تكتسب تكنولوجيا البلوكتشين كخدمة اهتماماً بالغاً في هذه الأيام، ولكن ما هو تعريفها؟ سيقودك هذا المقال لفهم أساسيات تكنولوجيا البلوكتشين وفوائدها للشركات والأعمال.
جميعنا يعلم أن تطبيقات البلوكتشين تمتد لما هو أكثر من العملات المشفرة، ولكن ما هي المجالات التي قد تستفيد من تطبيقات البلوكتشين؟ يعد مفهوم البلوكتشين كخدمة هو الطريقة الأكثر احتمالية لاستخدام هذه التكنولوجيا. هل لا زال الأمر معقداً؟ حسناً، سيوضح لك هذا المقال ركائز هذه التكنولوجيا المتطورة، وكيف يمكنها تغيير حياتنا.
ما هي البلوكتشين كخدمة؟
البلوكتشين كخدمة هي تكنولوجيا تتيح للمستخدمين توظيف بنية تحتية سحابية لإنشاء واستضافة واستخدام التطبيقات والعقود والمزايا الخاصة بهم على البلوكتشين. وفي نفس الوقت يجري مزودي الخدمات السحابية بعض العمليات والمهمات لتحسين وظائف المنظومة ككل. وهذا تقدم مذهل يساعد على زيادة تبني البلوكتشين في المؤسسات. وهي في جوهرها تذكرنا بمفهوم البرمجيات كخدمة.
وهذه بعض الأشياء التي عليك معرفتها عن البلوكتشين كخدمة.
إذاً، كيف تعمل؟
تعني البلوكتشين كخدمة أن شركة خارجية تزود العميل “بالبنية التحتية والتجديدات” الخاصة بالبلوكتشين بمقابل مادي. يؤسس مزود خدمات البلوكتشين النظام اللامركزي والعقد ويتولى صيانته وتشغيله. وبهذا يتعامل مزود خدمات البلوكتشين مع النقاط الأساسية في البرمجيات والبنية التحتية على الإنترنت.
يهتم مدير خدمات البلوكتشين بصيانة إطار العمل اللامركزي. وبالإضافة إلى ذلك، فهو يقدم خدمات إضافية مثل التحكم في عرض النطاق والتوظيف المناسب للأصول والاستضافة وغيرها من الخدمات. ويعد مزود الخدمة مسؤولاً أيضاً عن تأمين إطار العمل الخاص به. وباستخدام حلول البلوكتشين كخدمة، يمكن للمستخدم أن ينسى تلك المهام المؤرقة ويركز فقط على الأمور المهمة- وهي وظائف البلوكتشين الخاصة بهم- بدلاً من القلق بشأن المنظومة ومشاكل الأداء.
ولفهم أعمق لماهية البلوكتشين كخدمة، تخيل أنها تتولى مسئولية استضافة موقع إلكتروني لشركتك. ستصمم موقعك المميز القادر على التعامل مع الارتفاع المفاجئ في معدلات المرور. حينئذ يمكنك استضافة الموقع باستخدام جهازك أو خادم موجود في بيتك أو شركتك، ثم ستتعامل مع مجريات الأمور عن طريق توظيف متخصصين في تكنولوجيا المعلومات (IT). ولكن يمكنك بدلاً من ذلك العمل مع أحد المزودين الخارجيين لخدمات استضافة المواقع مثل غو دادي GoDaddy تاركاً لهم تولي المسئولية بأكملها. تعمل البلوكتشين كخدمة بنفس النسق: إذ تتيح لك فرصة التركيز على الخصائص والوظائف الأساسية في الموقع.
قد تمثل البلوكتشين كخدمة نقطة البداية التي تنطلق منها الكثير والكثير من التطبيقات والتطويرات الجذرية للبلوكتشين في العديد من المجالات والمنظمات. وبدلاً من الملكية الخاصة للبلوكتشين، يمكن للشركات ترك هذه المهمات المعقدة لشركات متخصصة بينما تركز هي على أهدافها الرئيسية.
