هل شبكات البلوكتشين قابلة للتوسع؟ يعتبر هذا السؤال محورياً، ويمثل تحدياً لصناعة البلوكتشين. أصبحت شبكات البلوكتشين الكبرى تعاني من زيادة الازدحام على الشبكة مع نمو التبني العالمي. ونتيجةً لذلك، أصبح المستخدمون يدفعون رسوماً أعلى ويضطرون للانتظار فترات أطول من أجل معالجة المعاملات. وليس هذا أمراً جيداً.

ولحسن الحظ أن مطوري البلوكتشين يتعاملون مع هذه المشكلة بشكلٍ مباشر. وظهر مؤخراً حلان واعدان هما شبكات أفالانش الفرعية وشبكات بوليغون الفوقية. وتُتيح كلاهما للمطورين من طرف ثالث إنشاء وتشغيل شبكات بلوكتشين فريدة ومخصصة على أعلى مستوى، لتعمل داخل النظام الإيكولوجي الأكبر.

وتساعد هذه الشبكات الفرعية في توسّع النظام الإيكولوجي الأكبر بالطبع. وإذا كانت شبكات بلوكتشين أفالانش Avalanche والإيثريوم Ethereum بمثابة طرق سريعة رئيسية تمر عبر مدن شديدة الازدحام، فستمثل الشبكات الفرعية والفوقية الآن سلسلةً من الطرق السريعة المتصلة والموازية. وتساعد الشبكات الجديدة في تخفيف الازدحام عن الطرق السريعة الرئيسية، ما يزيد بالتبعية من الكفاءة والحيوية الاقتصادية للمدن.

وتخبرنا العديد من المؤشرات بوجود طلب على الشبكات الفرعية والفوقية. إذ خصصت مؤسسة أفالانش في مارس/آذار مبلغ 290 مليون دولار لتطوير الشبكات الفرعية. ثم وعد فريق المطورين الأساسي لبوليغون Polygon بتخصيص 100 مليون دولار لدعم الشبكات الفوقية في أبريل/نيسان. واندلعت مبارزة كلامية عبر الإنترنت بين مطوري أفالانش وبوليغون حول مزايا كل منصة. لهذا فمن الواضح أن السوق بحاجة لحلول التوسع من هذا النوع، وأن هناك مساحة لجني المال هنا.

وستحصل في السطور الآتية على المعلومات التالية:

  1. نظرة عامة على أفالانش، وبوليغون، والشبكات الفرعية، والشبكات الفوقية.
  2. مقارنة تُظهر بعض أوجه الشبه والاختلاف الواضحة.
  3. استنتاجات واسعة النطاق حول المشروعين.

ولنبدأ الآن!

أفالانش.. نظرة عامة

أفالانش هي عبارة عن بروتوكول بلوكتشين لامركزية من الطبقة الأولى، وتعمل بنظام إثبات الحصة. وتتمتع أفالانش بشبكة بلوكتشين في طبقة القاعدة، ويُطلق عليها اسم الشبكة الأساسية. وتتألف الشبكة الأساسية من نموذج إجماع فريد، وتوكن أفالانش (AVAX) الأصلي، و3 سلاسل بلوكتشين رئيسية.

وتُعرف السلاسل الرئيسية الثلاث باسم سلسلة التداول Exchange Chain، وسلسلة العقود Contract Chain، وسلسلة المنصة Platform Chain. وتُتيح سلسلة التداول إنشاء وتبادل الأصول بين المستخدمين. بينما تُسهل سلسلة العقود إنشاء وتنفيذ تطبيقات التوكنات غير القابلة للاستبدال NFT، والتمويل اللامركزي DeFi، وغيرها من التطبيقات اللامركزية القائمة على العقود الذكية. بينما تعمل سلسلة المنصة على التنسيق بين مدققي أفالانش، وتسمح بإنشاء وإدارة الشبكات الفرعية.

avalanche

شبكات أفالانش الفرعية.. مقدمة

تتضمن معمارية سلسلة المنصة بنيةً تحتية تسمح لمطوري الطرف الثالث بتنفيذ وإطلاق شبكاتهم الفرعية المستقلة الخاصة. وتتألف هذه الشبكات الفرعية من شبكات بلوكتشين أنشأها طرف ثالث واحد أو أكثر، ويمكنها العمل بدرجةٍ عالية للغاية من الاستقلال والتخصيص المستقل فيما يتعلق بالتوكنات والقواعد.

