تمتعت لندن- لعدة قرون- بكونها مركزًا ماليًا عالميًا، وكانت رائدة في احتضان الخيارات المالية الجديدة لعقود من الزمن، ومع ذلك، يخشى البعض أن تكون الآن في خطر التراجع والتأخر لتجاهلها لأكثر الأصول الناشئة الواعدة “العملات الرقمية”.
ويبدو أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا هو هيمنة البنوك الكبرى على اقتصاد المملكة المتحدة.
البنوك تُعيق التقدم
على الرغم من وجود شركات تقنية مالية ناشئة مزدهرة على الساحة، ونظام تجاري مؤسس جيدًا، ودور قيادي في سوق العملات النقدية التقليدي، إلا أن لندن تفتقد التحرك السريع فيما يتعلق بتدفق الأموال المؤسسية لتمويل العملات الرقمية.
وتتولَّى مواقع مثل طوكيو وشيكاغو ونيويورك وحتى سان فرانسيسكو دور الريادة فيما يتعلق بالمنصات المنظمة، والتداول المباشر عن طريق شبكة الإنترنت OTC وصناديق التحوط، بالإضافة إلى مشتقات التداول في المنصات مثل العقود الآجلة.
ويعتقد كثير من الناس في هذه الصناعة أن السبب الرئيسي لذلك هو التأثير الكبير للبنوك في المدينة.
وقال Max Boonen، التاجر السابق في Goldman Sachs والرئيس التنفيذي الحالي لـB2C2 ، وهي شركة متخصصة في أسواق العملات الرقمية بلندن، لـFinancial Times: “البنوك صارمة على نحو غير معتاد في تعاملها مع العملات الرقمية”.
وأضاف: “يكاد يكون من المستحيل فتح حساب عملات رقمية في المملكة المتحدة، المشكلة هي أنه في المملكة المتحدة يوجد تصور بأن البنوك لديها حساسية بخصوص مشاكل مكافحة غسيل الأموال، ولذا قررت أن تكون أكثر محافظة”.
وأعلن مؤخرًا David Mercer، الرئيس التنفيذي لـLMAX، وهو مُشرع في هيئة السلوك المالي FCA لتداول العملات الأجنبية، عن منصة فعلية لتداول العملات الرقمية مخصصة لخدمة عملاء المؤسسات فقط، ويتوقع عدم انضمام البنوك البريطانية إلى السوق إلا في العام المقبل.
وأوضح: “لندن مدفوعة للغاية من قبل البنوك، ونحن نرى أنها سوف تتبنى التداول متأخرًا”.
ليست متأخرة جدًا؟
هناك أيضًا عوامل تدعم موقف لندن في سوق العملات الرقمية، مثل وسطاء العقود مقابل الفروقات، مثل IG Group وPlus500؛ لتحقيق النجاح مع تجار التجزئة، وكذلك موافقة Barclays على فتح حساب لـCoinbase، بالإضافة إلى ذلك، هناك من يعتقد أن الأمر مبالغ فيه.
وعلق Nauman Anees، المؤسس المشارك لـThink Coin، وهي منصة تداول متعددة الأصول المالية والعملات الرقمية، لـnews.Bitcoin.com: “إن مدينة لندن- ككل- لديها الخبرة الجماعية لاتخاذ قرارات مدروسة وتقدمية.
وتتجلى هذه الخبرة بطرق عديدة، من كفاءة تنفيذ التجارة إلى تشريعات “KYC” وغسيل الأموال “AML”، ومن قوة نظامنا القانوني إلى ثقافة إدارة الشركات الفعالة، وهذه الأسباب هي التي جعلت لندن تهيمن على أسواق العملات الأجنبية الدولية.
ولا يمكن التفكير في أن المدينة لن تظل لاعبًا مهيمنًا في سوق العملات الرقمية”.
وأضاف Anees: “لندن لاعب مهيمن في الأسواق المالية العالمية بفضل قوة البنية الأساسية والتنظيمية كمعبر وبوابة بين كل الأسواق العالمية الرئيسية، وفي حين أن سوق العملات الرقمية جديد بطرق عديدة، إلا أن هذه المزايا الرئيسية السابقة تتواجد وتُطبق به أيضًا.
علاوة على ذلك، تُظهر الأحداث في السنوات الأخيرة أن فضاء العملات الرقمية لا ينطبق عليه قاعدة “أن الأول يكون له ميزة أكثر”، وقد أدى الاختراق المتكرر لمنصات التداول الرئيسية جنبًا إلى جنب مع بطء وتيرة التشريعات الدولية.
إلا أن العديد من “المتبنين الأوائل” لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالتطور والنمو بشكل كامل مع السوق، ما يعني أن اتباع نهج أكثر حذرًا ربما سيُثبت أنه سيحقق مكاسب أكبر في وقت لاحق.
ومع ذلك، فإن فكرة وجود مقاومة من الشركات لتبني العملات الرقمية في لندن هي فكرة مضللة، لقد افتتحت معظم البنوك الاستثمارية الكبرى مكاتبًا للعملات الرقمية، ولا شك أن تلك البنوك، التي لم تعلن عن عملها، ما زالت تختبرها”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.