عرفت العملة الإلكترونية “البيتكوين” على مدى السنوات الأخيرة إقبالا ملحوظا، حيث حظيت باهتمام الكثير من الأفراد حول العالم. ويعزى ذلك إلى ما حققته من أرباح لفائدة مستخدميها من الأفراد أو الشركات، على حد السواء. عموما، يتميز نظام البيتكوين بعدة خصائص على غرار عدم القدرة على اختراقه، فضلا عن سرية هوية مستخدميه، في حين لا يستطيع أحد تتبع العمليات التي تُجرى من خلاله.

 

في الوقت الذي استفاد فيه الكثيرون من هذه الثورة الرقمية لتسهيل معاملاتهم المالية، استغل البعض الآخر خصائص هذه العملة وافتقارها لأي ضوابط قانونية أو جهة تنظيمية تعود إليها بالنظر، لتوظيفها في عمليات غير مشروعة.

 

في هذا السياق، يكاد الكثير من رواد الأعمال يجزمون بأن البيتكوين ليس إلا وسيلة احتيال يعتمدها البعض. من جهته، بادر رئيس مصرف “جي بي مورغان” الأمريكي، جيمي ديمون، بمنع وتحذير موظفيه من استخدام هذه العملة الإلكترونية. وقد أشار ديمون إلى أن استخدام البيتكوين ضرب من الغباء، حيث يحيط بمعاملاتها الكثير من المخاطر. وبالتالي، يمكن اعتبار التعاملات القائمة على استخدام البيتكوين نوعا من المجازفة، خاصة وأن البيتكوين عملة خلقت من لا شيء وليس لها مستقبل واضح المعالم.

والجدير بالذكر أن البيتكوين تستمد قوتها وقيمتها السوقية من ندرتها، حيث لا يمكن أن يتجاوز الحد الأقصى لكمية هذه العملة 21 مليون وحدة. في الأثناء، ترتكز أرباح مستخدمي هذه العملة على عامل الندرة الذي تتسم به، في حين يعتبر البعض احتكارها نوعا من الاستغلال. في الوقت ذاته، قد تشكل البيتكوين نوعا من التهديد بالنسبة للبنوك في ظل انتشار وتنامي التداول بها.

 

في هذا الصدد، يكمن الخطر الحقيقي في إمكانية توظيف البيتكوين ضمن أعمال إجرامية من قبيل تمويل الإرهاب عبر الدول، أو تبييض الأموال بذريعة الاستثمار، فضلا عن القرصنة والابتزاز. وعلى سبيل المثال، تم شن هجومين إلكترونيين عالميين وهما “واناكراي” “وبيتيا” الذين وقع استغلالهما من قبل القراصنة لإبتزاز الآلاف من الأشخاص عبر العالم. وذلك من خلال طلب فدية يتم سدادها عن طريق عملة البيتكوين مقابل إعادة الملفات المقرصنة لأصحابها.

 

في واقع الأمر، تتعدد مخاطر التعامل بالبيتكوين، حيث قد تكون وسيلة سهلة للاحتيال، في حال وقع استعمالها وتوظيفها من قبل بعض المجرمين والقراصنة. في الوقت ذاته، يجب الحذر من بعض الوسطاء الماليين والسماسرة الذين يستغلون حماس الكثيرين ورغبتهم في استثمار أموالهم عبر شراء عملات البيتكوين، والذين غالبا ما يلجأ إليهم العديد من الأشخاص لتسهيل المبادلات المالية، إلا أنهم سرعان ما ينقلبون إلى ثلة من المحتالين.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.