ويقول جابرييل كاردونا، من شبكة أفالانش، إن الشبكات الفرعية تسمح للمطورين بـ”إنشاء شبكة مصنوعة خصيصاً، بآلات افتراضية مخصصة، ومجموعات قواعد معقدة للمدققين”. ويتمتع مطورو الشبكات الفرعية باستقلالية مكثفة عند اختيار مدققيهم، وحوافز المدققين، ورسوم الشبكة، والآلات الافتراضية. والأهم من ذلك أن درجة الاستقلالية الكبيرة تأتي مصحوبةً بحاجةٍ أكبر للكفاءة التطويرية والتشغيلية.

وإليكم بعض التفاصيل الإضافية المتعلقة بالمنظور الكلي لنظام الشبكات الفرعية:

  • يجب أن تستضيف كل شبكة فرعية سلسلة بلوكتشين واحدة على الأقل، (لكنها تستطيع استضافة أكثر من واحدة).
  • يجري التحقق من كل سلسلة بواسطة الشبكة الفرعية التي تستضيفها.
  • ويمكن للمدققين أن يكونوا أعضاءً في عدة شبكات فرعية.

وبهذا يمكن تصوير نظام أفالانش وشبكاته الفرعية بالكامل على النحو التالي:

avalanche subnets explained

يؤكد كل ما سبق على الفكرة القائلة إن أفالانش هي شبكة من الشبكات دائمة التوسع. ويُشير هذا المفهوم إلى أن الشبكات الفرعية تسمح لأفالانش بالتوسع أفقياً، الأمر الذي يُعد مكوناً ضرورياً لتقنية البلوكتشين إذا كانت ترغب في تحقيق التبني العالمي.

بوليغون.. نظرة عامة

أفالانش هي عبارة عن بروتوكول بلوكتشين لامركزي من الطبقة الثانية على شبكة الإيثريوم، وتعمل بنظام إثبات الحصة. وينطوي الغرض الأساسي من بوليغون على تعزيز شبكة الإيثريوم من خلال خفض رسوم الشبكة الأخيرة، وزيادة ناتج المعاملات. وتُعتبر بوليغون أحد حلول التوسع القائمة والناجحة للإيثريوم. وحققت بوليغون هدفها بخفض رسوم الشبكة وزيادة إنتاج المعاملات على الإيثريوم، من خلال معالجة المعاملات سريعاً على سلسلة بوليغون ثم نقل بيانات المعاملات الاصطناعية إلى سلسلة الإيثريوم في كتلة واحدة. وتعتمد بوليغون على توكن أصلي هو بوليغون (MATIC). وتستطيع بوليغون معالجة نحو 65 ألف معاملة في الثانية.

وتتمتع بوليغون أيضاً بعدة مطورين تُدعى بوليغون إيدج Polygon Edge. وتعد بوليغون إيدج عبارة عن مجموعة أدوات بلوكتشين تسمح لمطوري الطرف الثالث ببناء وتشغيل سلاسل بلوكتشين خاصة، وقابلة للتخصيص، ومتوافقة مع الإيثريوم. كما تسمح بوليغون إيدج للمجموعات الأخرى بتطوير سلاسل بلوكتشين من الطبقة الثانية على شبكة الإيثريوم، مع الاتصال ببوليغون في الوقت ذاته. وسنلاحظ لاحقاً نقطةً مهمة لسلاسل البلوكتشين المُطورة من طرف ثالث، وهي أن عملية التحقق يجري تنظيمها ذاتياً (مثل شبكات أفالانش الفرعية). ما يعني أن مطوري الطرف الثالث يتحملون مسؤولية جمع المدققين لتأمين سلسلة البلوكتشين الخاصة بهم.

