بدأت التوقعات بنهاية عملة الإيثريوم (ETH) تكتسب زخماً في الآونة الأخيرة، بعد أن أثارها مؤسس منصة الإيثريوم Ethereum نفسه على ما يبدو في اعترافه الأخير بأنَّ المنصة بحاجة إلى تغييراتٍ عميقة، وأنه لو لم تُنفذ تلك التعديلات الجديدة (مثل تحديث كاسبر Casper أو بلازما Plasma)، فلربما تكون النهاية وشيكة للغاية.
حتى هذه المرحلة، كانت فائدة عملة الإيثريوم تتمثل في عقودها الذكية: ففي الوقت الذي كانت فيه عملة البتكوين (BTC) هي العملة المشفرة الوحيدة، جاءت شبكة الإيثريوم الجديدة لتبهر الجميع بتقنيتها “الذكية”. لكنَّ هذه “التقنية” شهدت تطورات هائلة، وبدأت عملة الإيثريوم تتخلف عن الركب في ما تقدمه لمستخدميها. وبما أنَّ عملة الإيثريوم صارت “استثماراً خاسراً” يهرب منه المستثمرون، من المستبعد أن تشهد أسعارها أي حركةٍ تصاعدية في المستقبل.
أوجه انتقاد شبكة الإيثريوم:
- جزء كبير من مرحلة النمو الأولية يعود إلى ما يُعرف بـ”التسويق الخفي – occult marketing“.
- التخلي عن نهج المطورين الأصليين ووضع الكثير من “الثقة في حوكمة عملة الإيثريوم”.
- إدخال تغييرات لا علاقة لها بالإيثريوم باسم العلامة التجارية “المركزية” لشركة كونسينسس سيستمز كوربوريشن Consensus Systems Corporation.
- عدم تصنيف العقود الآجلة للإيثريوم في فئة العقود الآجلة للبتكوين بسبب عدم استدامة شبكة الإيثريوم. كذلك، فإنَّ أي أصول جديدة تُربط بعملة الإيثريوم لن يُمكن استخدامها. وعليه، فمن غير الممكن أن تكون العقود الآجلة خطة بديلة لدعم المنصة و إنعاشها.
- الصعوبة الهائلة في استخدام توكن العملة المشفرة المدعوم ببروتوكول الإيثريوم القياسي ERC 20، إذ يتحتم على مستخدميه دفع “عمولة شبكة الإيثريوم” بدلاً من استخدام جزء من المعاملة ذاتها لدفع رسوم “التداول”.
- فشل عملة الإيثريوم في تحقيق التوسع.
- إغفال تأمين عملية تفويض العقود.
- عدم القدرة على المنافسة.
- استبدال منصات البلوكتشين العامة بأصول العملات المشفرة المستقرة لرغبتها بالإبقاء على طبيعتها الخاصة، وبالتالي لم يعد أمام شبكة الإيثريوم الكثير من الخيارات بشأن ما يمكنها تقديمه في المستقبل القريب.
- استخدام عملة الإيثريوم منهجية إثبات الحصة (PoS) غير المتوقعة والمحفوفة بالمخاطر بدلاً من منهجية إثبات العمل (PoW) الشائع استخدامها في عملة البتكوين.
ما سبق هو بعض الأسباب التي ربما تكون المسمار الأخير في نعش عملة الإيثريوم. ومع ذلك، هناك عدة تساؤلات كبرى تدور حول طبيعة التطور الذي ستشهده هذه المنصة التي تشتهر بعقودها الذكية.
مصير الإيثريوم
صحيحٌ أنَّ عملة الإيثريوم تواجه مشكلاتٍ معقدة، من مشكلاتٍ في دعم البرمجيات إلى تحديد سعرها في السوق إلى العقود غير المرتبطة بتوكنات وأنظمة نقاط البيع، لكنَّها ما زالت قادرة حالياً على المنافسة.
ما يثير التساؤل فعلياً هو مصير العملة وأسعارها.
تحفل عملة الإيثريوم بمواطن الضعف التي تمنع تبنيها على نطاقٍ واسع، حتى مع الشعبية الهائلة التي تتمتع بها.
وإن كان أكبر عائق تواجهه شبكة الإيثريوم إلى الآن هو تحوُّل المزيد من المستخدمين إلى التطبيقات اللامركزية (dApps).
إذ بدأت كل التطبيقات المتطورة والناجحة تقريباً في الانتقال إلى منصة الإيوس (EOS)؛ منها على سبيل المثال: تيكسيكو Tixico وواز Was وإنسايتس نتورك Insights Network وميديبيديا Medipedia. على ما يبدو توفر منصة الإيوس لتلك التطبيقات حلولاً للصعوبات التي كانت تواجهها على منصة الإيثريوم. وصحيحٌ أنَّه كانت هناك عوامل رئيسية شهدت نمواً سريعاً على منصة الإيثريوم، تمثلت في سرعات المعاملات الخاصة ببلوكتشين الإيثريوم، لكنَّ العقبة الكبرى التي كانت تواجه تلك التطبيقات هي عدم قدرتها على وضع خطة للنمو المستدام. أما منصة الإيوس، فإنَّها تتيح لتلك التطبيقات إنشاء البلوكات في أقل من 0.5 ثانية، إلى جانب أنَّها تدعم التوسع إلى ملايين المعاملات.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.