على امتداد القرون المنصرمة، مثّل الذهب ملاذا آمنا لاستثمار المطرد النمو، نظرا لثبات قيمته وارتباطه بالأحداث الجيوسياسية. وعلى مرّ السنين، ورغم التغيرات التي طرأت على السياسات النقدية، وحتى تضخم العملات، إلا أن قيمة الذهب ظلت ثابتة.

وفي الأثناء، إنضاف لاعب جديد إلى قائمة الثروات، خاصة أنه لا يتماشى مع أي سلطة مركزية؛ ليكون للبيتكوين كلمة الفصل عندما يتعلق الأمر بنمو الأصول الشبيهة بالذهب.

ارتفاع مؤشر “فيكس”

كلما كان هناك اضطراب عالمي أو مخاوف جيوسياسية تتصدر الأحداث، يكون الذهب أول الأصول التي ترتفع قيمتها، في الوقت الذي يقدّر فيه الأشخاص عدم ارتباطه بمختلف المستجدات. نتيجة لذلك، يرتفع مؤشر “فيكس” جنبا إلى جنب مع سعر الذهب.      

والجدير بالذكر أن مؤشر “فيكس” يقيس التقلّب، كما أنه يُعرف بمؤشر الخوف. فضلا عن ذلك، لا تزال علاقته بالذهب قائمة، بيد أن علاقة بالبيتكوين تعتبر أقوى بكثير نظرا لأن العملة الرقمية تستفيد بشكل أكبر من الاضطرابات العالمية.

منذ مطلع أيار/ مايو الماضي، تعرضنا لأربعة زيادات ملحوظة في التقلب. وقد تفاعل البتكوين بمهارة في مواجهة كل واحدة من تلك الأزمات مقارنة بالذهب. أما الآن، وبعد مرور ستة أشهر تقريبا، سجلت قيمة البيتكوين ارتفاعا بنسبة 15.5 بالمائة، فيما ارتفعت قيمة الذهب بنسبة 1.6 بالمائة فقط.

لماذا تتغلب عملة البيتكوين الجديدة على الذهب المُعتّق؟

هناك عدة أمور ينبغي التفكير فيها مليا، على غرار السبب الكامن وراء خسارة الذهب، باعتباره أحد الأصول الناضجة، لمعركته كمخزن آمن للثروة عندما تسوء الأمور. وعلى الرغم من أن الذهب لم يشكل مصدر خذلان على الإطلاق، إلا أن البيتكوين، التي لا تزال جديدة للغاية وغير مسبوقة، تتصدر هذا السباق.

في الواقع، يمكن أن يعود الأمر ببساطة إلى كون البتكوين عملة من السهل الوصول إليها مقارنة بالذهب. فقد أصبح بمقدور الأشخاص اكتساب البيتكوين في وقت قياسي، في حين ربما لا تعرف فئات معينة من الأشخاص الذين يشترون البيتكوين متى عليهم البدء بشراء الذهب.   

بالإضافة إلى ذلك، لا تحمل العملات المعماة عبأ الحدود أو بطبيعة الحال موقعا ماديا، ما يجعل مجددا عملية النفاذ إليها أكثر سهولة. وبما أن هذه العملات رقمية بشكل تام، فلا وجود للصراعات التي ترافق مخازن الثروات المادية. وفي الوقت الذي نجح فيه الذهب في اختبار الزمن، علاوة على قلة المنافسين الثوريين له، هناك شعور بأن العملات الرقمية قد حلّت لتأخذ مكانه عوضا عن العيش جنبا إلى جنب معه.

الاعتماد

من بين الأسباب الرئيسية لقيادة العملة المعماة للسباق ضد الذهب، اعتمادها الآخذ في الانتشار كالنار في الهشيم. وفي حين أنشأ الذهب سوقا خاصة به ليظل راكدا فيها، حافظ قطار حماس البيتكوين على تقدمه نحو الأمام.   

أما بالنسبة لأولئك الراغبين في امتلاك الذهب فهم يمتلكونه بالفعل، وهو ما يحد من التدفقات الجديدة، في الوقت الذي لا يزال فيه البيتكوين “منتجا” ناشئا لكي يتم استخدامه كتحوط محتمل وأحد الأصول المتاحة والمثيرة للاهتمام.

إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.