وبهذا يمكن تصور الإيثريوم، وبوليغون، والسلاسل الجديدة التي جرى إنشاؤها باستخدام بوليغون إيدج على النحو التالي:

polygon supernets

وتسمح بوليغون إيدج بالتوسع الأفقي داخل نظام الإيثريوم، لكن المطورين أعربوا عن صعوبة تنسيق المدققين المستقلين للسلاسل الجديدة مع بلوكتشين الإيثريوم. وتؤدي مشكلة التنسيق بين السلاسل الجديد وبين الإيثريوم إلى ازدحام الشبكة وتعريض أمنها للخطر. ولهذا السبب اتجه فريق بوليغون إلى تطوير شبكات بوليغون الفوقية.

شبكات بوليغون الفوقية.. مقدمة

تمثل شبكات بوليغون الفوقية مجموعة أدوات برمجية (مدعومة من بوليغون إيدج) تسمح لمطوري الطرف الثالث ببناء شبكات بلوكتشين مخصصة ومتوافقة مع الإيثريوم. فكيف تختلف الشبكات الفوقية عن سلاسل البلوكتشين المطورة عبر بوليغون إيدج؟

يستطيع مطورو الطرف الثالث الاستعانة بمصادر خارجية فيما يتعلق بالمدققين مع شبكات بوليغون الفوقية. إذ يمكنهم الاستفادة بخدمات 100 مدقق محترف يخدمون نظام بوليغون الإيكولوجي بالفعل. وبالتالي لن يضطر مطورو الطرف الثالث لتنظيم احتياجات التحقق ذاتياً. وتحتاج العُقد إلى محاصصة 20 ألف بوليغون على الأقل في بلوكتشين الإيثريوم، من أجل تنفيذ عمليات التحقق على بوليغون. وتستفيد شبكات بوليغون الفوقية من هؤلاء المدققين. وبمجرد اتصال الشبكة الفوقية الجديدة بالإنترنت، يجري استيعابها داخل شبكة المدققين القائمة، ثم اختيار مدققين بعينهم تلقائياً لخدمتها.

ويبدو أن تصميم سير العمل الخاص بالشبكات الفوقية يقدم بعض المزايا لمطوري الطرف الثالث. وأولها التخلص من صداع الحاجة إلى جمع وتنسيق المدققين للسلسلة الجديدة على بوليغون. إذ يبني مطورو الطرف الثالث شبكتهم الفوقية، ليبدأوا الاستفادة بعدها من خدمات 100 مدقق على بوليغون. وثانيها تصريحات فريق بوليغون بأن مطوري الطرف الثالث يتمتعون بوصول لمجموعة أوسع من أدوات الدعم في هذه العملية.

شبكات أفالانش الفرعية مقابل شبكات بوليغون الفوقية

من المؤكد أنك لاحظت الآن التشابه بين شبكات أفالانش الفرعية وشبكات بوليغون الفوقية على مستوى المفهوم. إذ تؤدي كل منصة منهما في الأساس دور حل التوسع الأفقي لشبكة البلوكتشين الكبيرة الخاصة بها. وتقدم كلاهما منصات برمجية لمطوري الطرف الثالث من أجل إنشاء شبكات بلوكتشين مستقلة تستقر داخل النظام الإيكولوجي الأكبر. ومع ذلك يكشف تحليل المشروعين عن امتلاك الفرق المطورة لآراء فلسفية متعارضة بعض الشيء على مستويين رئيسيين، فضلاً عن وجود تساؤل رئيسي يبدو بديهياً.

وجهات النظر الفلسفية المتعارضة بين أفالانش وبوليغون

سنتحدث عن وجهات النظر الفلسفية المذكورة بصورةٍ أوسع لاحقاً، لكن تذكر الآتي أولاً:

  1. يبدو أن نموذج شبكة أفالانش الفرعية يُعطي الأولوية للامركزية وتنافس السوق الحرة، بينما تتبع شبكة بوليغون الفوقية نهجاً جماعياً بتخطيط أكثر مركزية.
  2. يبدو أن نموذج شبكة أفالانش الفرعية يضحي بسهولة الاستخدام من أجل ترك مساحة أكبر لتخصيص المطورين والأمان. بينما تفعل بوليغون العكس. إذ تضحي بتخصيص المطورين والأمان في مقابل سهولة التشغيل وتقديم أدوات دعم أكبر للمطورين.

