التحليل الفني الأسبوعي للعملات المشفرة – 6 مايو

يُعد مؤشر العقود الآجلة الدائمة للعملات البديلة من المقاييس المفيدة التي توضح ما يحدث مع العملات البديلة على المستويات الرئيسية.

ويُمكن وصفه من ناحية بأنه تجميع لسلوك أسعار غالبية العملات البديلة.

حيث يتجلى هنا بوضوح أن المؤشر يُظهر خسارة العملات البديلة لمنطقة طلبٍ شهري رئيسية (الخضراء).

ولنتعمق أكثر في تفاصيل المؤشر.

إذ ارتد المؤشر من منطقة الطلب الخضراء في منتصف عام 2021. وكان رد الفعل هناك قوياً كما يتبين من الفتائل الهبوطية الطويلة. وقد أعقب المؤشر ذلك بحركةٍ اقتربت من أعلى مستوياته المسجلة على الإطلاق.

ولنقارن الآن بين تلك الفترة والفترة الحالية.

في وقتٍ سابق من العام الجاري، أرسل المؤشر بعض الفتائل الهبوطية الطويلة أسفل المنطقة الخضراء دون ضجةٍ كبيرة، قبل أن يرتد المؤشر ويخسر الدعم.

ومن المحتمل أن يقلب المؤشر نفس المنطقة المذكورة إلى مقاومةٍ جديدة على أرض الواقع.

ونحن الآن أمام سؤالٍ من الاثنين: هل نحن أمام كسرٍ هبوطي وهمي للأسعار؟ أم هل ضعفت منطقة الطلب المذكورة لهذه الدرجة في غضون بضعة أشهر؟

ويبدو أن ضعف رد الفعل من المنطقة الخضراء يُشير إلى الاقتراح الأخير، ولكن ما يزال هناك مجالٌ لسيناريو الكسر الهبوطي الوهمي؛ لأن الكسر الهبوطي الوهمي يحدث على مرحلتين:

• الإغلاق الشهري أسفل المستوى الرئيسي، الأخضر في هذه الحالة (حدث بالفعل).
• التعرض للرفض عند المستوى الرئيسي، الدعم القديم الذي يتحول إلى مقاومةٍ جديدة (لم يحدث بعد).

ولهذا فأمام المؤشر فرصةٌ جيدة للصعود عائداً باتجاه المنطقة الخضراء، ولكن يجب أن ننتبه إلى أنها قد تكون مجرد انتعاشة ارتياح، إلا في حال نجح المؤشر في استرداد الدعم الأخضر والإغلاق شهرياً في النهاية أعلى تلك المنطقة لتأكيد الاسترداد.

هل نحن أمام كسرٍ هبوطي وهمي على مستوى السوق؟

يجب النظر إلى حركة سعر البيتكوين (BTC) لنعرف ما إذا كان الكسر الهبوطي لمؤشر العملات البديلة وهمياً.

ولنبدأ بنظرةٍ على المتوسط المتحرك لـ20 شهراً:

يُمثّل مؤشر المتوسط المتحرك لـ20 شهراً نقطةً مرجعيةً مهمة بالنسبة لاتجاهات صعود وهبوط البيتكوين.

إذ عادةً ما تأتي خسارة دعم المتوسط المتحرك متبوعةً بهبوطٍ قوي، خاصةً في أعقاب تحويله إلى مقاومةٍ جديدة (رغم أن السعر سبق له الانهيار في مارس/آذار عام 2020 دون تحويل المتوسط المتحرك إلى مقاومة).

وإليكم تحديث الرسم البياني لـ20 شهراً:

يبدو في الوقت الحالي أن عملة البيتكوين نفّذت كسراً هبوطياً من المتوسط المتحرك لـ20 شهراً.

وخسرت عملة البيتكوين هذا المستوى كدعم.

وتُشير السوابق التاريخية إلى أننا على مشارف هبوطٍ قوي.

ولكن عملة البيتكوين غالباً ما تتعافى لتحويل هذا المستوى من الدعم إلى مقاومةٍ جديدة.

ولهذا نعم، هناك فرصةٌ أن تتعافى عملة البيتكوين عائدةً إلى مستوى المتوسط المتحرك عند 41,500 دولار، وتحوله إلى مقاومة، قبل رفضها واستمرار الاتجاه الهبوطي.

ومع ذلك فهناك فرصةٌ أن تتصرف العملة كما فعلت في مارس/آذار 2020، حين انهار السعر أسفل المتوسط المتحرك، لكنه تعافى ليتجاوزه سريعاً.

ولا شك أن ما حدث في مارس/آذار 2020 يحمل بعض المحفزات الأساسية الصارخة؛ إذ يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نعيش فترةً مماثلة من حيث خطورة الأساسيات الحالية واعتبارها قابلةً للمقارنة.

ويُمكن القول إننا نعيش فترةً مماثلة من الناحية الفنية، خاصةً في حال تمكنت العملة من الصعود إلى مستوى 41,500 دولار واسترداده كدعم.

