كيف تقوم القوة الجماهيرية والحوافز بإعادة تعريف إدارة شبكات البلوكتشين

ينبغي أن تتوصل شبكات البلوكتشين إلى آلية إجماع: وكذلك المستخدمين الذين يستخدمونها. إذا لم يحدث ذلك، سوف تنقسم تلك الشبكات كما حدث مع شبكة البتكوين 47 مرة ويحتمل أن يحدث ذلك مجدداً. كانت حوكمة شبكات البلوكتشين مملة بشكل تقليدي، وقد تضمنت أنظمة تصويت بدائية مع معدل مشاركة منخفض. ولكن مع ظهور مشروعات مثل آراغون Aragon وكليروس Kleros، ارتفع معدل المشاركة المجتمعية مع وجود الحوافز المناسبة مما يؤدي إلى عملية صنع قرار أعدل وأكثر تمثيلاً.

البحث عن إدارة أفضل لشبكة البلوكتشين

تنطوي عملية صنع القرار في الديمقراطيات على العديد من المخاطر، فما الأمل في تحقيق التوافق في عالم العملات المشفرة الفوضوي والشرس؟ وبعد أن جذب التصويت الأخير الذي قامت به مشاريع مثل الميكر (MKR) وبروتوكول زيرو إكس (ZRX) أقل من 1 في المئة من الأصوات المتاحة في مجتمعاتهم من السهل أن نستنتج أن إدارة شبكات البلوكتشين تمثل جهوداً متخصصة في صناعة متخصصة تهم فقط أكثر المتحمسين للعملات المشفرة.

ولكن بعيداً عن الخيارات الثنائية التي تقدمها أنظمة التصويت على البلوكتشين/خارج البلوكتشين، هناك مجموعة قليلة من مشروعات العملات المشفرة التي تطور أنظمة أكثر تقدماً وتهتم بتسخير فكر الاستعانة بمصادر خارجية وتحفيز المشاركة. تعتبر مشروعات كليروس Kleros وإيثفاينكس Ethfinex ضمن تلك المشروعات. وقد تعاون مشروع تسوية المنازعات مع مشروع شركة بيتفاينكس Bitfinex القائم على بروتوكول ERC20 القياسي كم أجل وضع عملية للإدراج في منصات التداول تمتاز بالشفافية. يتمثل الهدف في إشراك المجتمع في الإشراف على قوائم التوكنات وإنشاء قائمة موثوق بها بمشروعات التوكن المشروعة.

من أجل تحقيق ذلك، أنشأ مشروع كليروس سجلاً منسقاً للتوكنات (TCR) يتم فيه إدخال فيه تفاصيل المشروع مثل الشعار والاسم والمؤشر وعنوان العقد. ثم تكون مسؤولية المستخدمين الآخرين أن يتحققوا من تلك البيانات. وإن اعتقدوا أن أيًا منها غير صحيح، فيمكنهم الطعن في الطلب، ويتم مكافأتهم مالياً إذا تم تبرير طعنهم. في أول أسبوعين من المخطط، كان هناك 18 طلبًا قدمتها فرق المشروع، وقد تم إيداع إجمالي 459 من عملة الإيثريوم (ETH)، بينما تم الطعن على ما يساوي 60 ألف دولار من توكن تحكيم كليروس PNK من قبل محلفين قدموا طعوناً على دقة السجل المنسق للتوكنات وتمت مكافأتهم بعد ما ثبت صحة الطعون. وفيما يتعلق بزيادة المشاركة المجتمعية، اتضح أن سياسة الجزرة تتفوق على العصا.

يعود تاريخ حوكمة شبكات البلوكتشين إلى وقت ظهور عملة البتكوين (BTC). تستخدم العملة المشفرة اللامركزية إلى حد كبير آليات تصويت بدائية، مثل مقترح تطوير البتكوين رقم 34 الذي يقيس دعم التعدين كما يوضحه رقم الإصدار الأعلى الذي يظهر في هيدر البلوكات. وقد استخدم ذلك تاريخياً للإشارة إلى الموافقة على عمليات السوفت فورك وتغييرات أخرى في البروتوكولات. وقد وضعت مشروعات العملات المشفرة اللاحقة هياكل إدارة أكثر رسمية.

وتُشغل عملة الداش (DASH) منظمة لامركزية مستقلة (DAO) تتيح لمشغلي العقد الشاملة nodes التصويت على كيفية صرف ميزانية المجتمع التي تمثل 10% من مكافآت البلوكات. هذا وقد تمت محاكاة هذا النموذج من قبل عدة مشروعات أخرى بما في ذلك مشروعات هورايزن Horizen وديكريد Decred، والتي نفذت نظام تصويت يعتمد على حاملي التذاكر، إذ يحصل المستخدمون الذين يودعون أموالهم بواسطة قفل زمني على تذاكر صالحة للتصويت عبر الشبكة وخارج الشبكة أيضاً.

الإيثار، وأغورا وآراغون

لازالت حوكمة شبكات البلوكتشين ممكنة بدون حوافز مالية ولكن مستوى المشاركة المجتمعية يتقلص بشكل كبير. حتى يشارك المستخدمون ينبغي أن يهتموا بالمشروع بشكل كبير أو أن يجدوا حافزاً قوياً يدفعهم للاشتراك. وبينما فضلت مشروعات كليروس وإيثفاينكس الأسلوب الأخير وطورت نظاماً يكافئ السلوك الأخلاقي والتحكيم العادل، وجدت المشروعات ذات المجتمعات المتحمسة أن الحوافز الجوهرية تمثل كل ما يتطلبه الأمر. يتيح تطبيق أغورا اللامركزي الخاص بشركة ديسنترالاند Decentraland لحاملي توكنات المانا (MANA) التصويت على أمور مهمة من خلال بضع نقرات زر. وقد استخدم ذلك للإجابة على أسئلة مثل “هل ينبغي زيادة حجم توكنات اللاند (LAND)؟” و”متى ينبغي عقد مزاد توكنات اللاند التالي؟”.

ومع تطور الأنظمة الاقتصادية للعملات المشفرة، سوف تنخفض الحاجة لأشكال الحوكمة البدائية. تعمل بالفعل الشبكات القائمة على المنظمات اللامركزية المستقلة مثل أراغون على تطوير تلك الأنظمة. وفي الوقت الحالي، أظهرت المشروعات المتنوعة مثل ديسنترالاند وكليروس وديكريد وإيثفاينكس أن هناك سبل متعددة لتنفيذ حوكمة شبكات البلوكتشين.