التساؤل الرئيسي

هل يمكن أن تكون بوليغون قد تعلمت من إيدج درساً قاسياً لم تتعلمه أفالانش بعد من شبكاتها الفرعية؟

إذ أُنشِئت شبكات بوليغون الفوقية لأن المطورين واجهوا تحديات في تنظيم المدققين ذاتياً عند استخدام بوليغون إيدج. لكن شبكات أفالانش الفرعية هي المسؤولة عن التنظيم الذاتي لمدققيها! فهل سيواجه مطورو أفالانش المشكلات نفسها التي واجهت المطورين مع بوليغون إيدج؟ ليست الإجابة واضحةً هنا، ويرجع السبب إلى الاختلاف التقني بين أفالانش والإيثريوم من مختلف الجهات.

أربع أوجه للتشابه بين الشبكات الفرعية (أفالانش) والشبكات الفوقية (بوليغون)

  1.  اقتصاديات التوكنات

يسمح النوعان بإنشاء وتخصيص توكنات فريدة من نوعها، مع اقتصاديات توكنات خاصة داخل كل شبكة بعينها.

  1.  إلزام المدققين بالمحاصصة على السلسلة الرئيسية والتحقق منها

يُلزم النوعان المدققين بمحاصصة كميات محددة مسبقاً من عملات أفالانش أو بوليغون على السلاسل الرئيسية. ويجب أن يساعد مدققو النظامين في التحقق من السلاسل الرئيسية، حتى يتمكنوا من المشاركة في التحقق على السلاسل الأصغر.

  1.  عدد مشروعات الطرف الثالث

يتمتع النوعان بعددٍ متقارب من المشروعات التي جرى إطلاقها. إذ يصل الرقم إلى 23 على أفالانش، مقابل 35 على بوليغون.

  1.  حسم المعاملات

يستطيع النظامان حسم المعاملة في ثانيتين تقريباً.

Subnet vs supernet

9 أوجه للاختلاف بين الشبكات الفرعية (أفالانش) والشبكات الفوقية (بوليغون)

  1.  تصميم بروتوكول الإجماع

تعتمد شبكات أفالانش الفرعية على نسخة إجماع بإثبات الحصة، تُدعى بروتوكول سنومان للإجماع Snowman Consensus Protocol. ويستخدم البروتوكول ببساطة خوارزميةً تأخذ عينات جزئية من العُقد بشكلٍ عشوائي ومتكرر حتى يتحقق الإجماع. ويتحقق الإجماع بمجرد بلوغ النصاب القانوني ووصول العقد إلى نطاق ثقة مرتفع لإثبات التوافق. ويصرح فريق أفالانش بأن تصميم البروتوكول المذكور يسمح بالتوسع اللانهائي تقريباً، لأن البروتوكول يستخدم نطاقات الثقة والاحتمالات الرياضية.

بينما تستخدم شبكات بوليغون الفوقية بروتوكول إجماع يحمل اسم “التسامح مع معضلة الجنرالات البيزنطيين” أو Istanbul Byzantine Fault Tolerance. ويمنح هذا النموذج لـ100 عقدة، قامت بمحاصصة 20 ألف بوليغون على الأقل في بلوكتشين الإيثريوم، حصةً من مسؤوليات التحقق على كل شبكة فوقية. ما يعني أن الشبكات الفوقية تتمتع بنظامٍ أمني مشترك يجمع بينها.