ما علاقة كل ما سبق بالعملات البديلة؟

في حال صعود عملة البيتكوين أعلى دعم المتوسط المتحرك لـ20 شهراً؛ فمن المرجح أن تسترد العملات البديلة منطقة الطلب الخضراء كدعمٍ أيضاً.

وفي هذه الحالة سنكون أمام كسرٍ هبوطي وهمي كبير بطول السوق.

وربما خسر زوج تداول الإيثريوم (ETH)/الدولار دعمه الشهري عند مستوى 3,000 دولار (الأسود)، ولكن العملة ما تزال على الاتجاه الصعودي الكبير فنياً (القاع الصعودية الخضراء):

وتستطيع عملة الإيثريوم بالطبع الصعود إلى مستوى 3,000 دولار الأسود وتحويله إلى مقاومة، وحينها ستواجه القاع الصعودية مشكلة. ولكن ما الذي سيحدث في حال استرداد مستوى 3,000 دولار الأسود كدعم؟

وسأشعر بالقلق في حال خسرت عملة الإيثريوم قاعها الصعودية وأنهت اتجاهها الصعودي فنياً، لكن عدم حدوث ذلك حتى الآن هو أمرٌ مثيرٌ للاهتمام ويصب في صالح نظرية الكسر الهبوطي الوهمي.

ولهذا فمن المثير للاهتمام أن العملة لم تخسر قاعها الصعودية الكبيرة حتى الآن، وهو ما ينطبق على عملة البيتكوين أيضاً في هذا الصدد.

البيتكوين – الاتجاه الصعودي الكبير ما يزال قائماً:

ربما يُشير منظور المتوسط المتحرك لـ20 شهراً إما إلى سيناريو الهلاك أو سيناريو الكسر الهبوطي الوهمي، لكن حقيقة استمرار القاع الصعودية الكبيرة على حالها تُشير إلى العكس.

إذ ربما نشهد في الواقع انحرافاً صعودياً خفياً يتكون حول السعر ومؤشر القوة النسبية (ومعذرةً على سوء جودة الرسم أدناه):

وبهذا يُشير الانحراف الصعودي الخفي إلى وجود قوةٍ خفية ومتقنة تنمو داخل السوق.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث يُشير المتوسط المتحرك لـ20 شهراً إلى خسارة أحد المستويات الأساسية، لكن خط كيجون سين الشهري على مؤشر سحابة إيشيموكو يُشير إلى أن الخسارة الكبيرة للدعم لم تحدث بعد فعلياً.

وإليكم نظرةً تاريخية على حركة خط كيجون سين حين يتعلق الأمر بتحديد اتجاهات صعود وهبوط البيتكوين:

ويتضح كما نرى أن تحويله إلى مقاومةٍ يمثل اتجاهاً هبوطياً، بينما يُعَدُّ الحفاظ عليه كدعم مؤشراً صعودياً.

وإليكم التحديث التالي:

لا تزال عملة البيتكوين تحافظ على دعم خط كيجون سين.

ولهذا هو أمرٌ مثيرٌ للاهتمام؛ إذ خسرت عملة الإيثريوم مثلاً دعم مستوى 3,000 دولار الشهري، لكنها تحافظ على قاعها الصعودية الكبيرة.

في ما خسرت عملة البيتكوين دعم أحد المستويات الأساسية، المتوسط المتحرك لـ20 شهراً، لكنها ما تزال محافظةً أيضاً على قاعها الصعودية الكبيرة، وعلى دعم خط كيجون سين.

ولا شك أن الحفاظ على اتجاهات الصعود الفنية الأساسية المذكورة يعني عدم قدرتنا على التنبؤ بهبوطٍ مؤكد للبيتكوين أو الإيثريوم.

أما خسارة اتجاهات الصعود المذكورة فستعني أننا نتجه للهبوط بنسبةٍ أكبر، خاصةً في حال خسارة عملة البيتكوين لدعم خط كيجون سين.

ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار سيناريو الكسر الوهمي بطول السوق في الوقت الراهن على الأقل، مع معرفةٍ كاملة بالمستويات التي يجب استردادها من أجل تأكيد هذا السيناريو.

ونعود الآن إلى سؤال النشرة: هل نحن في الوقت المناسب لشراء العملات البديلة؟

يُمكن القول إن الأمر يمثل مخاطرةً شديدة في الوقت الراهن عموماً، حتى وإن كانت الأسعار متراجعةً بشدة، وحتى وإن كانت هناك مشاريع قادرة على تقديم أداءٍ متفوق في المستقبل القريب.

ومع ذلك، يجب أن ننتظر حتى يسترد مؤشر العملات البديلة مستوى الدعم الشهري لتأكيد سيناريو الكسر الهبوطي الوهمي؛ لأن رفض المؤشر هناك بعد انتعاشة الارتياح سيعني تأكيد الهبوط على الأرجح.