يأمل العديد من الناس والمنظمات في تبني تطويرات البلوكتشين، لكن هناك الكثير من العوائق أمام التنفيذ منها: المشاكل التقنية وقيود التشغيل المتعلقة بإنشاء وتنظيم وصيانة النظام اللامركزي والحفاظ على أساساته. بالمشاركة مع عمالقة الصناعة، تقدم العديد من الشركات الجديدة الآن منتجات متقدمة للتعامل مع هذه المشاكل باستخدام “البلوكتشين كخدمة”.
لماذا تعد البلوكتشين كخدمة مفيدة؟
تعمل البلوكشين كخدمة بنفس طريقة البرمجيات كخدمة (SaaS)، مما يسمح للمنظمات بجميع أنواعها تبني تكنولوجيا البلوكتشين دون استثمار الكثير من الأموال في تطويرها. بالإضافة إلى ذلك، يتيح نموذج البلوكتشين كخدمة فرصة للمؤسسات لتزويد خدمات إنشاء التطبيقات اللامركزية (dApps) والوصول إليها.
أما عن العيب الرئيسي في نموذج البلوكتشين كخدمة، فهو أنها تتطلب مستوى معيناً من المركزية لأنه يجب إجراء التداولات بالنيابة عن مزود الخدمة المُضيف. نعم، ما يميز البلوكتشين هو لامركزيتها ولكننا الآن نتعامل مع حالة خاصة. لذا، يجب على الشركات أخذ بعض الوقت لتحديد ما إذا كانت هذه التكنولوجيا مناسبة لحل مشاكلها أم لا.
فوائد هذا النموذج من الخدمة
- تمكِّن الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة
- تتيح للمنظمات درجة عالية من التكيف
- تعطي مجالاً أوسع لأمن المعلومات
- توفر درجة عالية من التوافق
- يمكن الوصول إليها من أي مكان
- توفر برمجيات أكثر تقدماً
يمكن توظيف البلوكتشين كخدمة في المنظمات من كافة المجالات وبالأخص تلك الشركات التي تعمل في تجارة التجزئة والرعاية الصحية والتأمينات والتسويق والخدمات السحابية والمالية.
من يقدم مثل هذا النوع من الخدمات؟
تطور الشركات الكبيرة من نفسها بالفعل وتقدم الحلول الخاصة بها من البلوكتشين كخدمة. إذ أنشأت شركة مايكروسوفت Microsoft نظام خدمات البلوكتشين الخاص بها لخدمة أزور Azure. وهي خدمة تستهدف العملاء من الشركات والمطورين لتنفيذ وتخصيص تكنولوجيا السجل اللامركزي وذلك عن طريق منظومة برمجة سحابية بديهية لامركزية. وباستخدام هذا الحل، يستطيع العديد من الأطراف العمل على البلوكتشين في بيئة مناسبة، وهو مناسب لكل من عملية التطوير والاختبار. وبمجرد أن يصبح الحل جاهزاً، يكون من الممكن رفعه ودمجه بسلاسة على النظام الخاص لأزور.
ديلويتس روبكس Deloitte’s Rubix هو حل مصمم لنمذجة واختبار وإنشاء تطبيقات البلوكتشين والعقود الذكية لأي مجال. ولأنه يوفر بنية تحتية مرنة وقابلة للتكيف على البلوكتشين، فإن روبكس هو نظام خاص بالكامل يمكن التحكم به لتحقيق متطلبات العملاء. وبفضل مجموعة المميزات والإعدادات، يمكن استخدام روبكس بنجاح في البنية التحتية للشركات.
وبجانب المنتجات المذكورة أعلاه، فإن تطوير شركة آي بي إم IBM مخصص للبلوكتشين الخاصة، أما حلول الاستضافة السحابية فتقدمها أيضاً شركتا أمازون Amazon وأوراكل Oracle.
لماذا تعد البلوكتشين كخدمة هي مستقبل العلاقات بين الأعمال B2B؟
هناك على الأقل ثلاثة أسباب رئيسية تجعل تبني الشركات للبلوكتشين كخدمة أمراً محتملاً للغاية.
- تسمح باختبار المنتجات
يتيح هذا النظام لمقدمي الخدمات بين الشركات فرصة تجربة تطويراتهم على البلوكتشين قبل إجراء استثمارات كبيرة. وبالتالي لن يحتاج مقدمو الخدمات للشركات إنفاق الكثير من الأموال على اختبار وتطوير التكنولوجيا والإلكترونيات. إذ تقلل البلوكتشين كخدمة من المخاطر المتعلقة باستخدام الأنظمة اللامركزية المملوكة للشركات.
