تُعتبر سوق العملات المشفرة شديدة التقلب، ما يمكن أن يفيد المستثمرين والمتداولين أو يضرهم. إذ يؤدي التقلب إلى خلق فرص لجني الأرباح، لكنه قد يؤدي إلى الخسائر أيضاً. ومع ذلك، يمكن أن يُفيد اتباع استراتيجيات الدخل السلبي في تعويض هذه الخسائر.

حيث توفر استراتيجيات الدخل السلبي فرصةً للمستثمرين والمتداولين من أجل كسب الأرباح، حتى وسط ظروف السوق الصعبة مثل الأسواق الهبوطية. ويمكن القول إن كسب دخلٍ سلبي بالعملات المشفرة يمنح مستثمري الإيثريوم (ETH)، أو غيرها من العملات المشفرة، وسيلةً لتغطية انهيارات السوق وحالات الهبوط، بحسب موقع Coin Telegraph الأمريكي.

ولا شك أن الاحتفاظ بالصفقات (Hodling) كان يمثل الوسيلة الأساسية لكسب الفائدة على أصول المرء المشفرة في السابق. لكن ظهور بروتوكولات التمويل اللامركزي DeFi منحنا العديد من الطرق لكسب الفائدة على الإيثريوم وبروتوكولات التمويل اللامركزي. ويقدم لك المقال التالي دليلاً سيُرشد المبتدئين والمطلعين إلى كيفية كسب المال باستخدام عملة الإيثريوم.

ما هي شبكة الإيثريوم Ethereum وكيف تعمل؟

الإيثريوم هي عبارة عن شبكة بلوكتشين لامركزية تعمل بالعقود الذكية، التي هي بمثابة تطبيقات تعمل وفقاً لبرمجتها فقط دون إمكانية التلاعب أو تدخل طرف ثالث. بينما تسمح عملة الشبكة الأصلية، الإيثريوم (ETH)، للمستخدمين بتنفيذ العديد من الوظائف على الشبكة. وتشمل قائمة الوظائف إجراء المعاملات، والمحاصصة، والتداول، وتخزين الرموز غير القابلة للاستبدال NFT، والألعاب، وأكثر.

وتُستخدم شبكة الإيثريوم كذلك لبناء التطبيقات اللامركزية DApps، وهي عبارة عن برمجيات مفتوحة المصدر على البلوكتشين. ويستطيع أي شخص يتحلى بالمهارة والخبرة الكافية أن يبني تطبيقات لامركزية على شبكة الإيثريوم، ما يجعلها واحدةً من أشهر المنصات بين المطورين.

وكانت شبكة الإيثريوم تعتمد على خوارزمية إجماع إثبات العمل PoW من قبل، والتي تُكافئ المعدنين على تأدية مهام التحقق من كتل المعاملات. لكن الشبكة تحوّلت رسمياً إلى خوارزمية إجماع إثبات الحصة PoS في 15 سبتمبر/أيلول عام 2022.

وجاء هذا التحول التاريخي تحت مُسمى عملية الاندماج، التي تُعتبر الخطوة الأولى من خارطة الطريق متعددة السنوات لتوسيع الشبكة على حد وصف مؤسس الإيثريوم، فيتاليك بوتيرين. وجرى الانتقال إلى نظام إثبات الحصة بهدف زيادة قابلية الإيثريوم للتوسع، مع رفع كفاءة الشبكة في استهلاك الطاقة من خلال القضاء على الحاجة لمعدنين يستهلكون كميات كبيرة من الكهرباء لتأمين الشبكة.

كيف تكسب دخلاً سلبياً بالعملات المشفرة من الإيثريوم؟

إليك بعض الطرق المعروفة لكسب دخل سلبي من عملة الإيثريوم:

المحاصصة

المحاصصة هي عملية احتجاز أموال الشخص على شبكة بلوكتشين بنظام إثبات الحصة (مثل الإيثريوم) من أجل المساعدة في التحقق من المعاملات وكسب العائدات. وعندما يُحاصص المستخدم عملات الإيثريوم الخاصة به، فهو يراهن بنفسه حرفياً للمساعدة في تأمين الشبكة. ولهذا يحصل أصحاب الحصص على عائدات نظير مجهودهم في صورة عملات إيثريوم أو غيرها من التوكنات.

وتُعتبر محاصصة الإيثريوم طريقةً شائعة لكسب دخلٍ سلبي من العملات المشفرة، رغم أنها قد تكون باهظة الثمن بالنسبة للمستثمرين الهواة. حيث إن نسخة إثبات الحصة الجديدة من الإيثريوم تتطلب 32 إيثريوم (نحو 50 ألف دولار) على الأقل لتشغيل عقدة تحقُّق والمشاركة في المحاصصة.

وبعيداً عن المحاصصة المباشرة، يمكن للمرء استخدام مزودي الخدمات مثل ستيك وايز StakeWise أو ليدو Lido. وتقدم هذه التطبيقات اللامركزية خدمات محاصصة الإيثريوم دون الحاجة إلى تشغيل عقدةٍ كاملة، ما يسمح للمشاركين في الشبكة بمحاصصة كميات صغيرة من العملات. وتتقاضى تلك الخدمات بعض الرسوم على العائدات عادةً، وتصل إلى 10% في بعض الحالات، ما يُقلل أرباح المستثمر، لكنه يوفر عليه عناء استثمار 32 إيثريوم مقدماً.

