نشر موقع geekwire مقالاً للكاتب نات ليفي، تحدّث فيه عن كيف تقوم شركة جديدة في مدينة سياتل باعتماد البلوكتشين، التقنية الجديدة في عالمنا.

ويقول: “كنت جالسا في كافيتيريا المبنى 25 داخل مقر مايكروسوفت مترامي الأطراف، وعمدت إلى نظارة أوكولوس ريفت للواقع الافتراضي وثبتها على رأسي.

ورحت أتمايل من جانب لآخر، فبدوت مثل أحمق لأي شخص لم يكن على دراية بما كنت أقوم به. وعلى نحو افتراضي، قابلت إنريكي نافارو، وهو مزارع قهوة يزاول مهنته في كوستاريكا. وأخذني الرجل في جولة يطلعني من خلالها على مسار العمل في حين يصعب وصف الجهد الذي يتطلبه تحويل محصوله إلى فناجين قهوة في ولاية سياتل.”

تعتبر تجربة الواقع الافتراضي مجرد مثال واحد على طموحات شركة أوندا أوريجينز Onda Origins الناشئة، التي تتخذ من سياتل مقرا لها، لتغيير وجه صناعة القهوة.

وتطمح هذه الشركة من خلال خطوتها الأخيرة إلى غزو عالم البلوكتشين، التكنولوجيا العصرية التي تعمل بمثابة دفاتر أستاذ موزعة مكفولة يتم تأمينها بواسطة خوارزميات تشفير قوية.

وتعد البلوكتشين في الواقع حجر أساس البيتكوين، وبإمكانها إنشاء أنواع جديدة من المنتجات والخدمات التكنولوجية.

في حين تتطلع شركة ستاربكس العالمية الرائدة في مجال صنع القهوة إلى اعتماد تكنولوجيا البلوكتشين، عمدت شركة أوندا أوريجينز Onda Origins بالفعل إلى التعمق في هذه التكنولوجيا على اعتبارها طريقة لإنشاء حبوب يمكن التحقق منها في خضم تجربة تذوق العملاء للقهوة نفسها.

وتستعمل أوندا البلوكتشين لإضفاء الشفافية على علاقتها بعملائها، حيث تمكنهم من الإطلاع على مصدر قهوتهم بصفة دقيقة. وفي المقابل، يسمح للمزارعين بتحقيق أقصى عائد ممكن من كل حبة ينتجونها.

حجر الأساس للتسويق التجريبي

صرح بول توبر، أحد مؤسسي شركة أوندا أوريجينز Onda Origins، أنه “يمكننا تقديم حصص من العائدات إلى هؤلاء المزارعين ومكافئتهم مرة أخرى على المنفعة البيئية أو الاجتماعية التي يعودون بها على العالم. يتحمس المستهلكون لهذه التجربة، ويمكننا بذلك إنشاء نظام يعكس القيم التي يظن الأفراد أنهم يؤمنون بها. ومن خلال وضع حجر الأساس للتسويق التجريبي، سيضفي شعورا بأنه حقيقي، بينما يثبت تتبع مصدر المنتوج أن الأمر واقعي فعلا”.

بادرت المزارعة الغواتيمالية إيفون هيريرا بدمج أعمالها بالكامل في شبكة البلوكتشين، لتكون بذلك صاحبة السبق في القيام بمثل هذه الخطوة. والجدير بالذكر أن عملية الدمج تمت عن طريق شركة ناشئة تدعى ياف.يو، التي يديرها المدير التنفيذي سكوت توبر، الذي شارك في تأسيس شركة أوندا.

يمكن الحصول على القهوة مقابل 20 دولار للكيس الواحد، من خلال عمليات الطلب المسبق. وسيشهد شهر مايو/ أيار القادم أولى عمليات تسليم القهوة لمشتريها. وتعمل أوندا حاليا على مجموعة أخرى من منتجات البن المدعومة بتكنولوجيا البلوكتشين من المزارعين الفلبينيين.

يساهم استخدام البلوكتشين في تيسير المعاملات التي تتم عبر الحدود وتجاوز الحواجز اللغوية. وقد اضطرت أوندا في مناسبتين سابقتين إلى إيجاد طرق مبتكرة للتأكد من حصول مزارعيها الأساسيين على أجورهم. وأصبح هذا الأمر يمثل تحديا أكبر مع تطلع القائمين على الشركة لتوسعة نطاق معاملاتهم مع مزارعين آخرين وبلوغ مناطق مختلفة وجديدة.

