شهِدت الآونة الأخيرة معاناة البتكوين، إذ أنها فقدت 40% من قيمتها خلال أسبوعين فحسب، في ظل نشوب حربٍ أهليةٍ في أوساط العملة المشفرة المنافسة البتكوين كاش، والمخاوف بشأن فشل استثمارات المؤسَّسات المنتظرة بشدَّةٍ في منح البتكوين ومستثمري العملة المشفرة ثِقَلاً كافياً.
وقد أدَّت مشاكل البتكوين إلى تشكيك العديدين في مستقبل العملات المشفرة، إلا أن آخرين لا يزالون محتفظين بالثقة في صمود البتكوين وقريناتها، ومن بين المتفائلين رئيس بورصة نيويورك (NYSE) جيف سبريتشر.
إذ قال سبريتشر في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع أثناء مؤتمر الاستثمار Consensus: Invest في نيويورك: “الإجابة القاطعة هي أن (الأصول الرقمية باقية)”، وورد هذا للمرة الأولى على قناة CNBC. وتابع سبريتشر قائلاً: “بصفتي عاملاً في البورصة، ليست مهمتنا الإدلاء بآرائنا حول الأسعار”.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، عادت البتكوين مجدداً إلى الرَّكب، محقِّقةً انتصاراً معنوياً بوصول سعرها إلى 4000 دولار، بعد أن كان قد هبط إلى 3600 دولار في الأسبوع السابق، في أزمةٍ أسفرت عن محو المليارات من القِيَم السوقية لكبرى العملات المشفرة في العالم، بما فيها أمثال عملة الريبل (XRP) والإيثريوم (ETH).
وانخفض كذلك سعر البتكوين هذا العام بنسبةٍ تُقارِب 80% حتى الآن، وقد حدثت عملية تصفيةٍ هذا الشهر تسبَّبت فيها العملة المشفرة المنافسة، البتكوين كاش، حين انقسمت إلى عملتين منفصلتين بسبب فشل المطوِّرين والمُعَدِّنين في التوصُّل إلى اتفاقٍ حول مستقبلها.
سبريتشر، وهو المدير العام لشركة إنتركونتنينتال إكستشينج Intercontinental Exchange، الشركة الأم لبورصة نيويورك، قد منح دعمه إلى منصة باكت Bakkt لتداول البتكوين والعملات المشفرة، التي تعتزم تقديم خدمة التداول في عقود البتكوين الآجلة بدءاً من العام المقبل، وطرح البتكوين والعملات المشفرة الأخرى على سوق تجزئةٍ أوسع من خلال عقد الشراكات مع سلسلة المقاهي الأميركية ستاربكس Starbucks وعملاقة أجهزة الحاسوب الشخصية مايكروسوفت Microsoft.
وفي ضوء هبوط قيمة العملات المشفرة في شتى أنحاء العالم هذا الأسبوع، ازدادت هيمنة البتكوين (أي حصتها من القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة) على مدار الشهر، فبلغت نسبة 53% اليوم بعد أن كانت 51% في بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، مما يُبرِز الإقبال المستمر للمستثمرين ومُعَدِّني العملات المشفرة على البتكوين.
وأضاف سبريتشر: “بطريقةٍ ما، عاشت البتكوين في مستنقعٍ ونجحت في البقاء. هناك آلافٌ من التوكنات الأخرى التي يمكن أن تراها أفضل، ومع ذلك فإن البتكوين مستمرةٌ في البقاء والازدهار ولفت الانتباه”.
وأردف قائلاً: “في الشؤون المالية، ليس الأهم في معظم الأحيان أن تكون الأفضل، بل يتبيَّن أن الأهم هو أن تكون الأوسع نطاقاً والأكثر قبولاً، وأياً كان السبب، فقد حقَّقت البتكوين ذلك”.
وعلى صعيدٍ آخر، خرج رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع بتصريحٍ يحذِّر فيه من أن إنشاء صندوق المؤشرات المتداول للبتكوين والمنتظر بشدَّةٍ هو أمرٌ “مستَبعَدٌ” في المستقبل القريب، وهي تُعَدُّ صفعةً على جبين من يأملون أن تتوهَّج البتكوين خلال العام المقبل بفضل صندوق المؤشرات المتداول.
وفي حال التصديق عليه، سيُمَكِّن صندوق المؤشرات المتداول كافة الناس من الاستثمار في البتكوين دون الحاجة إلى التعامل مع منصات التداول المعقَّدة التي غالباً ما تعاني من اللوائح الروتينية ونقص الثقة العامة.
يُذكَر أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية قد رفضت تسعة طلباتٍ بإنشاء صندوق مؤشراتٍ متداولٍ للبتكوين في أغسطس/آب الماضي.
وأثناء المؤتمر ذاته، قالت كيلي لوفلر، الرئيسة التنفيذية لمنصة باكت -وهي أيضاً زوجة رئيس بورصة نيويورك-: “نحن نخلق البنية التحتية التي لا وجود لها اليوم، ونرى أنها فرصةٌ كبيرةٌ لاستقطاب مؤسسات الاستثمار”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.