الاحتفاظ بالصفقات

يُعتبر مصطلح الاحتفاظ بالصفقات من المصطلحات العامية في مجال التشفير، ويُستخدم لوصف الأشخاص الذين يحتفظون بحيازاتهم من العملات المشفرة لفترةٍ طويل بغرض الاستثمار. وعندما يحتفظ مستثمر الإيثريوم بصفقاته، فهو يراهن على أن سعر العملة سيرتفع في المستقبل ويسمح له ببيعها لتحقيق الربح. ولا شك أن هذه الطريقة تُعد من أبسط وأشهر طرق كسب الدخل السلبي من العملات المشفرة. ولا تقدم هذه الاستراتيجية أية عائدات فورية أو مضمونة، لكنها قد تكون مربحةً على المدى الطويل في حال زيادة سعر الإيثريوم فعلياً. ولهذا شهدت عملة الإيثريوم نمواً هائلاً منذ إطلاقها، وأصبحت من أكبر العملات المشفرة في العالم حالياً. ما يعني أن هناك فرصة جيدة لاستمرار زيادة سعرها مستقبلاً.

لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن أسعار العملات المشفرة شديدة التقلب، وتتبدل من حالٍ إلى حال بسرعة. ما يعني أن فرصة الخسارة ستظل قائمةً أثناء الاحتفاظ بصفقات العملات المشفرة، ولهذا لا يجب أن يخاطر المستثمر بمبلغٍ لا يمكنه تحمُّل خسارته.

التداول الآلي

يستطيع المستخدمون كسب دخلٍ سلبي من استثمارات الإيثريوم عن طريق استخدام بوت متخصص في التداول الآلي للعملة. ويُمكن وصف بوتات التداول الآلي بأنها برامج تستخدم خوارزميات مبرمجة مسبقاً لشراء وبيع العملات المشفرة على منصات التداول على مدار اليوم وطوال أيام الأسبوع.

ويمكن إعداد هذه البوتات لتنفيذ العمليات تلقائياً عند ظروف سوق محددة، مثل تغير السعر أو حجم التداول. وتُعتبر منصات كوينرول Coinrule وبيتسغاب Bitsgap من أمثلة برمجيات التداول الآلي التي تسمح للمستخدمين بإعداد قواعد التداول، سواء بالاعتماد على القوالب المعدة مسبقاً أو بتخصيصها بناءً على تفضيلات المخاطرة.

ويستطيع التداول الآلي الناجح أن يوفر تدفقات أرباح ثابتة، لكنه ينطوي على بعض المخاطر أيضاً. إذ إن الخوارزميات ليست مثالية وترتكب الأخطاء أحياناً، مثل البيع المبكر أو الشراء المتأخر.

علاوةً على أن سوق العملات المشفرة شديدة التقلب، وربما تتعرض لتغييرات مفاجئة خارجة عن توقعات البوتات. ولهذا يجب أن يراقب المستثمر أنشطة التداول الآلي عن قرب لتجنب أية خسائر ضخمة.

الإقراض

يعتبر الإقراض من الطرق الشائعة التي يستخدمها المستثمرون لكسب دخل سلبي من استثمارات الإيثريوم. إذ يجنون الأرباح بإقراض عملاتهم المشفرة للمقترضين بسعر فائدة مرتفع. ويحدث ذلك عبر منصات الإقراض المركزية أو اللامركزية.

ولا يحتاج المستخدم للقلق حيال مشكلات فنية مثل الأمان، أو تخزين البيانات، أو استخدام عرض النطاق، أو التصديق على المنصات المركزية. حيث تتكفل تلك المنصات بإدارة كافة التفاصيل الفنية، وتمنح المستثمرين إمكانية تحسين عائدات أصولهم.

وتقدم المنصات المركزية معدلات فائدة أعلى من المنصات اللامركزية عادة. لكن العيب الوحيد يكمن في أن المنصات المركزية تكون أكثر عرضةً لعمليات الاختراق والوصول إلى البيانات.

وعلى الناحية الأخرى، تسمح منصات الإقراض اللامركزية للمستخدمين أن يتمتعوا بمعدلات أمان وشفافية وتخصيص أعلى، ما يُتيح للمستثمرين ذوي الخبرة أن يُعدّلوا إعداداتهم لتعظيم أرباحهم. لكن عيب هذه المنصات يكمن في أن استخدامها أكثر تعقيداً، ويحتاج لمستويات عالية من الخبرة الفنية. فضلاً عن أن معدلات الفائدة تكون أقل على المنصات اللامركزية عادةً.

تعدين السيولة

يُعَد تعدين السيولة أو زراعة العائد من بدائل كسب الدخل السلبي على عملة الإيثريوم. ويستطيع المستخدم هنا إقراض عملاته بالإيثريوم أو غيرها من الأصول إلى تجمعات السيولة على المنصات اللامركزية مثل ييرن فينانس Yearn.finance، وسوشي سواب SushiSwap، ويونيسواب Uniswap لكسب العائدات.

وتقدم العديد من منصات زراعة العائد القدرة على تبديل التوكنات بغيرها داخل تجمع السيولة. ويدفع المتداولون رسوماً عند تداول العملات المشفرة، ويجري تقسيم هذا العائد بين مزارعي العائد الذين ساهموا في سيولة ذلك التجمع. ويعتمد حجم العائد على نسبة المساهم من السيولة الإجمالية للتجمع.

وتُمثل زراعة العائد طريقةً رائعة لكسب الدخل السلبي، لكن يجب أن نتذكر كونها ممارسةً حديثة العهد نسبياً، ولهذا فهي لا تزال عرضةً للتغيير. علاوةً على أنها من الاستثمارات المخاطرة، لأن سعر الأصل الأساسي يمكن أن يتقلب بسرعة، ما قد يؤدي إلى الخسائر.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.