هل بلغت البيتكوين القاع؟ التحليل الفني الأسبوعي لسوق العملات المشفرة

لنفترض أن عملة البيتكوين ستبلغ قاعها عند المتوسط المتحرك لـ200، من أجل سياق هذه النشرة.

إذ تشكلت قيعان سوق الدببة الهبوطية السابقة عند هذه النقطة في الماضي:

وفي حال كوّنت العملة قاع سوقٍ هبوطية أخرى عند المتوسط المتحرك الأزرق لـ200، فسوف تحتاج العملة للانخفاض بنسبة -25% أخرى على الأقل.

وأقول هنا على الأقل لأن الانحرافات الهبوطية في السعر أسفل المتوسط المتحرك لـ200 يوم قد تحدث أحياناً، كما شهدنا في فترة المراكمة عام 2015 أو في مارس/آذار 2020.

فكيف سيكون رد فعل العملات البديلة في حال انخفض سعر البيتكوين بنسبة -25% أخرى على الأقل؟

ستركز هذه النشرة على منحك فكرةً أفضل حول رد الفعل المتوقع للعملات البديلة حين تنخفض عملة البيتكوين بهذه الدرجة.

ربما لم نبلغ القاع بعد، ولكنها ليست بعيدةً للغاية

إذا كانت عملة البيتكوين ستنخفض أكثر، فمن الواضح أن العملات البديلة ستحذو حذوها.

ولكن لنلق نظرةً على حجم التصحيح المحتمل للعملات البديلة.

ولنبدأ بزوج الكاردانو (ADA) مقابل الدولار الأمريكي مثلاً:

انخفضت عملة الكاردانو بنسبة -87% حتى الآن، لتكسر بذلك الدعم الأخضر الذي مثّل ذات مرة أعلى مستويات العملة المسجلة في السنة المالية 2017 /2018.

ويُمكن القول إنه أمرٌ مثيرٌ للفضول لأن الاعتقاد السائد من قبل كان يرى أن الارتفاعات القياسية السابقة لا يمكن إعادة اختبارها كدعمٍ في الدورات المستقبلية. لكن عملة الكاردانو تكشف أن هذه الفكرة ليست صحيحةً بالضرورة، مما يدفعنا لطرح التساؤل التالي: هل يمكن أن تكسر عملة البيتكوين مستوى الـ20.000 دولار؟ لكننا سنترك الأمر ليومٍ آخر.

تتأرجح عملة البيتكوين داخل نطاق 28.000-69.000 دولار منذ بضعة أشهر، لتتماسك بذلك بين قاع وقمة النطاق الكبير:

هل دخلت عملة البيتكوين في سوقٍ هبوطية؟ أم تعيش مرحلة تماسك داخل النطاق كبير؟

ولا شك أن خسارة عملة البيتكوين لدعم قاع النطاق الكبير ستؤكد الاتجاه الهبوطي الممتد لعدة أشهر على الأرجح. ولكن يُشترط هنا ألا يكون كسر قاع النطاق الكبير وهمياً من النوع الذي نشهد معه استرداد دعم قاع النطاق الكبير في النهاية، كما حدث عند تحدي مستوى الـ69.000 دولار الذي مثّل اختراقاً وهمياً لقمة النطاق الكبير.

وأريد أن أقول هنا إن هناك عدة طرق يمكن للمرء أن يعرف بها ما إذا كانت عملة البيتكوين في سوقٍ صعودية أم هبوطية، وذلك بمقارنتها مع العملات البديلة لمعرفة ما إن كانت في سوقٍ هبوطية أم صعودية.

إذ تميل العملات البديلة إلى التصحيح بنسبةٍ تتراوح بين -90% و-95% في سوق الدببة الهبوطية.

ولهذا من المنطقي الافتراض بأن تصحيح عملة الكاردانو بنسبة -87% يُرجّح احتمالية أن تكون العملات البديلة في سوق هبوطية.

علاوةً على أن تصحيح عملة الكاردانو بنسبة -87% يعني أن العملة لا يزال أمامها المزيد من الانخفاض بنسبة -90% إلى -95%، حسب معايير أسواق الدببة.

وهذا يؤكد أن عملة الكاردانو في سوقٍ هبوطية، وربما تنخفض أكثر، لكن الهبوط أصبح محدوداً.

ولننظر إلى الرسم البياني للعملة مرةً أخرى:

إذا انخفضت العملة بنسبة -95% إجمالاً، فسيعني ذلك أن قاع الكاردانو سيحدث عند مستوى 0.15 دولار (الأحمر).

ويُمثل الخط الأفقي الأسود عند مستوى 0.33 دولار دعماً أساسياً يجب كسره لبلوغ تلك النقطة.

