قام Ron Paul ذات مرة بكتابة مقال يشير فيه إلى اتجاه الاقتصاد الأمريكي ومجموعات المصالح الخاصة للانهيار، ويدعوهم إلى التنافس مع الدولار في العملات الرقمية والعملات المدعومة بالذهب، وكان Ron Paul عضوا بالكونجرس الأمريكي، ومرشح الرئاسة الأمريكية سابقًا.

من المؤكد أن أحدث منشورات Ron Paul ستثير الجدل، فهو يريد عودة معيار الذهب مرة أخرى للعملات، ولكن هذه المرة مع العملات الرقمية للحصول على الدعم، وظهرت مقالته على الموقع الإلكتروني لمعهد Mises، وهي منظمة أكاديمية تصف نفسها بأنها “الاقتصاد النمساوي والحرية والسلام”.

رشح Paul نفسه للرئاسة 3 مرات في ظل الحزب الليبرالي المعروف بسياساته التقدمية، وهو معارض للسياسة المالية الأمريكية، وبرامج المراقبة الجماعية التي ظهرت بعد تسريبات سنودن.

بدأ Paul نصه بالبيان الجريء الذي يقول فيه “من الخطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لديها اقتصاد سوق حر”، ويصف الاقتصاد الأمريكي بأنه يُدار من قبل تكتلات حزبية داخل وخارج الحكومة، التي تشوه الاقتصاد ليتلاءم مع احتياجاتهم واهتماماتهم.

وأشار إلى كل من مجلس الاحتياطي الفدرالي “Fed”، ووزارة الخزانة، وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية “SEC”، ولجنة تداول السلع الآجلة “CFTC”، باعتبارهم المؤسسات الأمريكية الأربعة الكبرى التي تعمل معًا، ليس لمساعدة المواطن العادي، لكنها تحافظ على عدم ظهور أي نوع من الأزمات أو الانهيارات في وول ستريت، ويتابع Paul قائلا: إن السلطات الأمريكية سعت إلى تعتيم المعادن الثمينة مثل الذهب طوال القرن العشرين؛ حتى تتمكن من السيطرة على قيمة الدولار كعملة رئيسية يتم التحكم فيها بالكامل من قبل مجموعات المصالح.

مقاييس ومعايير لا معنى لها

أسقط المرشح السابق للرئاسة الأمريكية أيضًا العديد من الأنظمة التي يقيس بها النظام المالي الأمريكي نجاحه، معتبرًا أن هذه المقاييس والتدابير لا معنى لها عندما يقوم المرء بتقييم القوة الحقيقية للاقتصاد، وقال:

“إن التقارير الرسمية للحكومة تدَّعي حتمًا أن التضخم منخفض، ويجب العمل بجد لزيادته، مدعين أن ارتفاع الأسعار قد يشير بطريقة ما إلى النمو الاقتصادي… وقد تم التلاعب بمؤشر أسعار المستهلك لمحاولة إثبات هذه النقطة مثلما يستخدمون أرقام الناتج المحلي الإجمالي المضللة لفعل الشيء نفسه… وأي شخص يدفع فواتيره للحفاظ على منزله يعرف حقيقة التضخم”.

ومع ذلك، فإنه يتصور طريقة الهروب من هذا النظام المزيف من خلال إعادة نظام معياري نسبةً إلي الذهب في القرن الحادي والعشرين، حين تكون العملات الرقمية والذهب قادرين على التعايش في نظام نقدي واحد، وأضاف:

“من المعقول أن تتواجد العملات الرقمية باستخدام تقنية البلوكتشين والمعيار الذهبي معًا، وسيكون المزيج من الذهب والعملات الرقمية أكثر قابلية للتحقيق من إقناع الناس بالتأقلم مع مفهوم جديد تمامًا لنظام مالي جديد”.

كتب Paul تفاصيل عن كيفية عمل فئتين من الأصول معًا، قائلًا إن “تجارة التجزئة، في ظل ظروف بدائية مرتبطة بأزمة العملة، سوف تستخدم نفسها في استخدام المعادن الثمينة الملموسة في تفضيلها إلى عملة رقمية تتطلب شبكات نشطة، ومع ذلك، فمن الأفضل أن يتم تقديم المعاملات الكبيرة على المسافات البعيدة بواسطة عملة رقمية موثوق بها”.

وماذا عن النظام الجديد؟

ولكن فيما يتعلق بالوقت الذي قد نشهد فيه دخول هذا النظام الجديد، يؤكد Paul أن هناك مبادرات جارية بالفعل، إذ يشتري الكثير من الأفراد احتياطيات من الذهب.

يأتي تأكيد Ron Paul؛ ليتبع موضوعا حافظ عليه طوال حياته المهنية، في حين أنه لا يزال من المثير للإعجاب والنبيل أنه يجب عليه الوقوف في وجه مثل هذه المواقف الراديكالية، فضلًا عن محنة المواطن العادي، فإنه من الصعب تصور نظامه الثنائي الذي يجري تنفيذه، ولقد خسر المعيار الذهبي مصداقية من قبل التاريخ لدرجة أنه من غير المرجح أن يسمع عنه معظم الناس في هذا اليوم وهذا العصر.

لا شك أن النظام الحالي سيتجه عاجلًا أم آجلًا نحو السقوط؛ إذ إن الاقتصاديات التي تُغرقها الديون في جميع أنحاء العالم لا يمكنها الاستمرار إلى ما لا نهاية، ولكن من الصعب تصديق أن العودة إلى المعيار الذهبي هي ما سيعالجها؛ لأنها لا توفر مرونة للاقتصادات، التي يبدو أنها مطلوبة كلما تطورت التكنولوجيا، ويمكن القول إن العملات الرقمية يمكن أن تفعل كل الأشياء التي قام بها الذهب وأكثر من ذلك، ومن المؤكد أنه يجب تجفيف عدد من مكامن الخلل مثل التقلبات والأصول المفقودة من خلال المعاملات الخاطئة، لكن ذلك سيأتي مع الوقت والتطور التكنولوجي، وقد تمت تجربة الذهب بشكل ملحوظ مرتين في التاريخ الحديث، ولكن، هل هذه الحالة هي المرة الثالثة المحظوظة؟ يعد هذا بطريقة ما مشكوك فيه.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.