  1.  اللامركزية وتنافس السوق الحرة مقابل التخطيط المركزي والمشاعية

تبدو شبكات أفالانش الفرعية أكثر لامركزية بفضل النظام الإيكولوجي الذي يستضيف قرابة الـ1,300 مدقق. وبمجرد محاصصة 2,000 عملة أفالانش على السلسلة الأساسية (أي نحو 43 ألف دولار بأسعار اليوم)، يحصل المدققون على حرية اختيار الشبكات الفرعية التي يريدون التحقق من بياناتها. ما يعني أن على الشبكات الفرعية الدخول في منافسة سوقية من أجل تحفيز المدققين على الانضمام إلى شبكاتهم (لكن مدققي أفالانش يمكنهم الانضمام إلى عدة شبكات فرعية، ولهذا لم يتضح بعد مدى حدة هذه المنافسة).

بينما يبدو أن شبكات بوليغون الفوقية أقل لامركزية، نظراً لتشارك 100 مدقق فقط في مسؤوليات معالجة المعاملات لجميع الشبكات الفوقية داخل نظام بوليغون الإيكولوجي. وبمجرد اتصال الشبكة الفرعية بالإنترنت، يعمل النظام على تكليف عدة مدققين من أصل 100 مدقق بمتابعتها تلقائياً. ومن هذا المنطلق، سنجد أن بوليغون مخططةٌ بمركزيةٍ أكبر، وأسلوب أكثر تعاونية وتشاركية. ويتعين على مدققي بوليغون الآن محاصصة 20 ألف عملة بوليغون على الأقل (أي ما يعادل 16 ألف دولار اليوم).

  1.  التخصيص التطويري والأمان مقابل سهولة الاستخدام

تُولي شبكات أفالانش الفرعية اهتمامها للتخصيص التطويري والأمان، أكثر من سهولة الاستخدام. ويمكن لمطوري الطرف الثالث في أفالانش أن يصلوا إلى مجموعةٍ كبيرة ومتنوعة من المدققين. ويتمتعون كذلك بتحكمٍ كامل في متطلبات التحقق ومعاييره. ما يجعل التطوير على أفالانش أكثر تخصيصاً وأماناً، لكنه أقل سهولة بالطبع.

فيما تعطي شبكات بوليغون الفوقية الأولوية لسهولة الاستخدام، بدلاً من التخصيص والأمان. إذ يصل مطورو الطرف الثالث تلقائياً إلى مدققي بوليغون الـ100 بمجرد إطلاق الشبكة. ولا شك أنها خاصيةٌ بالغة السهولة لبدء التشغيل بشكلٍ شبه فوري. لكن المطورين لن يتحكموا في أي معايير للتحقق (أي إنها أقل تخصيصاً)، ويتشاركون في مجموعة المدققين نفسها كبقية الشبكات الفوقية (أمان أقل).

  1.  الجسور والاتصال ما بين السلاسل

ترتبط الشبكات الفرعية حالياً بسلاسل أفالانش الرئيسية وتتواصل معها، لكن المعاملات وقنوات الاتصال بين السلاسل داخل الشبكة الفرعية لم يجرِ إطلاقها بعد. وقد صرحت أفالانش بأن هذه القدرات سيجري إطلاقها في مرحلةٍ ما من عام 2022.

أما بوليغون، فتتمتع حالياً بجسور بين السلاسل وقدرات اتصال قائمة بين الشبكات الفوقية.

  1.  اختلاف الأذونات بين الشبكات الفرعية (أفالانش) والشبكات الفوقية (بوليغون)

تأتي شبكات أفالانش الفرعية بأذونات أو من دون. وعند إنشاء شبكة فرعية جديدة، يستطيع مطورو الطرف الثالث تحديد ما إذا كانوا يريدون الشبكة عامة أو خاصة. وفي حالة الشبكات الخاصة، سيتمكن أي شخص من الانضمام لإجراء عمليات التحقق على الشبكة الفرعية (دون أذونات). أما في حالة الشبكة الخاصة، فسيحتفظ مطورو الطرف الثالث بالتحكم في هوية وعدد المدققين الذين يمكنهم العمل على الشبكة الفرعية (بأذونات).

فيما تتوافر شبكات بوليغون الفوقية حالياً بنظام الأذونات فقط. ويرجع السبب إلى أن مدققي بوليغون لا يستطيعون اختيار الشبكة الفوقية التي يرغبون في التحقق من معاملاتها.

