الإدارة هي واحدة من أكثر الموضوعات المتعلقة بالعملات المشفرة جدلاً في الوقت الحالي. ويرى مطورو ديكريد (DCR) أن المجتمع هو من ينبغي له اتخاذ القرار.

 

وبعد إصدار أداة الاتصالات بوليتيا Politeia، سوف تمنح الشركة المجتمع 20 مليون دولار في صورة توكنات الديكريد قريباً، لتصبح تحت تصرفه.

 

وبالرجوع للوراء، فإن شركة ناشئة تسمى كومباني زيرو Company 0 كانت قد صنعت الديكريد، ويوجد بين بين صفوف الشركة مطورون يعملون منذ أيام البتكوين (BTC) الأولى. وعلى سبيل المثال، فقد بنى جيك يوكوم بيات، الرئيس التنفيذي لشركة ديكريد، برنامج بي تي سي سويت BTCSuite، للتفاعل مع البتكوين باستخدام لغة البرمجة غو Go من شركة غوغل Google، بالتعاون مع مطورين آخرين أصبحوا الآن جزءاً من فريق الديكريد.

 

وفي عام 2015 وبعد قضاء عدة أعوام في بناء البرنامج، كتب يوكوم بيات منشوراً على المدونة وروى فيه أنه أدرك أن افتقار البتكوين للإدارة الصارمة سوف يعيقها في النهاية.

 

وأطلق يوكوم بيات على مجموعة المطورين القائمين على البتكوين كور (BTC)، وهي التطبيق الأكثر شعبية للبتكوين، “مجرد لجنة تخطيط مركزية أخرى”. وقال يوكوم بيات لموقع كوين ديسك: “إن لم تكن جزءاً من فريق البتكوين كور، ولم تخضع لهم وتمتثل لما يقولونه، فإنهم ببساطة لن يقبلوا حدوث أي شيء يختلفون معه، وهذه الطريقة لم تكن مجدية بالنسبة لي”.

 

لذا فقد عقد العزم هو وزملاؤه على بناء بديلٍ.

 

وقد مولوه بأنفسهم للإطلاق، دون الحاجة إلى بيع التوكنات أو لتمويل المشروع.

 

ومنذ ذلك الحين فقد لفتوا أنظار المستثمرين المهتمين بالعملات المشفرة، مثل شركة بليس هولدر في إس Placeholder VC وشركة بلو يارد كابيتال Blue Yard Capital. ويبدو أن المستثمرين الأفراد يدلون بدلوهم أيضاً. وتستخدم ديكريد نظام تعدين فريد يجمع بين إثبات الحصة وإثبات العمل، فبالنسبة للجزء الخاص باثبات العمل فقد ارتفع معدل الهاش ارتفاعاً كبيراً هذا العام إذ أن عدد من المُعدنين انضموا للشبكة بحواسيب تعدين أقوى، أما عن اثبات الحصة فقد قام أصحاب التوكنات بوضع ودائع تقدر بـ 46% من إجمالى التوكنات المعدنة، وتظل هذه التوكنات معلقة لا يمكن التصرف فيها لقرابة 28 يومًا (ويمكن أن يختار المودعون تعليق توكناتهم لمدة تصل إلى خمسة شهور مقابل مكافأة تعدينية أكبر)

 

وهناك ما يحدث خلف الكواليس كذلك.

 

كل بلوك مُعدنة تُولّد 20.13 ديكريد مكافأةً للبلوك، وتذهب 60% من قيمتها للمُعدنين و30% للمشاركين بالحصص و10% إلى حسابٍ يدعى الخزانة treasury.

 

وحساب الخزانة هذا يخضع لسيطرة المطورين الآن ولكنهم عما قريب سيطلقون نظام بوليتيا وستكون الأموال في حوزة المجتمع، ويوجد بالحساب الآن 20 مليون دولار ويكبر كل خمس دقائق تقريباً مع تعدين المزيد من البلوكات.

