أشرف تايلور موناهان، المدير التنفيذي لشركة محفظة العملات المشفرة ماي كريبتو MyCrypto، على المنتدى الفرعي الخاص بالإيثريوم على موقع ريديت منذ عام 2016.

في ذلك العام، كان عدد المشتركين على منتدى ريدديت الخاص بالإيثريوم متجاوزاً لحاجز الـ 10 آلاف شخص بقليل، بحسب إحصائيات موقع SubRedditStats. هناك اليوم أكثر من 400 ألف مشترك على المنتدى، وهو مصنف ضمن المنتديات الستمئة الأكثر شعبية على ريدديت.

إلا أن المنتدى الذي بدا وكأنه لا يتطلب التزاماً كبيراً ولا يملك شعبية كبيرة، تحول إلى مسرح للخلاف (برغم هدوء التوتر في الأيام الأخيرة).

وبحسب تصريحات موناهون لكوين ديسك CoinDesk: “وقتها، لم يكن هناك كتيب إرشادات أو قواعد واضحة. كنّا نحن المشرفين نشبه بعضنا البعض. كنّا نعتنق الفلسفة نفسها بخصوص ما يجب وما لا يجب علينا فعله.. لم نكن نفكر كثيراً بالأمر وكنّا نزيل ما نعتبره محتوى عشوائياً وما إلى ذلك”.

وتضمنت واجبات الإشراف: الموافقة على المنشورات التي تم مسحها بالخطأ عن طريق المشرف الأوتوماتيكي، ومسح المنشورات التي تخالف قواعد المنتدى، والتشاور مع باقي أعضاء فريق الإشراف بشأن المنشورات التي تحتاج إلى أكثر من رأي شخص واحد، بالإضافة إلى مسئوليات أخرى هدفت، في مجملها، إلى وقف انتشار المحتوى الاحتيالي والعشوائي.

إلا أن طبيعة الأمر اختلفت، بحسب موناهان.

وقال موناهان لكوين ديسك: “أحد أكبر الاختلافات بين الأيام المبكرة للمنتدى وبين الوضع الحالي هو أننا كنا ننظر إلى الأمر باعتباره مهمة إدارية.. لم يعد المجتمع الأكبر ينظر إلى مهامنا باعتبارها كذلك وظني أن الخلافات والغضب نبعوا من هنا”.

وكان ما تعرض له المطور السابق للإيثريوم أفري شودن ومدير مؤسسة Web3Foundation راين زورار أحد أوجه “الخلافات والغضب” الذي أشار إليه موناهان. وتحت ضغط رغبة أعضاء المنتدى في إقالتهم من منصبهم كمشرفين عليه، فقد استقال كلاً منهما في الأسابيع الماضية.

ومؤخراً، فإن نيك جونسون، وهو مطور خدمة استضافة الإيثريوم إي إن إس ENS، استقال أيضاً. وبرر ذلك بضيق الوقت الذي لن يسمح له بـ “المشاركة الفعالة” و”سيادة جو من الشك المرضي، ونظريات المؤامرة والتعصب” على المنتدى.

وأبدى المشرفون العشرة المتبقين على المنتدى درجات مختلفة من القلق بشأن دورهم نظراً لأن مهامهم أصبحت أكثر عرضة للتدقيق من جانب الرأي العام عن ذي قبل.

وقال أحد مشرفي منتدى الإيثريوم، ويدعى “ليغي”، لكوين ديسك: “كلما زاد عدد المشتركين على المنتدى، كلما ارتفعت احتمالية ألا تلقى أفعالك إعجابهم، وقد يصل الأمر إلى عاصفة من الهجوم إن كرهوا ما فعلته بشدة”.

حل للمستقبل؟

من النادر أن تكون لمجتمعات الإنترنت مناعة ضد الجدل، وأعضاء منتدى الإيثريوم المتمحورين حول ريديت ليسوا استثناءاً لتلك القاعدة.

وفي الحالات التي يتفاقم فيها الموقف ويتم التشكيك في دور أحد المشرفين، فإن موناهان أصر على أن أفضل الحلول هو الاستقالة الطوعية، كما رأينا سابقاً.

وقال موناهان لكوين ديسك: “لا نرغب أبداً، كمجموعة من المشرفين، في أن يتم التصويت على إقالة أحدنا. هذا أمر شنيع. إن كان هناك الكثير من الجدل حول أحد المشرفين أو رغبة في تنحيته من منصبه، فبدلاً من وضع نظام للتصويت بشأن هذا القرار، فمن الممكن أن يتصدى المشرف لذلك بنفسه ويستقيل من منصبه”.

وهدأ ذلك بالفعل معظم الجدل المشتعل مؤخراً حول إدارة المنتدى الخاص بمجتمع الإيثريوم.

في تغريدة على موقع تويتر، اتهم أمين سليماني، المدير التنفيذي لمنصة المواد الإباحية سبانك تشين Spankchain، شودن بأنه يعمل في منصة منافسة للإيثريوم وتدعى دوثريوم Dothereum.

وبحسب تغريدة سليماني: “لا أستطيع إثبات أنه كتب الكود بنفسه حتّى الآن لأنه ليس متاحاً للعامة، لكنني علمت من مصادر موثوقة فيها بأنه مشارك فيه. ليس ثمة خطأ في أن يعمل أي شخص فيما يرغب فيه، لكن يجب أيضاً أن نستوعب أن الأشخاص الذين يهجرون الإيثريوم يملكون حوافز قوية لإيقاع الفرقة في مجتمعنا”.

وتفاقم الموقف بعد دعوة مستخدم يدعى “McDongger” لتنحية شودن كرد على اشتراكه في مشاريع بلوكتشين أخرى. وواجه زورار دعوات مشابهة للاستقالة نظراً لاشتراكه في تطوير منصة العمل التبادلي الخاصة بالبلوكتشين والذي بُنيت دوثريوم عليه.

وفي المنشور الخاص باستقالته، أشار زورار إلى أن: “الخط الفاصل بين العمل في الإيثريوم وبين العمل على مشاريع أخرى أصبح ضبابياً. ومع ذلك، ونتيجة رغبتي في إبقاء النقاش عن التكنولوجيا، فلندع فرصة الإشراف لأعضاء آخرين من المجتمع كي لا يأخذ هذا الموضوع حيزاً من النقاش”.

بالإضافة لذلك، فإن موناهان قدم مستنداً مكوناً من 3000 كلمة مؤسساً لقواعد خاصة بالمستخدمين والمشرفين على المنتدى. وبحسب المنشور، فإن ذلك المستند يهدف إلى “توفير جو من الشفافية فيما يتعلق بأداء مشرفي منتدى /r/ethereum وتحديد ما المتوقع منهم”.

وصرّح موناهان لكوين ديسك: “أحد طرق منع الصراع في المستقبل هو التأكد من أن الجميع متفاهمين ومتواصلين بشفافية وأن التوقعات متوافقة. إن أمكنك فعل ذلك فإني أعتقد أن معظم المشاكل، وليست فقط المتعلقة بالإشراف، يمكن حلها”.