قبل الدخول في تفاصيل دورة الإيثريوم (ETH) كل 4 سنوات، سنستعرض بإيجاز دورة البيتكوين (BTC) كل 4 سنوات كمقدمة:
إذ تمثل كل شمعةٍ فترةً مدتها 12 شهراً، لتُعبِّر عن مرحلةٍ مختلفة في دورة السنوات الأربع الإجمالية.
الشمعة الأولى: هي المكان الذي يسجل فيه السعر ارتفاعه القياسي النهائي، لينهي سوقه الصعودية.
الشمعة الثانية: هي المكان الذي يتراجع فيه السعر بدرجةٍ كبيرة أثناء السوق الهبوطية.
الشمعة الثالثة: هي المكان الذي يسجل فيه السعر قاعه النهائي، ليؤكده باعتباره قاع السوق الهبوطية الأخير.
الشمعة الرابعة: هي المكان الذي يعكس السعر مساره فيه، ليرتد إلى سوق صعودية مؤكدة.
ولنتعمق في التفاصيل الآن لتكوين فهمٍ أفضل عن دورة الإيثريوم كل 4 سنوات:
دورة الإيثريوم/الدولار كل 4 سنوات القديمة (2017-2020)
لا شك أن دورة الإيثريوم/الدولار كل 4 سنوات تبدو مختلفةً للغاية عن نسخة البيتكوين.
إذ عاشت عملة الإيثريوم دورة 4 سنوات كاملة وحيدة، مقارنةً بالبيتكوين التي مرت بدورتين كاملتين.
ومع ذلك، يستحق الأمر تحليلاً مختلف الميول السعرية التي تحدث إبان مثل تلك الدورات المثيرة للاهتمام.
ولنركز الآن على دورة السنوات الأربع 2017-2020.
إذ بلغت الشمعتان الأولى والثانية ذروة السعر عند مستوى الـ724 دولاراً (الأزرق).
ومن المنطقي أن ترسل كل شمعة منهما فتيلها الصعودي ليتجاوز مقاومة الـ724 دولاراً، وخاصةً الشمعة الثانية في عام 2018. لكن مقاومة دورة السنوات الأربع الجديدة استقرت عند مستوى الـ724 دولاراً.
وتعرض السعر للرفض باتجاه مستوى الـ128 دولاراً. وجرى إرسال الفتائل الهبوطية أسفل ذلك المستوى، لكن الشمعة الثانية سجلت إغلاقها السنوي أعلى مستوى الـ128 دولاراً، من أجل تأكيد قاع دورة السنوات الأربع.
وهكذا بدأ يظهر نطاق الـ128-724 دولاراً الجديد لدورة السنوات الأربع.
حيث وقع جسم الشمعة الثانية لعام 2018 داخل ذلك النطاق بالكامل.
وتشكلت الشمعة الثالثة وكذلك الرابعة داخل ذلك النطاق أيضاً. وصحيحٌ أنهما أرسلتا الفتائل الهبوطية أسفل دعم الـ128 دولاراً، لكن الإغلاق السنوي جاء أعلى ذلك الدعم.
وبهذه الطريقة تشكلت “منطقة الفتائل الهبوطية” أسفل دعم دورة السنوات الأربع الرئيسي (الأخضر) عند مستوى الـ128 دولاراً.
وربما مثّل دعم دورة السنوات الأربع عند 128 دولاراً قاع الشموع اليابانية في السوق الهبوطية، لكن منطقة الفتائل الهبوطية الخضراء مثلت نقطة الفرصة المالية القصوى للمشترين الباحثين عن صفقات طويلة الأجل.
وعلى أي حال، ارتفعت الشمعة الثالثة داخل نطاق دورة السنوات الأربع المذكور وتماسكت داخله بصفةٍ أساسية، بينما ارتفعت الشمعة الرابعة إلى قمة نطاق الـ128-724 دولاراً.
ولم تسجل عملة الإيثريوم مستوياتها القياسية الجديدة إلا بعد دخولها في دورة أربع سنوات جديدة، واختراقها لنطاقٍ سعري جديد.
