آمنة وخاصة وغير قابلة للتتبع.. كل ما يجب معرفته عن عملة مونيرو الرقمية

تعد مونيرو العملة الرقمية التي ترتقي أن تكون آمنة وخاصة وغير قابلة للتتبع. وتعمل هذه العملة على تحقيق ذلك من خلال مجموعة من البروتوكولات، التي تسمح بأن تكون عناوين الاستلام والمبالغ الرقمية للمعاملات في كنف السرية التامة، بالإضافة إلى أن عنوان المرسل، يقع التشويش عليه وذلك عن طريق التوقيعات الرقمية. وتعتبر هذه التوقيعات بمثابة آلية لإخفاء هوية المرسل ضمن مجموعة أخرى من المرسلين المزيفين.

التعدين

تسعى عملة المونيرو إلى تحقيق عدة أهداف من بينها أن تكون قائمة على المساواة بشكل أكبر من بقية العملات الرقمية على غرار البيتكوين. ويحيل ذلك فعلياً إلى أن خوارزمية إثبات العمل على مستوى المونيرو قادرة على مقاومة عملية التعدين عن طريق الدوائر المتكاملة للتطبيقات المحددة. كما يجب أن تكون فعالة عند تعدينها بواسطة وحدة معالجة رسوميات ووحدة المعالجة المركزية.

يعتبر ذلك أمراً رائعاً على المستوى النظري، إلا أنه يفتح المجال لمشكلة أخرى (لا يقتصر ذلك على المونيرو فحسب)، إذ يمكن لبعض البرمجيات الخبيثة أن تخفي الرمز في مواقع وبب أو أن تقوم شبكات الروبوت بإجبار بقية الحواسيب على تعدين المونيرو لفائدتها. في حال خرجت هذه المشكلة على نطاق السيطرة، يمكن أن يصبح المستخدمين غير قادرين على تعدين العملة الرقمية. كما يمكن لمشغلي شبكات الروبوت أن يؤثروا في الشبكة بشكل مفرط.

قابلية التوسع

تمثل قابيلة التوسع إلى مستوى آلاف المعاملات الرقمية في ثانية واحدة، من بين مميزات مشاريع البلوكتشين على غرار المونيرو. ولعل ما يميز المونيرو خاصية قابلية التوسع خاصة وأن هذه العملة تتسم بحجم كتلة ديناميكية تجعل كمية البيانات المنقولة قابلة للتغير حسب الحاجة. من جهتها، تستغرق عملية التصديق على كتلتها دقيقتين، وهو ما يعني أن المونيرو تستغرق 20 دقيقة حتى تحصل على 10 موافقات مقترحة.

في الوقت الراهن، لا يزال أمام المونيرو شوط كبير لتقطعه قبل أن تصبح قابلية التوسع مشكلة كبيرة بالنسبة لها. باستثناء التغيُرات الكبيرة على مستوى تدفق حجم التداول، يعتبر تلاؤم التحسينات المتعلقة بالحوسبة مع المونيرو أمرا مقبولا، وبالتالي ليس هناك حاجة للتفكير بشأن حلول لقابلية التوسع.

وعلى الرغم من ذلك، يمكن اكتشاف حلول لمسألة قابلية التوسع على المدى القصير والطويل. ومن بين الحلول التي يجري اختبارها في الوقت الراهن، نذكر “المضادات للرصاص”، التي من شأنها أن تزيد سرعة المعاملة بشكل كبير من خلال تقليص حجم المعاملات، ليقع في نهاية المطاف تقليص الرسوم.

خاصية الأمان

منذ ظهور عملة المونيرو في سوق العملات الرقمية سنة 2014، تمت مهاجمتها بنجاح مرة واحدة فقط في شهر سبتمبر/ أيلول من السنة نفسها، نتيجة لثغرة تم معالجتها في وقت لاحق. ومنذ ذلك الحين، نمت المونيرو بشكل كبير واكتسبت الكثير من الشعبية، وهذا ما يعزز خاصية الأمان، التي تم اختبارها بشكل مكثف.
تبين بعض البحوث وجود مشاكل محتملة فيما يخص قابلية الربط على مستوى معاملات المونيرو، الأمر الذي دفع بمطوري هذه العملة للإقرار بهذه المشاكل فعلياً ومعالجة معظمها. وتتسم خاصية الأمان التي تتمتع بها المونيرو بالصلابة. ولكن من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه التكنولوجيا لا تزال حديثة ومن الممكن أن تشمل العديد من نقاط الضعف التي لم تظهر بعد.