في هذا الشأن، أفاد سكوت توبر، أنه “في الوقت الذي قمنا فيه بتوسعة نطاق عروضنا من خلال نماذج تعاونية أو صغار الملاك في المناطق التي لم تكن لدينا داخلها معارف لغوية، لم نتمكن على الإطلاق من ضمان أن مسار المنتوج المتبع من شأنه أن يوصلنا للمنتج فعلا. وقاد هذا الأمر إلى وضعيات مخيبة للآمال، حيث لم نتمكن من إعادة الاتصال بالمزارعين. أما البلوكتشين، فتوفر القدرة على القيام بذلك من خلال مراجعة حسابات سلسلة العهدة المرفقة بدفتر أستاذ موزع، وذلك للتأكد من أننا نتابع المنتوج طوال طريقه، وأننا سنتمكن دائما من الوصول إلى المزارعين”.

 

أفضل النتائج في الظروف الصعبة

عمل الأخوان بول وسكوت توبر في شركة باسيفيك نورثويست نايتيفز Pacific Northwest natives ، واطلعا بالمهام الموكلة إليهما بشكل منفصل.

وقد طلعا بنفسيهما على كيفية تحقيق المزارعين المهرة لأفضل النتائج في الظروف الصعبة، لكنهم غالبا ما يتعرضون للخداع بواسطة التجارة العالمية. ويقر الأخوان بأنه لا وجود لصناعة أكثر مصداقية من صناعة القهوة، حيث دأب المزارعون على القيام بالأمر ذاته لعقود عديدة، حتى في الوقت الذي ظهر فيه التوجه بشأن القهوة الفاخرة عالية السعر.

يرى بول توبر أن قصص الاستدامة من البلد المنشأ، سواء كانت استدامة بيئية أو استدامة تتعلق بالمجتمع، كانت تستفيد من ارتفاع السعر عند ارتفاع استهلاك المنتج، لكن هذه العائدات لم يقع مشاركتها مرة أخرى مع المزارع، على الرغم من المكاسب المالية التي يساهمون في تحقيقها.

علاوة على القهوة الموجودة في حرم مايكروسوفت، تبيع أوندا منتجاتها بصفة مباشرة إلى المقاهي والمطاعم والمستهلكين من خلال موقعها الإلكتروني. وتعمل الشركة حاليا على افتتاح مقهى خاص بها، فضلا عن سعيها للتفاوض مع المزيد من المقاهي والمتاجر. وتحقق أوندا مرابحها من خلال هامش الربح المتأتي من بيع القهوة الخاصة بها. كما تعمل الشركة الناشئة في الوقت الحالي على جمع تمويل أولي لمساعدتها على النمو، حيث تسعى لجذب المزيد من المزارعين لمنصتها والعثور على المزيد من الشركاء.

تعتبر شانون كيث ثالث موظفي الشركة، وتضطلع بمنصب مديرة دائرة التأثير والمشاركة، وتأمل أن يكون لها ظهور آخر قريبا. وتمتلك كيث خلفية فيما يتعلق بالاستشارات الخيرية ولعبت دورا هاما في إبرام عقد الشراكة مع شركة مايكروسوفت.  

ويتابع فرع الخدمات الغذائية في مايكروسوفت مجموعة متنوعة من المبادرات الرامية إلى تحقيق الاستدامة، وقدمت بموجب ذلك عرضا لمزود القهوة المستدامة من أجل مقهى 25. وبعد تحصل مسؤولي مايكروسوفت على جولة العالم الافتراضي من نافارو التي رأيتها بنفسي، تمكنوا من دفعه للمضي قدما في إتمام الصفقة مع مارك فريمان، المدير الأول لشركة غلوبال داينينغ سيرفيسيز لدى مايكروسوفت. حيال هذا الشأن، أفاد بول توبر، قائلا: “نحن نحاول أن نصيغ الاتفاق وفقا لرؤية المزارعين، وهذه المرة أتت هذه العملية أكلها”.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.