يطرح بحث جديد من شركة توكن أناليست Token Analyst أسئلة حول الدوافع الجوهرية وراء العملاء المُشفرة، موضحاً كيف حادت العملات المُشفرة عن المبادئ المؤسسة التي جذبت المتحمسين لها في بادئ الأمر.

هل يمكن تحقيق اللامركزية على أرض الواقع؟

يمكن تلخيص المبادئ المؤسسة والمزايا الجوهرية التي تقدمها تقنية البلوكتشين والعملات المُشفرة في كلمة واحدة: اللامركزية. إلا أنَّه بالمعدل الحالي هناك احتمالية قوية لتحوّل تلك المبادئ إلى معتقدات مُقنّعة، و”اللامركزية” نفسها إلى مجرد كلمة طنانة مُجوفة، حال عدم تصحيح اختلال التوازن الناشئ في الخفاء في عالم العملات المُشفرة.

بُنيت علاقة البتكوين (BTC) والعملات البديلة الأُخرى بالعالم على أساس عدم وجود سلطة مركزية معينة، مُقدمة نسمة هواء منعشة من الحرية، ولاغية الحاجة إلى وسيط، أو الثقة ورافضة بشكل قاطع الحاجة للرأسمالية. فوجود السلطة في أيدي كيانات مركزية يسمح بتلاعبات متحيزة بالحركات الاقتصادية والمالية، مثل عزل الولايات المتحدة الأميركية للحكومة الإيرانية من ساحة التجارة الدولية. أما في عالم لامركزي، فمن المفترض ألا يكون هناك أي أثر للاحتكار، فببساطة لا يجب أنَّ يكون لتحقيقه وسيلة.

إلا أنَّه طبقاً لما نشرته توكن أناليست، ففكرة الاحتكار لم تباد بشكل كامل حتى في العالم اللامركزي الذي يحاول نشطاء التشفير جاهدين تشكيله. كشفت الدراسة الحديثة أنَّه باستخدام أكبر خمسين عملة مُشفرة من حيث حجم التداولات كدراسات حالة، فنسبة صادمة تُبلغ 78% من إجمالي العملات موضوع في أكبر عشرين محفظة. أما الأكثر إثارة الدهشة، أنَّه في حالة ستة عشر عملة من الخمسين المختارة، تحمل أكبر عشرين محفظة خاصة بكل عملة أكثر من 90% من إجمالي العملات المتاحة. حدث ولا حرج عن الاحتكار.

هذا يدفعنا للتساؤل عما تسبب في الاتجاه الحثيث نحو العملات المُشفرة في البداية. فكما قال فيتاليك بوتيرين، مؤسس عملة الإيثريوم (ETH) في منشور مدونة، “يجب أنَّ تكون اللامركزية ببساطة هي “الهدف الرئيسي لوجود البلوكتشين“. فإذا لم يمكن ضمان ذلك، ما فائدة العملات المُشفرة حينها؟

أصوليو العملات المُشفرة قد لا يكونوا مؤمنين بها

تُشكك النتائج الجديدة في “إيمان” المستثمرين الأوائل في المشاريع الرائدة مثل عملة الريبل (XPR)، والبينانس كوين (BNB)، وعملة المايكر (MKR) وما إلى ذلك، الذين يحملون حصة مهمة من إجمالي العملات المتاحة. فوفقاً لتصريح جاي براساد، المؤسس الشريك والمدير التنفيذي لتوكن أناليست، حقيقة تواجد نسبة 80% تقريباً من إجمالي العملات المتاحة في أكبر عشرين محفظة يؤكد أنَّ معظم حاملي العملات يستخدموها في المضاربة وليس لاستخدامها على الشبكة.

يقول براساد مُعرباً عن استيائه إنَّه “إذا ما امتلكت عشرين محفظة، بالإضافة إلى الفريق ومنصات التداول، نسبة 80 %من العملات، فهذا دليل على بضعة أشياء. أولاً، أنَّ مستثمري ما قبل البيع حصلوا على قدر كبير من العملات مبكراً وبتخفيضات كبيرة. ثانياً، لا أحد منهم مهتم حقاً باستخدام الشبكة، إذ تُستخدم العملات بالأساس في المضاربة. وثالثاً، ستكون الإدارة المستقبلية تحت سيطرة قلة مختارة”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.