خاصية المماثلة

تتمثل أهم مميزات عملة المونيرو في أنها متماثلة بشكل تام. في المقابل، يختلف الأمر مع عملات مثل البيتكوين والإيثيريوم، حيث يرتبط سجل المعاملات بالعملة ذاتها، وهذا ما يجعل المستخدمين يستعملون كل عملة بشكل مختلف عن الأخرى، بحيث يتيح استخدام وحدات العملة في إطار معاملات غير قانونية.
كما تعتبر مونيرو العملة الوحيدة التي تحظى بخصوصية على نطاق واسع، فضلا عن كونها تطبق خاصية التماثل على مستوى البروتوكول. بالنسبة لعملات مثل داش وزيكاش، فقد جعلت عمليات الإرسال الخاصة بها تعتمد على “الاختيار الصريح”، مما يعني أنها لن تكون دائما متماثلة. في الأثناء، يشرَع مونيرو للخصوصية بشكل تلقائي.

نشاط مفتوح المصدر

تعد المونيرو عملة ترتكز على برمجيات مفتوحة المصدر ويمكن إيجاد مستودع البرمجيات الأصلي الخاص بها على الرابط.

في هذه المرحلة، تعد المونيرو عملة تحظى بمكانة ثابتة في سوق العملات الرقمية، وينعكس هذا من خلال مستودع البرماجيات مفتوحة المصدر.
في الواقع تتسم عملة المونيرو بوجود مجموعات نشطة تقوم بالإبلاغ عن المشاكل، بالإضافة إلى كتابة طلبات السحب. كما يتم تحديث الكود الأساسي بشكل منتظم، فيما يتم مراجعة أغلب طلبات السحب المتأتية من المستخدمين والرد عليها في الوقت المحدد.

في الأثناء، يتكفل القائمون على هذه العملة بمناقشة معظم المسائل المبلّغ عنها بشكل فعال. وفي حين يقوم عدد من المساهمين المنتظمين بإنشاء قدر كبير من الرموز، هناك عدد آخر من المساهمين في خدمة المستخدمين، ليصل عددهم إلى ما يزيد عن 140 شخصاً، الأمر الذي يعد من المؤشرات الجيدة بشأن هذه العملة.

توجد العديد من المصادر، التي يمكن الاعتماد عليها لتعلم كيفية إنشاء الكود المعمول به بالنسبة لهذه العملة، وبذلك المساهمة في عملية البرمجة أيضاً. كما أن لديهم نظام برمجة تلقائي بالإضافة إلى نظام اختبار التلقائي (على الرغم من أن تغطية الكود ليست بالمثالية). عموماً، تبدو مشاريع غيت هاب سليمة ونشيطة للغاية.

الخلاصة

من منظور تكنولوجي، تعتبر وضعية عملة المونيرو جيدة، كما أثبتت درجة عالية من الحماية والإنتاج خلال السنوات القليلة الماضية. ولا تزال عملية تطوير هذه العملة نشطة للغاية بالإضافة إلى أنه تحظى بمجتمع كبير مفتوح المصدر. وعلى الرغم من أن خاصية قابلية التوسع يمكن أن تمثل مشكلة في حال اكتسبت مونيرو قدرًا كبيرًا من الزخم في المستقبل، إلا أنها في الوقت الحالي ليست بالمسألة الجدية مقارنةً مع العملات الرقمية المعروفة الأخرى.
لا ترتبط بعض أكبر التحديات التي تواجه عملة المونيرو مباشرة بالتكنولوجيا الخاصة بها. فعلى سبيل المثال، يمكن للعديد من العملات الرقمية الأخرى التي تتسم بالخصوصية وأن تعوض المونيرو في السوق، في حين أن عدم وجود اختلافات كبيرة بينها فيما يخص الأداء التقني يجعل من الصعب تحديد العملة التي ستتفوق على الأخرى.

على الرغم من أن شبكات الروبوت تمثل تهديدًا لعملة المونيرو، خاصة فيما يتعلق بالتعدين القائم على المساواة، إلا أن مشغلي شبكات الروبوت لا يتميزون بالتحفيز الكافي على المستوى الاقتصادي لإضعاف الشبكة بالكامل. فيما يتطلب القضاء على المونيرو أن تتدخل وكالات حكومية رفيعة المستوى للقيام بهذه العملية. يمكن أن ينجر عن أي تدخل حكومي، سواء بشكل علني أو سري، نتائج وخيمة على المونيرو، إلا أن هذا مستبعد في المستقبل القريب.
لزيادة نسبة اعتمادها على المدى الطويل، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار مدى قدرتها على أن تنأى بنفسها عن المعاملات غير المشروعة، بالإضافة إلى مدى رغبة المستخدمين العاديين في اللجوء إلى الخصوصية التي توفرها المونيرو مقارنة بالعملات الأخرى مثل البيتكوين.