في يوم 10 مايو/أيار، أصدر تشانغ بينغ زاو، المدير التنفيذي لأكبر منصات العالم لتداول العملات المشفرة بينانس تحديثاً بشأن الواقعة الأمنية التي خسرت فيها الشركة 7000 عملة بتكوين (BTC).
بدأت شركة بينانس في تطوير إجراءاتها وممارساتها الأمنية عقب الاختراق الكبير الذي تضمن توظيف أدوات وطرق متقدمة لسرقة عملات مشفرة بقيمة 44 مليون دولار من منصتها.
صرح زاو قائلاً: “ليتأكد الجميع أن فريقنا يحرز تقدماً. فنحن نستغل هذه الفرصة لإحداث تطوير واضح لبعض إجراءاتنا وأساليبنا وممارساتنا. وإذ نهدف إلى استكمال عمليات الإيداع والسحب بأسرع وقت ممكن، ستتم بعض التغييرات خلال هذا الأسبوع بينما سنجري تغييرات أخرى كثيرة فيما بعد”.
أكد زاو على نية بينانس للتعاون مع منصات التداول الكبرى وشركات تحليل البلوكتشين لتتبع حركة الأموال المسروقة ومحاولة تجميدها بمجرد اكتشافها على إحدى منصات تداول العملات المشفرة.
ولكن هل يمكن تتبع عملات البتكوين المفقودة؟
زاد عدد شركاء بينانس من شركات تحليل البلوكتشين إلى ثلاث شركات إذ تعاقدت مع شركة إليبتيك Elliptic هذا الشهر لتحسين الجهود المبذولة في المطابقة والإجراءات الأمنية،، وبهذا، تصبح بينانس صاحبة العدد الأكبر من الشركاء بين منصات تداول العملات المشفرة.
توظف شركات مثل إليبتيك وسايفر ترايس CipherTrace شبكات البلوكتشين العامة للعملات المشفرة مثل شبكة البتكوين لتتبع المعاملات والأموال التي يشتبه في ارتباطها بأعمال إجرامية.
إذا حول المخترقون تلك العملات المسروقة على منصة تداول أخرى بهدف تحويلها في النهاية إلى عملات رسمية أو عملات مشفرة أخرى، سيصبح من الممكن لشركات تحليل البلوكتشين أن تتتبّع هذه المعاملات وتعمل مع منصات التداول لإيقافها بهدف استرجاع الأموال.
قال زاو إن بينانس تعمل مع العديد من فرق الأمن المعلوماتي بهدف تتبع المخترقين والأموال المسروقة، وتعمل المنصة أيضاً مع المنصات الأخرى لتجميد هذه الأموال. إذ صرح قائلاً:
“نعمل مع ما يقارب الإثنا عشر فريقاً من رواد الأمن المعلوماتي في مجتمع العملة المشفرة لمساعدتنا على تحسين مستوى الأمن لدينا والعثور على المخترقين. كثير من شركات تحليل البلوكتشين تساعدنا بجدية على تتبع الأموال المسروقة، بينما نعمل نحن على التعاون مع الكثير من منصات التداول للتأكيد على تجميد الأموال بمجرد استلامها لدى تلك المنصات. فالأمر أصبح أشبه بتحالفٍ الآن، ولدينا بعض الأفكار المفيدة التي ستساعدنا في حربنا على هذه الجبهة بعد أن نتجاوز هذه الحادثة”.
بحسب ما نقلت وكالة رويترز Reuters، فإن الأموال المسروقة من بينانس بدأت في الحركة، ويقال إن السبعة آلاف عملة تُدار الآن عبر سبعة عناوين مختلفة.
أكدت شركة تحليل البلوكتشين كوينفيرم Coinfirm والتي يقع مقرها في لندن على أن هوية وموقع المخترقين سيظلان مجهولين على أغلب الظن طالما لم يحاولوا تحويل عملات البتكوين المسروقة إلى نقود.
عبر الكثير من فرق وخبراء الأمن في مجال العملات المشفرة عن استعدادهم لمساعدة بينانس في استعادة أموالها. كان جون مكافي صاحب برمجية الأمن المعلوماتي الشهيرة مكافي McAfee من بين هؤلاء الذين عرضوا المساعدة على بينانس.
ونقل موقع سي سي إن CNN سابقاً عن منصة بينانس أنها سوف تغطي هذه الخسائر عن طريق صناديق الشركة، وبشكل أساسي، فإنها ستسعين بالصندوق الآمن لأصول المستخدمين (SAFU)، وهو صندوق تأميني أسسته الشركة في العام الماضي.
هل ستعمل هذه الحادثة على تقوية المنصة في المدى البعيد؟
وصرح زاو بأنه الرغم من التأثير السلبي لهذا الاختراق الأمني على المدى القصير، إلا أنه من الممكن أن تعمل هذه الحادثة على تقويتنا في المدى البعيد. إذ قال: “سنستمر في الحرب بالنيابة عن المجتمع كله ضد المخترقين وأصحاب النوايا السيئة. وهذه الحادثة، بينما هي تدمرنا الآن، إلا أنه في حقيقة الأمر ستجعلنا أقوى وأكثر أماناً على المدى البعيد”
.
في الواقع، قد تدق هذه الحادثة أجراس الخطر للعديد من المنصات، مما سيجعلها تعمل على تحصين بنيتها التحتية واتخاذ الإجراءات التأمينية اللازمة لحماية نفسها ضد حادث اختراق مثل هذا.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.