ومن المثير للاهتمام أن المستوى الأسود يمثل علامة -90%، بينما يمثل المستوى الأحمر علامة -95%. ويُشكّل الدعمان الرئيسيان المتبقيان نطاق التصحيح التقريبي من -90% إلى -95%، والذي تميل العملات البديلة إلى دخوله عادةً في السوق الهبوطية.

ولنلقِ نظرةً على بعض الأمثلة الأخرى:

عملة تشين لينك (LINK) – زوج تشين لينك/التيثر (USDT)

انخفضت عملة تشين لينك بنسبة -89% حتى الآن.

ومن المثير للاهتمام هنا أن المنطقة الخضراء تمثل علامة -90%.

بينما يقترب المستوى البرتقالي أدناها من علامة -95%.

وتُشير منطقتا الدعم الرئيسي المتبقيتان إلى علامتي تصحيح -90% و-95%، كما هو الحال مع عملة الكاردانو بالضبط.

ولكن في حالة تشين لينك، تمثل المنطقة الواقعة بين العلامتين بكاملها قاعدةً لمنطقة طلبٍ تاريخي على حركة السعر، امتدت منذ 2019 وحتى منتصف 2020.

ولهذا من المنطقي افتراض أن قاع السوق الهبوطية لعملة تشين لينك سيقع بين 1.50 إلى 5 دولارات، خاصةً في حال خسارة عملة البيتكوين لقاع النطاق الكبير وتأكيدها استمرار الهبوط للسوق بأكملها.

عملة اللايتكوين (LTC) – زوج اللايتكوين/الدولار الأمريكي

انخفضت عملة اللايتكوين بنسبة -87%.

ولامست العملة بذلك قاعها الصعودية السعرية الممتدة منذ سنوات.

وتتشابك هذه القاع الصعودية مع دعم منطقة المراكمة التاريخية العريضة نسبياً، التي انتهت الأسواق الهبوطية للعملة عندها في السابق (الخضراء).

وتُشير معايير تصحيح السوق الهبوطية التاريخية إلى أن اللايتكوين قد تنخفض أكثر لمستويات -90% إلى -95%، مما سيكون منطقياً لأن هذه المنطقة الخضراء إجمالاً تعتبر منطقة انعكاس تاريخية.

ويُمثّل قاع المنطقة علامة -93%، مما يُثير التساؤلات حول ما إذا كانت العملة ستعاود زيارة قيعان السوق الهبوطية لـ2018 /2019 فعلياً.

والإجابة هي: لمَ لا؟ إذ لامست العملة قاع 2018 /2019 في عام 2020 أيضاً.

فهل من المستبعد أن تُكرّر العملة ذلك في 2022 /2023؟

والمأخذ الرئيسي هنا في جميع الأحوال هو أن عملة اللايتكوين قد تنخفض أكثر، كما هو الحال مع العملات البديلة المذكورة أعلاه. لكن الأهم هو أن عملة اللايتكوين تقترب من منطقة طلب أساسية أثبتت تاريخياً أنها تُوفّر عائدات ضخمة للمستثمرين على المدى البعيد.

عملة الكوزموس (ATOM) – زوج الكوزموس/التيثر

تتراجع بعض العملات البديلة بوتيرةٍ أقل من غيرها.

وخير مثال على ذلك هي عملة الكوزموس، التي تراجع سعرها -81% فقط حتى الآن.

ولا شك أن الإغلاق الشهري أسفل المستوى البرتقالي سيكون مؤشراً على هبوط السعر أكثر.

وفي هذه الحالة يُصبح الهبوط إلى نطاق ما بين الـ-90% و-95% أمراً محتملاً.

ويُمثّل مستوى 4.38 دولار الأزرق علامة +90%، بينما يمثل المستوى الأحمر علامة -95%:

الخلاصة

يُمكن القول باختصار إن العملات البديلة لا تزال أمامها مساحة للهبوط أكثر وبلوغ مستويات الدعم الرئيسية.

ومن المثير للاهتمام أن مستويات الدعم الرئيسية تتشابك مع مستويات التصحيح المطابقة لمعايير السوق الهبوطية، والتي تفترض وقوع عمق التصحيح عند مستوى -90% إلى -95%.

هل يجب أن تنخفض العملات البديلة بنفس درجة انخفاض دورات السوق الهبوطية السابقة؟

لا، إذ قد تتمكن العملات البديلة الأقوى من اجتياز العاصفة، لكن بقية العملات ستنخفض بنفس الدرجة عموماً.

والمأخذ الأهم هنا في هذه النشرة هو أن العملات البديلة التي انخفضت بشدة- وربما تنخفض أكثر- بدأت تدخل ببطء في فترةٍ تشهد تقويمها بأقل من قيمتها بكثير.

صحيحٌ أن بعض العملات البديلة لن تنجو من الشتاء المحتمل، لكن العملات التي ستنجو ستمنح أصحابها عائدات رائعة في الدورة المقبلة.