 

وفي حين أن ماركو بيربوم، رئيس قسم التكنولوجيا في شركة كومباني زيرو، لم يلتزم بتاريخ إطلاق معين، فقد قال إن مطوري الديكريد يفحصون الكود البرمجي مراراً وتكراراً لكي يصدروا أول نسخة حقيقية منه في أي يوم من الآن.

 

وقال بيربوم: “لقد اقتصدنا للغاية في إنفاقنا من الخزانة، ونحن لا نعتبرها أموالنا، فالأطراف المعنية هم من يحددون علام ستُنفق أموال الخزانة”.

 

الإدارة هي الصيحة الجديدة

 

غير أن المطورين قد كسبوا وأنفقوا بعض الأموال.

وقد دفعوا بأنفسهم تكاليف تطوير البروتوكول باستخدام ما يطلق عليها “عملية ما قبل التعدين”، إذ يُولِد مطورو بروتوكول إحدى العملات المشفرة مجموعة من التوكنات قبل إطلاق الشبكة الرئيسية.

 

وأنتجت عملية ما قبل التعدين نحو 8 بالمئة من إجمالي مخزون التوكنات البالغ عدده 21 مليون توكن (تماماً مثل البتكوين)، أي ما بلغت قيمته 820 ألف دولار تقريباً في ذلك الوقت. ولكن أربعة بالمائة فقط استُخدمت للدفع للمطورين، والأربعة بالمائة الأخرى وُزعت على الناس في عملية آير دروب Airdrop بغرض إثارة اهتمامهم بالبروتوكول.

 

وبالتأكيد هناك اهتمام بالبروتوكول الآن، وسبب لذلك هو أن إدارة شبكة البلوكتشين كانت موضوعاً مهماً هذه السنة.

 

والفكرة الأساسية هي أن الصراعات الدائرة حول مستقبل بروتوكول البتكوين، أو الإيثريوم حتى، يمكن التعامل معها بشكل أفضل عبر تزويد تلك التقنيات بأساليب إدارة أكثر تطوراً.

 

وقد قاد ذلك إلى التطوير الكامل لبروتوكول التيزوس (XTZ). وكانت لعملة الإيوس (EOS)، منافِسة الإيثريوم، فكرة مشابهة، غير أن فشلها في إطلاق هيكل مُطَور بالكامل لصنع القرار سيطر على معظم النقاشات حول المشروع.

 

والمؤكد أن الإيوس نفسها لديها تجمع تمويلي مشابه إلى حد كبير، ومن المفترض أن يسلمه المطورون إلى المجتمع. لكن مع عدم وجود طريقة واضحة لتحديد كيفية القيام بذلك فإن الأموال تبقى معطلة حتى إشعار آخر.

 

تمكان أداة بوليتيا، التي أُعلن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، المستخدمين من إجراء المحادثات وصنع قرارات على مستوى المجتمع والتصويت عليها، والحفاظ على سجلٍ دائمٍ لتلك القرارات. وهي تسمح للمجتمع بتوسيع مفهوم الإدارة ليتجاوز التحقق من صحة البلوكات ويصل إلى أمورٍ أعقد مثل تقديم المنح من الخزانة أو ترقية البروتوكول.

 

وقال كريس برنيسكي، الذي يعمل من شركة بليس هولدر Placeholder الاستثمارية التي دعمت مشروع الديكريد بقوة: “تُرسي بوليتيا الأساس لمنظمات أخرى -سواء أكانت شبكات أم منظمات في مجال العملات مشفرة على مستوى العالم بأسره- لكي تستخدم بوليتيا كآلية للإدارة”.

 

طريقة عملها

 

لنشرح كيفية عمل بوليتيا على الشبكة، ينبغي أولاً أن نشرح كيفية عمل البروتوكول في الوقت الحالي.

 

تستخدم عملة الديكريد في الوقت الحالي نظاماً عبارة عن مزيج بين إثبات العمل وإثبات الحصة، ووفقاً لما قاله بيربوم فإنه “يجعل من المُعدنين سلعة، ويمنح سلطة اتخاذ القرارات النهائية للأطراف المعنية”.

