البلوكشين قد يلعب دورًا حاسمًا في تطوير وتنظيم الذكاء الاصطناعي

إن أكبر خطر يهدد مستقبل البشرية، وفقًا لإيلون ماسك، هو تطوير الذكاء الاصطناعي.

و كما ورد بتصريحات ماسك مؤخرًا:-

“أعتقد أننا يجب أن نكون شديدي الحذر بشأن الذكاء الاصطناعي. وإذا كان بإمكاني التخمين حول الخطر الأكبر الذي يهددنا حاليًا، ربما كان ذلك. لذلك نحن بحاجة إلى أن نتوخى الحذر الشديد، وأنا أميل إلى الاعتقاد بضرورة وجود بعض من الرقابة التنظيمية، ربما على المستوى المحلي والدولي لنتأكد فقط من عدم قيامنا بأفعال حمقاء للغاية”.

ويركز إيلون ماسك على معالجة اثنتين من القضايا الرئيسية: الأولى هي كيفية التعامل بحرص عندما يتعلق الأمر بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، التحدي الثاني، وربما أهم التحديات، هو كيف يمكنك تنظيم ورقابة هذه التكنولوجيا.

ونظرًا لوجود إقبال شديد على اعتماد التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على ميزات تنافسية، يوجد خطر حقيقي أن يتم توظيف هذه التكنولوجيا في مجالات غير ملائمة. وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يكون التحيز وعدم الإنصاف السمة الغالبة على المجتمع الأمريكي.

وتحدد كاثي أونيل “Cathy O’Neil” في كتابها “Weapons of Math Destruction” المخاطر الموجودة بالفعل عندما يتعلق الأمر بالاعتماد السريع وغير المُنظم للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من المجالات المختلفة، بما في ذلك أحكام السجون والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية. وتتمثل الأطروحة الرئيسية للباحثة في أن النماذج التنبؤية للنظام ليست محايدة إطلاقًا بل تعكس أهداف وأيديولوجيات القائمين على إنشائها، كما أنها تميل أيضًا إلى التوزيع غير العادل على حساب الفقراء، وتعزيز عدم المساواة في المجتمع.

وتلعب الخوارزميات دورًا متزايدًا الأهمية في شتى مجالات الحياة، بدءًا من الترتيب الأكاديمي للجامعات، التصنيف الائتماني ومعالجة طلبات العمل، لتحديد الإعلانات التي ستظهر للمستخدمين على الإنترنت أو أهم القصص التي تظهر في الصفحة الرئيسية الخاصة بحساب المستخدم على فيسبوك.

وهذا يؤدي إلى استنتاج مفاده أنه عندما يتعلق الأمر بمرحلة التصميم للتعلم الآلي، يجب علينا التأكد من اختبار البيانات التاريخية وإدخال البيانات نفسها وإبعادها تمامًا عن أي تحيز.

ومع ذلك، هذا يوضح القليل عن الطريقة التي يمكن بها تنظيم التكنولوجيا بفعالية في الوقت الحالي. ويعد البلوكشين أحد الخيارات  التي يجب وضعها في الاعتبار، والذي يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم تقنيات التعلم الآلي الذكاء الاصطناعي. فوجود سجل إجراءات ثابت وغير قابل للتلاعب يعد آلية رئيسية تسمح بتنظيم كيانات الذكاء الاصطناعي الآلية.

يستطيع نظام البلوكشين أيضًا تمكين التحكم بالوصول لأي كيان ذكي آلي مرتكز على مكانة هذا الوكيل المستقل. وبعد كل ذلك، ربما تكون العقوبة الوحيدة التي يمكنك تطبيقها على هذا الكيان الآلي المستقل غير البشري هو إيقافه أو إنهاء عمله، أو إذا لم يكن لديك الحق في ذلك، تستطيع إلغاء حق الوصول للمجتمع، ويمكن أن تعتبر هذا الإيقاف هو مقابل الطرد في هذه الأيام المتقدمة.

لذلك، إذا كان من الممكن أن نتخيل مستقبل المعايير المُحدِّدة للشروط الواجب على الذكاء الاصطناعي اتباعها عند التعامل مع البلوكشين وآلية التحكم بالوصول التي تنظر في الأساس إلى “سمعة” الكيان الآلي المستقل، يكون لدينا الآلية التي يمكنها إنشاء تحكم من المستحيل التحايل عليه أو اختراقه من قِبل أي وكيل ذكي مستقل.

وبالنظر للأمر من وجهة نظر فلسفية، فينبع النهج الأكبر من الفيلسوف الإنجليزي Thomas Hobbes مؤلف كتاب Leviathan. وفي هذا العمل، يوضح الكاتب أن المواطنين بحاجة إلى التخلي عن بعض من سلطتهم إلى حاكم أو “ليفياثان” لصالح المجتمع.

وقد كتب Hobbes الكثير عن الفوضى الخلاقة، حيث تقع عواقب لم تكن مُتوقعة إطلاقًا من مؤسسيها. ومع ذلك، لم يذكر سوى القليل حول كيفية إنشاء Leviathan لتنظيم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

إن تمكين ليفياثان للذكاء الاصطناعي يمكنه أن يفرض الهوية والإبلاغ من قِبل الوكلاء المستقلين إلى بلوك تشين. ويُعد ثبات واستقرار نظام البلوكشين هو ما يضمن حمايته من أي وكيل يحاول اختراقه أو العبث به، وبالتالي إنشاء دفتر “سمعة” لجميع الوكلاء المستقلين. ويمكن لنظام ليفياثان السيطرة بإحكام على مجموعة القواعد المُتفق عليها وفرض العقوبات ما لم يتم الوفاء بها.

وقد تحدث العديد عن نماذج لاستخدامات البلوكشين التي تنتشر بصورة ملحوظة في مجالات مختلفة لكن يبقى إنقاذ البشرية هو المهمة الأكبر لتقنية البلوكشين.