  1.  أداة الشطب

لا تعتمد أفالانش على أداة الشطب. وتكمن الفكرة في أن الشطب ليس عادلاً للمفوضين، لأن المفوضين لا يتحكمون في سوء سلوك المدقق، سواء عن قصدٍ أو بسبب الإهمال. فلماذا سنعاقب شخصاً ما على تصرفات شخصٍ آخر لا يتحكم فيها الشخص الأول؟

أما بوليغون، فهي على استعداد للتضحية بالمفوض البريء من أجل سلامة الشبكة الأوسع. وبهذا سنجد أن استخدام أداة الشطب وإلزام المدققين بمحاصصة عملات بوليغون على بلوكتشين الإيثريوم يؤديان إلى إثناء المدققين عن إساءة التصرف من جانب اقتصادي. ولا شك أنها وجهة نظر منطقية أيضاً!

  1.  رسوم المدققين

تعتمد آلة الإيثريوم الافتراضية من أفالانش على سداد الشبكات الفرعية لرسوم المعاملات بالعملة الأصلية للشبكة الفرعية. وبالتالي يحصل مدققو أفالانش على التوكنات الأصلية الخاصة بالشبكة الفرعية (لأنهم اختاروا التحقق من معاملاتها)، بالإضافة إلى توكنات أفالانش (من محاصصة الأفالانش على الشبكة الرئيسية). ويحق للشبكات الفرعية هنا تحديد المبالغ المدفوعة للرسوم ومواعيدها.

بينما لا تدفع شبكات بوليغون الفوقية للمدققين بعملتها الأصلية. بل يحصل المدققون على الحوافز بمكافآت عملة بوليغون التي يحصلون عليها عن طريق التحقق من معاملات بوليغون.

  1.  الآلات الافتراضية

تقدم أفالانش لمطوري الطرف الثالث قائمةً من الآلات الافتراضية القابلة للتخصيص، وتسمح للمطورين بإدخال آلاتهم الافتراضية الخاصة. ويستطيع المطورون حالياً الاستفادة من آلات الإيثريوم الافتراضية، وآلات أفالانش الافتراضية، وآلات سبيسز Spaces الافتراضية، وآلات بلوب Blob الافتراضية، وآلات تايم ستامب Timestamp الافتراضية.

بينما تعتمد بوليغون على آلة الإيثريوم الافتراضية في كل شبكة فوقية داخل نظامها الإيكولوجي.

  1.  معدل إجراء المعاملات في الثانية الواحدة

تزعم أفالانش أن شبكاتها الفرعية تستطيع معالجة نحو 4,500 معاملة في الثانية الواحدة.

بينما تقول بوليغون إن شبكاتها الفوقية تستطيع معالجة نحو 1,500 معاملة في الثانية.

أفكارٌ أخيرة

يمكن القول إن مقارنة الشبكات الفرعية بالفوقية لتحديد “الأفضل” ليس أفضل إطارٍ للتحليل. إذ يعمل المطورون على تحليل كل نوع ضمن سياق المنصة التي تتوافق بصورةٍ أفضل مع احتياجاتهم التقنية الفريدة ومع قاعدة عملائهم القابلة للتعامل. ويضع المطورون في اعتبارهم أيضاً المفاضلات بين اللامركزية، والتنافسية، والتخصيص، والأمان، وسهولة الاستخدام. وربما ينظر المطور أيضاً إلى التساؤل الرئيسي الذي عرضناه في السطور السابقة من هذا المقال.

وأخيراً، سيستفيد مستثمرو أفالانش، والإيثريوم، وبوليغون من فهم هذه الشبكة حتى تصبح لديهم لمحة عن الشبكات التي تستطيع تحقيق التبني الجمعي القابل للتوسع على مدار السنوات القليلة المقبلة. لأن من يستطيع التنبؤ بالمنصات التي ستحقق التبني الجمعي الضخم سيتمكن من جني الكثير من المال مستقبلاً.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.