أضاف مطورو شركة غوغل رمز عملة البتكوين إلى لوحة مفاتيح أجهزة آي أو إس iOS، فيما اعتبر تحركاً تاريخياً. يعكس هذا التحرك، الذي قامت بها شركة ناجحة لدرجة أنها طورت اسم النطاق الخاص بها إلى فعل، مسار عملة البتكوين نحو السيادة.

قصة حب غير محتملة: آبل، عملة البتكوين ورمز العملة

يُتاح الآن رمز عملة البتكوين، الذي يستخدم في تطبيقات الاختصارات لدعم سيري Siri في تنفيذ الأوامر، في لوحة مفاتيح غوغل في أجهزة آي أو إس. لا تشمل لوحة مفاتيح آبل الأصلية على هذه الخاصية.

شرح أحد مستخدمي موقع ريديت كيفية الحصول على المفتاح يدوياً:” إذا أراد أحدكم أن يتمكن من كتابته، فإن الكود الموحد (اليونيكود) هو: U+20BF. بالنسبة لي، يعني ذلك الضغط على Ctrl-Shift-U ثم ترك المفاتيح والضغط على20BF أو20bf في لينوكس نظراً لعدم جدوى مفتاح الأحرف الكبيرة لإصدار رمز ₿”.

وبالنسبة لبرنامج ويندوز، أوضح مستخدم آخر لماذا سيكون مرحباً برمز في أجهزة أندرويد: “في برنامج ويندوز، عليك أولاً أن تقوم بتعديل السجل. من أجل تمكين أسلوب إدخال عالمي (مستقل عن إعدادات اللغة) في برنامج ويندوز، ينبغي إضافة مدخل خطي(REG_SZ) يسمى EnableHexNumpad إلى مفتاح السجلات HKEY_CURRENT_USER\Control Panel\Input Method وتحديد قيمته بواحد. ويتعين على المستخدمين تسجيل الخروج ثم تسجيل الدخول في برامج ويندوز 8.1 و8.0، وويندوز7، وويندوز فيستا أو إعادة التشغيل في الأنظمة الأقدم بعد تعديل السجلات لأسلوب المدخلات هذا من أجل البدء في العمل. ثم الضغط على زر ALT وكتابة “+20BF” للحصول على رمز₿”.

من غير الواضح لماذا اختارت شركة غوغل إضافة رمز عملة البتكوين لواجهة أجهزة آبل ولم تضفها بعد في أجهزة الأندرويد. يُعد ميل شركة آبل للخصوصية مناسباً لمستخدمي عملة البتكوين، إلا أن إصرار محفظتها على البرامج الاحتكارية يتعارض بشكل مباشر مع طبيعة البتكوين -وطبيعة شركة غوغل في هذا الشأن- المفضلة للمصدر المفتوح. يعتبر إتاحة رمز عملة البتكوين حصرياً في أجهزة آي او اس -وهي عملة يمكننا القول بأنها مُوجهة نحو مراعاة الخصوصية- أمراً يدعو للسخرية قليلاً، نظراً لتفضيل محبي الخصوصية أجهزة أندرويد على أجهزة آي او اس. كما أن ميل معظم مستخدمي أجهزة آي او اس لاستخدام لوحة مفاتيح آبل الأصلية في مقابل نسخة غوغل يدعو إلى المزيد من السخرية، في إشارة إلى متطلبات أذونات غوغل كرادع لاستخدام لوحة مفاتيحها.

من الاعتراف بالعلامة التجارية إلى تبني العلامة التجارية بضغطة زر

إذا كان الاعتراف بالعلامة التجارية بمثابة مؤشر لقبول محتمل للاتجاه السائد فإن إضافة شركة غوغل لرمز عملة البتكوين إلى لوحة المفاتيح الأصلية لأجهزة آي أو إس الخاصة بها يعتبر سهماً كبيراً يشير إلى الاتجاه الصحيح. يتاح الآن الرمز في شريط العملات في لوحة مفاتيح غوغل إلى جانب الدولار، واليورو، والين، والوون الكوري، والروبل الروسي، والروبية الهندية ورمز السنت.

من المغري الوقوع في فخ العسل الذي يشير إلى أن تلك الأنباء مهمة. فقد اعترفت الشركة التقنية العملاقة، على لسان الرئيس والشريك المؤسس للشركة الأم ألفابت سيرغي برين، بأنه فشل في “أن تكون رائدة في تقنية البلوكتشين” إلا أن ذلك يتغير أخيراً. تتجه شركة ألفابت إلى عملة البتكوين، وربما إلى العملات المشفرة الأخرى. (لا سيما في ضوء تعريف الذكاء الاصطناعي لشركة غوغل لعملة البتكوين بأنها “فقاعة اقتصادية منهارة” أو وصفه لصناعة العملات المشفرة بالمزحة).

على أي حال، فقد شهدت الفترة من عام 2012 إلى عام 2017 وضع شركة غوغل كأكثر الشركات المستثمرة نشاطاً في فضاء البلوكتشين. وقد انتشرت الشائعات بأن شركة غوغل ستصدر العملة المشفرة الخاصة بها منذ فترة، ولكن يبدو ذلك أمراً بعيد المنال، لا سيما بعد اعتراف برين العام الماضي بأنه “لا يعرف الكثير بشأن العملات المشفرة” باستثناء قيامه بتعدين عملة الإيثريوم بشكل هاوِ مع نجله.

تقديم نافذة إلى عالم الوعي الجماعي

على الرغم من أن إضافة رمز عملة البتكوين يظهر بدون شك أن شركة غوغل لا تغض الطرف عن عالم العملات المشفرة، إلا أن الأنباء الأخيرة من غير المرجح أن تشير إلى غزو مجموعة ألفابت لفضاء العملات المشفرة. إذ يعتبر أمراً طبيعياً أن تقوم الشركة التي تجني المليارات من أسئلتنا باعطائنا ما نريد. أشارت اتجاهات غوغل أن سؤال “ما هي عملة البتكوين” تصدر الأسئلة المطروحة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا العام. يمكن لشركة “تمتلك الإنترنت” على حد قول المواطن العادي، أن تحافظ على صدارتها من خلال فعل ما هي بارعة فيه: أن تستضيف العقل الجمعي الرقمي العالمي. وإذا كان العقل الجمعي يريد عملة البتكوين فسوف يحصل عليها.

تؤثر شركة غوغل بشكل كبير على سوق العملات المشفرة. وبخلاف اللاعبين الآخرين المحركين الذين يسيطرون على سوق الأسهم، تعتبر شركة غوغل سجلاً للمحتوى في المقام الأول، سواء كان هذا المحتوى أصليًا أم مدفوعاً. ومع ذلك فقد تراجع سعر عملة البتكوين بواقع 11 في المئة بعد أن أعلنت شركة غوغل بأنها ستتبع شركة فيسبوك وأنها سوف تحظر عرض إعلانات العملات المشفرة في عام 2018 (وقد تم رفع هذا الحظر جزئياً منذ ذلك الحين)، مؤكداً حقيقة أن شركة غوغل تؤثر في عالم العملات المشفرة بأكثر ما تود الغالبية.

سيظهر الوقت تأثير إضافة رمز البتكوين على عقول مستخدمي أجهزة آي او اس بشكل يومي. وبالطبع عندما تتاح الفرصة لمستخدمي أجهزة أندرويد لتحية فرد العائلة الجديد.