 

وإثبات العمل خوارزمية إجماع يتنافس فيها مجموعة من المعدنين على التحقق من بلوكات المعاملات، باستخدام حواسيب لها القدرة على حل أحجيات رياضية. أما إثبات الحصة فهو خوارزمية تضع (أو تنتخب) مجموعة معينة من الأشخاص أو الجهات تتولى مسؤولية التأكد من صحة المعاملات.

 

أما على شبكة الديكريد، يتحقق المشاركون في إثبات الحصة على من بلوكات مُعدنين إثبات العمل، في تجربة أشبه باليانصيب إلى حدٍ كبير، إذ أن عليهم إضافة حصة من التوكنات للحصول على ما يسميه بروتوكول الديكريد “التذاكر”.

 

وتكون التذاكر رقمية مثل التوكنات، وتُحفظ في محفظة المستخدم، وتعطي لصاحب تلك المحفظة فرصة التصويت على عملية التحقق من صحة البلوكات. ويسعى النظام إلى الوصول إلى 40,960 تذكرة مُشاركٌ بها في أي وقت.

 

وتُستدعَى خمس تذاكر عشوائياً لكل بلوك؛ للتصويت على صحته. وعندما يحدث ذلك، يتلقي أصحاب التذاكر المصوتين مكافأة صغيرة (44 دولار في صورة توكنات الديكريد، وقت كتابة المقال) فضلاً عن استعادة حصصهم مرة أخرى. ويتطلب الأمر حالياً عملات من الديكريد بقيمة 3,800 دولار لإضافة حصة كافية لتذكرة واحدة.

 

ولا يعرف الشخص متى ستُختار إحدى تذاكره للتصويت، ومن ثم يحتفظ الكثيرون بحصة من توكنات الديكريد مُضافة إلى الشبكة لكي يتم اختيارهم للتصويت، وبالتبعية الحصول على توكنات إضافية.

 

وتعمل بوليتيا وفقاً لفرضية أن حاملي تلك الحصص الذين يأملون في اختيارهم للتصويت على عملية التحقق من صحة البلوكات هم مستخدمين طويلي الأمد لشبكة الديكريد، وعلى دراية واسعة بطريقة عملها ومهتمين بتقدمها.

 

التوكنات الرقابية

 

إذن تعتمد بوليتيا على حاملي التذاكر، لكن لا مجال للحظ في اتخاذ القرارات على الشبكة. فكل تذكرة لها حق التصويت على القرارات المهمة للمنصة، مثل التحديثات وفعاليات المجتمع.

 

ويمكن لأي شخص أن يتقدم بمقترح عبر بوليتيا، ولكن حاملي التذاكر فقط هم من يحق لهم التصويت عليه.

لكن مطوري الديكريد يرون حاجة إلى فحص الاقتراحات فحصاً دقيقاً؛ لأن الإنترنت يمكن أن يكون مكاناً سيئاً.

 

وقال بيربوم لموقع كوين ديسك: “جميعنا يعرف ما يحدث على مواقع مثل ريديت Reddit وفورتشان 4chan. إنها عبارة عن بالوعات من المنشورات التي قد تؤدى إلى تبعات قانونية عند نشرها. لذا فنحن بحاجة إلى قدرات رقابية أكثر ردعاً”.

 

وابتكر المصممون بعدها ما يسمى بالتوكن الرقابي، فكل من ينشر مقترحاً سيستقبل توكناً من أجل إثبات أن العرض قد نُشر. وسيراجع المشرفون جميع الاقتراحات قبل أن يطلع عليها باقي المجتمع، ولن يعرضوا المنشورات المسيئة على المجتمع.

 

ويُحدَّد للعروض وقتٌ وتاريخ، وتُسجل الهاشات على البلوكتشين باستخدام نظام “وقت الديكريد” dcrtime، وهو برنامج يستند إلى أدوات سابقة مفتوحة المصدر. ويمكن للأطراف المهتمة قراءة المقترحات ومناقشتها عبر الإنترنت، وتُسجل جميع المناقشات كذلك.

