تحدث خبراء الاقتصاد في الأيام الماضية عن التضخم الوشيك المحتمل حدوثه العام المقبل. يرى البعض أن البيتكوين BTC هي وسيلة جيدة للتحوط من مخاطر هذا التضخم. ويرى البعض الآخر أن الذهب هو الحل. لكن ماذا عن الدول التي تعاني من مشاهد ضبابية في اقتصادها في الوقت الحالي؟! لعل تركيا ولبنان وغيرهما الكثير من الأمثلة على الدول التي تعاني اقتصادياً في الوقت الحالي لأسباب مختلفة. فهل تتمكن العملة الرقمية BTC من أن تعيد اقتصاد هذه الدول حال الاستعانة بها؟

أسباب الأزمة الاقتصادية في تركيا

يعتبر سوء الإدارة الاقتصادية واحداً من أبرز الأسباب التي تسببت في الأزمة الاقتصادية في البلاد، وتبين ذلك من خلال تعيين العديد من المسؤولين للاقتصاد التركي ثم إقالتهم بعد بضعة أعوام أو أشهر كذلك.

تراجع الاحتياطي التركي من العملات الأجنبية بشكل كبير للغاية، نبهت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تعرض البلاد للعديد من المخاطر الخارجية بسبب احتياج الحكومة للتمويل الخارجي. العجز في الميزانية العامة كان واحداً من الأسباب كذلك، حيث تجاوزت الواردات صادرتها بنسبة 48%، وارتفعت البطالة بنسبة 14%، كذلك انحدر الناتج الصناعي بنسبة 7%.

واصلت الليرة التركية انخفاضها بشكل ملحوظ للغاية، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي مقابل الليرة إلى 9.55 ليرة تركية لكل دولار أمريكي واحد.

انهيار لبنان مالياً.. فما هي الأسباب؟

يتعرض لبنان كذلك في الوقت الحالي لأزمة اقتصادية تصنف الأسوأ في تاريخ البلاد منذ الحرب الأهلية في 1975م، فبعد أن كانت بيروت وجهة سياحية للعديد من الزائرين أصبحت منطقة كوارث.

تسببت إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية في بداية الأزمة الاقتصادية، حيث لجأ المسؤولون إلى الاقتراض من الدائنين، وضعفت العملة المحلية، وصاحب ذلك غياب الحلول السياسية خاصةً بعد الثورة اللبنانية الأخيرة. حيث إن ضعف السلطة السياسية في لبنان أدى إلى اقتتال على الموارد الغذائية والمحروقات.

كذلك واصلت الليرة اللبنانية انخفاضها، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي مقابل الليرة إلى 1.534 ليرة لبنانية لكل دولار أمريكي واحد.

هل البيتكوين BTC وسيلة ناجحة للخروج من المأزق الاقتصادي في لبنان وتركيا؟
هل البيتكوين BTC وسيلة ناجحة للخروج من المأزق الاقتصادي في لبنان وتركيا؟

هل البيتكوين الحل؟

تعرضنا الآن لنموذجين من نماذج الدول التي تعاني من انهيار اقتصادي كبير للغاية، ولعل هذا هو الذي يجمع بين البلدين، إضافة إلى أن الاثنين يتعاملان بالليرة، لكن لكل دولة منهما ليرة خاصة بها.

صرح رجل الأعمال سامسون ماو أن تركيا وغيرها من الدول التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، في حاجة ماسة إلى البيتكوين BTC بأي شكل ممكن. ونصح الدول هذه بإعطاء اهتمام كبير لهذه العملة الرقمية BTC دون غيرها من العملات الأخرى.

لكن علينا ألا نتفاءل بشكل كبير بخصوص البيتكوين BTC في تركيا أو لبنان. حيث إن الأولى قامت في أبريل/نيسان الماضي من عام 2021، بحظر جميع استخدامات العملة الرقمية BTC والأصول المشفرة في شراء السلع والخدمات، واصفة إياها بأنها ذات مخاطر كبيرة.

أما في لبنان فقام حاكم مصرف لبنان، في عام 2018، بمنع استخدام البيتكوين والعملات المشفرة كوسيلة للدفع، لكنه اعتبرها سلعاً وليست عملات حقيقية.

وعلى الرغم من القرارات الحكومية هذه المضادة لسوق التشفير، إلا أن المستثمرين في الوقت الحالي يتوجهون نحو العملة الرقمية BTC.

السلفادور خير دليل على نجاح البيتكوين

نصح رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق، نيوت جينجريتش، جميع الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية، أو الدول ذات الاقتصادات الناشئة بضرورة الاحتفاظ بعملة البيتكوين BTC في احتياطياتها كوسيلة للتحوط ضد التضخم، كذلك في محاولة منها لحل الأزمات التي تعاني منها.

ولعل السلفادور هي واحدة من البلاد التي أكدت قيمة العملة الرقمية BTC. حيث إن البلاد قررت اعتماد BTC كعملة قانونية في البلاد. وبعد أن وصلت العملة الرقمية BTC إلى مستوى جديد لها على الإطلاق في أكتوبر/تشرين الأول، قامت البلاد بتحقيق الملايين من الأرباح. ساهمت هذه الأرباح في انتعاش السلفادور، حيث قامت ببناء العديد من المشروعات الوطنية والمستشفيات.

ووصف رئيس البلاد نفسه بأنه أصبح الملك بعد ارتفاع العملة الرقمية BTC إلى مستويات قياسية.

العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC للخروج من الأزمة

وفي الحقيقة تفكر تركيا في الوقت الحالي في إطلاق العملة الرقمية للبنك المركزي CBDC الخاصة بها في الوقت الحالي، في ظل الأزمات الاقتصادية المستمرة. لبنان هو الآخر يفكر في إطلاق العملة الإلكترونية، وعلى الرغم من هذه الخيارات، إلا أنها لا تزال فكرة وليدة. الصين وحدها هي من بدأت في تجربة العملة الرقمية الخاصة بها. لذلك فإن النتائج الخاصة بهذه الفكرة ليست مضمونة للخروج من المشاكل الاقتصادية من الأساس.

كما أن العملة الرقمية للبنك المركزي هي عبارة عن عملة يتم دعمها بالعملة الورقية للبلاد، الليرة التركية واللبنانية منهارة في الوقت الحالي، فكيف سيكون الحال بالنسبة إلى العملة الرقمية الخاصة بهما؟

لعل البيتكوين هو واحد من أبرز الحلول التي يمكن استخدامها من قبل الدول ذات الاقتصاد المنحدر. فعندما تصل العملة إلى ذروتها يمكن بيعها والاستفادة من الأرباح في مشروعات كبيرة تنهض بالاقتصاد. كما أن اعتمادها في البلاد هو حل مبتكر للغاية. فهل تقوم لبنان أو تركيا بتغيير وجهة نظرهما تجاه البيتكوين BTC، أم تجدان حلولاً أخرى فعالة، أم تستمران في الأزمة، هذا بالتأكيد ما سيكشفه لنا المستقبل.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.