهنة على تدابير أكثر تحررية. وفي الأشهر المقبلة، سنرى كيف ستستمر المنافسة بين البلدان لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وتجدر الإشارة إلى أن البلدان التي ستكون رائدة في تنظيم العملات الرقمية هي تلك المعروفة بالملاذات الضريبية، مثلما فعلت سنغافورة أو سويسرا، لأن هذه البلدان تدرك أن هذه التنظيمات ستعود بالفائدة على المواطنين، وستسمح لهم بجذب الاستثمارات المتعلقة بصناعة العملات الرقمية، لاسيما البيتكوين.
على النقيض، إن البلدان الأكثر ترددا في تنظيم العملات الرقمية هي تلك التي تسلط مزيدا من الرقابة على سكانها. وفي حالة الصين، من المتوقع أن تُتخذ المزيد من التدابير لوقف اعتماد البيتكوين، على غرار تلك التي تم تطبيقها سنة 2017. وسيكون السيناريو الأكثر احتمالا لهذا الحظر هو أن الصين لن تتمكن سوى من خفض نسبة الاعتماد على البيتكوين، ولن تقدر على وقفه تماما.
خامسا
من المحتمل أن تشهد هذه السنة اختراق العديد من منصات تبادل العملات الرقمية. وفي ظل ارتفاع سعر البيتكوين، سيزداد عدد الأفراد أو المنظمات التي تهدف إلى اختراق هذه المنصات، أو تلك التي تسعى إلى فرض رقابة على منصات البيتكوين. إلى جانب ذلك، من الملاحظ أن العديد من الأشخاص يدخلون في عالم البيتكوين دون أي دراية بكيفية تأمين عملاتهم بالشكل الصحيح.
وباعتباره نموذجا جديدا، فمن المتوقع أن يكون أصحاب هذه العملة الرقمية عرضة لخطر الاستيلاء. وبناء على ذلك، ينصح بضرورة الاستعلام بالشكل الصحيح قبل اتخاذ القرار والخوض في هذا العالم. وفي حال دخل الشخص إلى عالم العملات الرقمية، فمن المهم جدا أن يكون على دراية بكيفية حماية البيتكوين الخاصة به بشكل أكثر فعالية.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.