 

وكتب بيربوم أنه إذا حذفت الرقابة المقترح يمكن للمستخدم إثبات ذلك عن طريق التوكن. وإن لم يكن مقترحاً مسيئاً أو عدائياً بل كان مقترحاً مشروعاً، فإن ذلك يعطي الفرصة لصاحب المقترح لإثبات وجود خلل بين صفوف المشرفين”.

 

وتُفتح فترة التصويت بمجرد الموافقة على المقترح، ويتمكن بعدها المدعوون للتصويت على البلوك من اتخاذ قرارات حول ما إذا كانت المقترحات سوف تحصل على التمويل.

 

واستخدام بوليتيا الأوضح والمباشر هو تحديد أوجه إنفاق الأموال الموجودة في الخزانة المتزايدة تزايداً مستمراً.

 

وقال يوكوم بيات: “حسناً، إذا كان لديك فكرة رائعة فيمكن تمويلها. إن نظام بوليتيا مثل موقع فائق النشاط، إذ يجمع كل البيانات الموجودة على نظام المقترحات هذا، بما فيها الأصوات، ويربطها ببلوكتشين الديكريد”.

 

تجربة أوسع نطاقاً

 

ويظهر بالفعل عرض تمهيدي لواجهة المستخدم.

 

وبينما سيحتاج متصفحو المنصة لاحقاً على الأرجح إلى إثبات أنهم يمتلكون الديكريد ليتمكنوا من النشر، يقول يوكوم بيات إن أي شخص يمكنه أن يلقي نظرة في الوقت الحالي.

 

وعلى عكس بلوكات المصادقة، فإن التصويت على مقترحات بوليتيا لا يصاحبه مكافآت مباشرة للمشاركين (تماماً مثل التصويت في الانتخابات الوطنية). ولكن إذا نجح النظام، فمن الممكن أن يُكافئ الجميع إذ أن ازياد احترام الشبكة وقيمتها قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار التوكنات أيضاً.

 

وكتب بيربوم: “جزء من مشروع الديكريد هو بالتأكيد تجربة اجتماعية لنرى إلى أي مدى يمكن أن نتحمل السيادة اللامركزية”، وأضاف قائلاً: “ستُقدم مقترحات رائعة وأخرى سيئة وأخرى مريعة، وسيتوجب علينا معرفة كيفية التفرقة بينها”.

 

والخطة تكمن في مشاركة النظام مع العالم بمجرد أن ينتهي فريق الديكريد من كافة التعديلات.

 

ومع أن التركيز ليس منصباً على ذلك الآن، فإن مطوري الديكريد يؤمنون أن بوليتيا يمكنها أن تدير عملية صنع القرار لأكثر من بلوكتشين واحدة، إذ كتب يوكوم بيات في مدونة نشرت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2017: “إن الهدف الأكبر من بوليتيا هو إنشاء سجل عام مرن قادر على محاكاة طريقة عمل المواقع الإلكترونية النموذجية التي تصممها الدولة لأجل الهيئات الإدارية مثل موقع مجلس الشيوخ الأميركي senate.gov أو موقع مجلس النواب الأميركي house.gov”.

 

ولكن في الوقت الحالي وبمجرد إطلاق نظام الإدارة سيكون لدى المستخدمين طريقة للاتفاق على كيفية إصلاح أي ثغرات أو تغيير البروتوكول ليتوافق مع رؤية المجتمع.

 

وبالحديث عن ذلك قال بيربوم: “ليس من الممكن أن تكون كل الافتراضات التي وضعناها صحيحة، ولا نزعُم أننا أخطأنا في بعض الأمور، فنحن على يقين من ذلك. لكن من خلال وجود آليات وعمليات للتغيير يمكننا أن نصحح تلك الافتراضات”.

 

وبيرنسكي يتطلع بشدة لهذه التجربة. فقد قال لموقع كوين ديسك: “إن بوليتيا هي أهم ترقيات الديكريد حتى الآن على مدار تاريخها” واستطرد قائلاً: “إنها حقاً تجسيد لما أراد فريق الديكريد الأساسي تحقيقه منذ البداية”.

 

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.