دورة الإيثريوم/الدولار كل 4 سنوات الجديدة (2021-2024)
تشكلت دورة السنوات الأربع الجديدة في عام 2021، وستستمر حتى عام 2024.
وسجلت عملة الإيثريوم أعلى مستوياتها الجديدة في الشمعة الأولى الجديدة، التي تشكلت قاعدتها عند المقاومة السابقة في مستوى الـ724 دولاراً، والذي تحول إلى دعمٍ بعدها.
ويمكن القول إن دعم دورة السنوات الأربع الجديدة تشكل من خلال تحويل مقاومة دورة السنوات الأربع القديمة إلى دعم.
بينما تكونت مقاومة دورة السنوات الأربع الجديدة عند ذروة الشمعة الأولى الجديدة، وذلك في مستوى الـ3,662 دولاراً.
أي إن الإيثريوم سجلت نطاق دورة السنوات الأربع الجديدة بين 724 دولاراً و3,662 دولاراً.
ووصل عرض نطاق الدورة الجديدة إلى +404%، بينما كان عرض نطاق دورة السنوات الأربع القديمة يبلغ +465%.
ولهذا فمن المحتمل أن تصبح تلك النطاقات أضيق بمرور الوقت، لتفرض بذلك حصاراً أكبر على كامل جسم الشمعة الثانية.
لكن ما المقدار الذي سيضيق به عرض النطاق؟ أو هل يضيق عرض النطاق بمعدل ثابت؟
ضاق عرض نطاق دورة السنوات الأربع الأولى (+465%) بنسبة +60%، مقارنةً بعرض نطاق دورة السنوات الأربع الثانية (+404%).
وإذا ضاق النطاق بنسبة +60% في دورة الأربع سنوات التالية، مع اختراق الشمعة الأولى في 2025 لمستويات قياسية جديدة، فمن المحتمل أن تصل ذروة الشمعة الأولى إلى مستوى الـ15,000 دولار في 2025.
وسيكون ذلك المستوى بمثابة المقاومة الجديدة في دورة الأربع سنوات المقبلة من 2025 إلى 2028.
لكن دعونا نركز أكثر على ميول السعر داخل دورة الأربع سنوات الحالية، حتى نكون فهماً أفضل عن الشمعة الثالثة (2023) والشمعة الرابعة (2024).
الشمعة الثالثة (2023) والشمعة الرابعة (2024) لعملة الإيثريوم
تجدر الإشارة إلى أن الشمعة الثانية في عام 2018 سجلت تصحيحاً بنسبة -94%، بينما وصلت نسبة تصحيح الشمعة الثانية في عام 2022 إلى -77% فقط.
ولا شك أن الفارق ليس بالهين هنا.
إذ تشير السوابق التاريخية إلى أن موقع الإغلاق السنوي للشمعة الثانية عادةً ما يكون قريباً للغاية من قاع الشمعة الثالثة التالية (وينطبق المبدأ نفسه على دورة البيتكوين كل أربع سنوات).
وأرسلت الشمعة الثانية في عام 2018 والشمعة الثالثة في عام 2019 فتائلهما الهبوطية إلى منطقة العوائد القصوى الخضراء، لكن الشمعة الثانية في عام 2022 لم تفعل ذلك على الإطلاق.
فهل ستلامس الشمعة الثالثة في عام 2023 تلك المنطقة الخضراء؟
تحتاج عملة الإيثريوم للانخفاض بنسبة 39% على الأقل في اتجاه دعم دورة الأربع سنوات عند 724 دولاراً، وذلك حتى تبلغ المنطقة الخضراء.
ومن المحتمل أن يحدث ذلك في صورة فتيلٍ هبوطي باتجاه تلك المنطقة قبل نهاية عام 2023.
وسيؤدي ذلك الفتيل الهبوطي إلى وصول نسبة تصحيح السوق الهبوطية لنحو -80%.