بالطبع ستحتاج الشركات إلى توظيف مبرمج أو مطور بلوكتشين لتطوير بعض المنتجات المخصصة للشركة، مما سيكلفها ما بين 70,000 و20,000 دولار سنوياً. ولكن حلول البلوكتشين كخدمة ستكون كافية جداً للحصول على الوظائف الأساسية.
2. تحل معضلة نقص العمالة
لكونها لا تزال ظاهرة جديدة، فإن عدد المتخصصين في البلوكتشين لا يزال ضئيلاً. والآن، تواجه الشركات نقصاً في مطوري البلوكتشين مما يزيد من صعوبة استخدام التكنولوجيا. فمن بين 20 مليون مطور في الكوكب، يوجد 0.1% فقط من المتخصصين في مجال السجلات اللامركزية. والأكثر من ذلك، توضح الإحصائيات أن 60 ألفاً فقط من المتخصصين حول العالم هم من يستوفون شروط العمل في البرمجة.
3. تضيف تغييراً ثورياً لطريقة إدارتنا للعمليات
في عام 2016، أعلنت الشركة العالمية للمعاملات المالية فيزا Visa عن بدئها في العمل مع الشركة الناشئة تشين Chain لتطوير منهج بسيط وسريع لتنفيذ المعاملات بين الشركات حول العالم. كان إتمام آلاف المعاملات الدولية يومياً تحدياً صعباً، لكن البلوكتشين كخدمة غيرت الوضع تماماً.
قد تلحق بعض المشاكل بشكل مستمر بعملية إتمام المعاملات الدولية حتى بالنسبة للشركات الكبرى. وبالإضافة إلى كون مزودي خدمات البلوكتشين يلعبون دور الوسيط بشكل رئيسي بين الشركات وتكنولوجيا البلوكتشين، فإن البلوكتشين كخدمة تلغي وسطاء التداول عن طريق ميكنة العملية. وبالتالي تصبح المعاملات التي تتم عبر الأنظمة اللامركزية أسرع بكثير من غيرها. وهناك مؤسسات مثل فيزا تسعى لتطوير أنظمة عمل على البلوكتشين لتنفيذ المعاملات بشكل فوري قدر الإمكان. لكن المثير هو أن قيم المعاملات ومواقعه الجغرافية لم تعد قيوداً، إذ تستطيع المؤسسات تنفيذ المعاملات الدولية بكل سهولة باستخدام البلوكتشين كخدمة.
يمكن للبلوكتشين كخدمة توفير الكثير من الأموال لشركات قطاع الأعمال عن طريق تسريع عملياتها. على سبيل المثال، يمكن للبنك توفير حوالي 8 مليار دولار سنوياً أو تخفيض تكاليف التشغيل لديه بنسبة 27%.
لماذا لا تعد البلوكتشين كخدمة نظاماً خالصاً من البلوكتشين؟
في الحقيقة، فإن نموذج البلوكتشين كخدمة ليس نظام بلوكتشين بنسبة 100%، لأنه يناقض قاعدة رئيسية وهي أن البلوكتشين لامركزية، مما يعني أنه لا أحد يتحكم بها. وبالرغم من ذلك، فإن استخدام البلوكتشين كخدمة يعني تحكم الشركات في البلوكتشين والذي يناقض مبادئ هذه الظاهرة. ولكن هل يشكل هذا تهديداً؟ نحن نعلم أن المعلومات المخزنة على البلوكتشين هي موثوقة وغير منحازة دائماً لأنها محكومة بالكود فقط. ولكن في حالة البلوكتشين كخدمة، فإنه يمكن للمطور أو المالك أن يتحكم بالكود. فهي بالفعل تنتقص من قيمة رئيسية وهي اللامركزية.
ولكن على كلٍ، فإن لها إمكانات كبيرة لتحسين كفاءة عمليات الشركات، بغض النظر عن المجال الذي تستخدم فيه. وبالرغم من كونها في مراحلها الابتدائية، إلا أن هناك وعوداً بانتشار استخدامها حول العالم بسبب مزاياها التي لا يصعب إنكارها.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.