ويمكن القول إن مثل هذا السيناريو سيعني فشل الشمعة الثانية في إنهاء تصحيح السوق الهبوطية، كما سيعني أن إنهاء المهمة أصبح على عاتق الشمعة الثالثة، التي ستكون مُكلَّفة بتسجيل القاع الحاسم والنهائي للسوق الهبوطية.
لكن ماذا لو لم يكن التصحيح بنسبة -80% كافياً لهذه السوق الهبوطية؟
إذ سجلت الشمعة الثانية للسوق الهبوطية السابقة انخفاضاً بنسبة -94%.
كما تراجعت العديد من العملات البديلة بنسبة تتراوح بين -90% و-99% في بعض الحالات.
من الضروري أن نتذكر أن الشمعة الثانية والثالثة في دورة الأربع سنوات السابقة سجلت منطقة فتائلها الهبوطية (الخضراء) بعمق -35%.
وإذا انخفضت عملة الإيثريوم بنسبة -35% داخل المنطقة الخضراء، فمن المحتمل أن يلامس السعر مستوى الـ470 دولاراً.
فماذا عن الشمعة الرابعة المستقبلية في 2024؟
تشير السوابق التاريخية إلى أن الشمعة الرابعة ربما تفتتح عامها عند الأسعار الحالية، مع احتمالية إرسال بعض الفتائل الهبوطية، ثم إعادة زيارة قمم الـ3,662 دولاراً بنهاية عام 2024.
الخلاصة
يمكن القول باختصار إن عملة الإيثريوم دخلت حالياً في شمعة القاع النهائي الثالثة، كما هو حال البيتكوين. وربما يكون المجال مفتوحاً أمام بعض الهبوط، لكن الهبوط سيكون محدوداً نسبياً عند مقارنته بفرص العائد.
وستحاول الإيثريوم والبيتكوين تسجيل القاع الحاسم والنهائي خلال العام الجاري، وربما تسجل كل منهما بعض الصعود الجيد.
ومن المفترض أن تُكوّن كل عملة منهما نطاقات المراكمة الخاصة بها خلال العام الجاري نظرياً، وأن تبدأ في اختراق تلك النطاقات أيضاً لتدشين الاتجاه الصعودي الكبير الجديد.
ولن تصل تلك الاتجاهات الصعودية الكبيرة إلى مستويات أسعار قياسية، لكن الارتفاع بمعدلات جيدة يظل احتماليةً قائمة في 2023.
ويُذكر أن شمعة الإيثريوم الثالثة في 2019 سجلت ارتفاعاً بنسبة +181%.
وإذا تكرر ذلك الارتفاع خلال العام الجاري، فسوف يتمكن السعر من إعادة زيارة قمم الـ3,662 دولاراً تقريباً.
وتثير تلك الفكرة جدلاً مثيراً للاهتمام، لأن الشمعة الرابعة هي التي تعاود زيارة قمم دورة الأربع سنوات في المعتاد. ولهذا سيكون الارتفاع القوي بهذه الدرجة في الشمعة الثالثة لعام 2023 أمراً مستبعداً، بناءً على ذلك المبدأ فقط.
وإذا نظرنا إلى الاتجاه الهبوطي الكبير الظاهر بطول الفتائل الصعودية للشمعتين الأولى والثانية، فسنجد أن أقصى نقطة سيبلغها الصعود نظرياً تستقر عند مستوى الـ3,138 دولاراً:
حيث تميل عملة الإيثريوم في شمعتها الثالثة إلى تكوين قمة هابطة كبيرة بما يتناسب مع الشمعة الثانية السابقة.
لكن هذه المرحلة من الشمعة الثالثة تستوجب التركيز على تسجيل القاع النهائية أكثر من أي شيء آخر.
ونظراً لأن بداية الشمعة الثالثة لا تبتعد كثيراً عن القاع الفعلية في المعتاد، فمن المؤكد أن أي تقلب هبوطي من الأسعار الحالية في اتجاه دعم دورة الأربع سنوات (724 دولاراً) سيصبح بمثابة اقتراب من نقطة الفرصة المالية القصوى.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.