كيف تساعد عملة البيتكوين في حل مشكلة البطالة في إفريقيا؟

يشكل الشباب الإفريقي أكبر مجموعة في التركيبة السكانية للقارة، لكنهم يحظون أيضاً بأكبر قدرٍ من المعاناة؛ نتيجة قلة تمثيلهم في الحكومة. لكن عملة البيتكوين (BTC) لديها الحل.

إذ أدت “الفكرة التي جاءت في وقتها” إلى إطلاق كامل إمكانات الشباب الإفريقي الجاهز للمساهمة بشكلٍ مباشر في هيمنة البيتكوين الكبيرة على التعاملات المالية العالمية (أو ما يُعرف بالـhyperbitcoinization)، والجاهز أيضاً لتغطية نفقات أبناء جلدته أثناء العيش في رخاء، دون الاكتفاء بحد الكفاف، حسب ما نقلته مجلة Bitcoin Magazine الأمريكية.

التداول من نظير إلى نظير P2P

يُعد التداول من نظير إلى نظير، أحد المجالات التي تبناها الشباب الإفريقي؛ ما أوجد لهم مصدر دخل. ويرجع الفضل في ذلك إلى مفهوم “تقنية الأرقام المتزايدة number-go-up technology”، التي تُشير إلى أن سعر البيتكوين سيواصل الارتفاع بغض النظر عن الطلب، فضلاً عن ضعف العملات الإفريقية مقارنةً بالدولار الأمريكي.

وتبذل منصات مثل باكسفول بير Paxful Peer جهوداً إضافية لمساعدة الناس في كسب المال عن طريق دعوة أصدقائهم ومعارفهم. فضلاً عن وجود العديد من الموارد التي تكفي لمساعدة أي شخص على تعلم كيفية التداول بطريقةٍ أفضل.

البياشارا

البياشارا هي كلمة تعني الأعمال التجارية أو الشركات باللغة السواحلية. وقد تأسست العديد من الشركات في إفريقيا على أفارقة ومن أجل الأفارقة؛ بغرض مساعدة سكان القارة على الانتقال من العملات النقدية إلى البيتكوين بأبسط طريقةٍ ممكنة.

إذ عمل المترجمون المناصرون لعملة البيتكوين، مثل سابيني هابي، على ترجمة أدب البيتكوين لمشروعي إكسونوميا Exonumia وبيتكوين متاني BitcoinMtaani. كما أن غالبية الأفارقة يتحدثون بلغتين على الأقل؛ ما يجعلها فرصةً رائعة للعديدين من أجل الحصول على وظائف لدى عدة مشاريع.

حيث تُعَد بيتكوين متاني من المنصات التي تسعى للتعجيل بنشر تعليم البيتكوين داخل إفريقيا عبر اللغات الإفريقية الأصلية مثل السواحلية، ولغة اليوروبا، والزولوية، واللينغالا. ولدي خبرة عملية في خلق وظائف البيتكوين؛ لأنني أعمل بدوامٍ كامل على هذه المنصة بفضل المستثمرين، الذين أخص من بينهم بالذكر شركة GaloyMoney. بينما يبذل رعاةٌ مثل Coinkite جهوداً رائعة في مساعدتي على تأدية مهمتي المتمثلة في توصيل تعليم البيتكوين إلى الأفارقة باللغات التي يفهمونها ويتواصلون بها يومياً.

صنع المحتوى

هناك العديد من الشباب الأفارقة الموهوبين الذين قضوا ما يكفي من الوقت في التعرف على البيتكوين، قبل أن يبدأوا في صنع محتوى لتثقيف القارة. وكان غالبيتهم يعاني من البطالة أو ترهقه ضغوط وظيفته التقليدية؛ ما دفعهم إلى اتخاذ قرارٍ واعٍ بالعمل على إنتاج محتوى البيتكوين التعليمي بدوامٍ كامل. ولا شك أن أفضل ما في الأمر هو قدرتهم على كسب توكنات ساتوشي من المستمعين مباشرةً عبر عدة تطبيقات، مثل فاونتين Fountain App، ولن يضطروا بالتالي للاعتماد على منصات مثل يوتيوب التي يمكنها أن تغلق قنواتهم.

الفنانون

يُحرَم غالبية الفنانين الأفارقة من حقوقهم بحكم العادة؛ نتيجة إبعادهم عن سوق الفن العالمي. لكن عملة البيتكوين تحل هذه المشكلة، حيث يُمكن للفن المادي الآن أن يُنشر عبر الشبكات الاجتماعية بواسطة فنانٍ إفريقي، قبل أن يقوم عميلٌ في الجانب الآخر من العالم بشرائه والدفع بعملة البيتكوين.

كما تفتح التوكنات غير القابلة للاستبدال NFT الباب فعلياً أمام الشباب الإفريقي لبيع فنه؛ ما يساعدهم على مراكمة المزيد من العملات، وتلبية احتياجاتهم في الوقت ذاته.

المطورون

لا شك أن إفريقيا تلعب دوراً بارزاً في التطوير، وهي إحدى المجالات التي تساعد من خلالها عملة البيتكوين في حل آفة البطالة بشكلٍ مباشر، وخاصةً بين الشباب الإفريقي الأكثر تأثراً.

وخير مثالٍ على ذلك هو برنامج Qala المصمم خصيصاً لتدريب الجيل الجديد من مطوري البيتكوين وشبكة Lightning الأفارقة.

كما يُعَدُّ مشروع Bitcoin Developers Academy مشروعاً رائعاً من تأسيس فوديه ديوب؛ حيث يُركّز على تعليم الأفارقة كيفية بناء تطبيقات البيتكوين باستخدم لغة برمجة رست.

الأعمال الخيرية

أسهمت المبادرات الخيرية العالمية عبر عملة البيتكوين داخل إفريقيا في تمكين مختلف المجتمعات ومساعدتها على تبني عملة البيتكوين. ولا يتوقف الأمر عند توفير فرص عمل داخل المجتمعات الريفية فقط، بل يمتد إلى الأطفال الصغار الذين لن يكبروا على تعاليم النظام المالي القديم القائم على العملات النقدية، حيث سيكبرون وهم لا يعرفون للعالم عملةً صعبة سوى البيتكوين.

إذ بنت مؤسسة Built With Bitcoin Foundation العديد من المدارس، وآبار المياه، وأنظمة تنقية وتوزيع المياه داخل العديد من الدول الإفريقية. حيث تشمل قائمة الدول كينيا، ونيجيريا، ورواندا، وجنوب إفريقيا. وأدى ذلك إلى خلق فرص عمل وتحسين ظروف المعيشة بشكلٍ مباشر داخل المجتمعات الريفية، وعرّف تلك المجتمعات على عملة البيتكوين. وقد نلت شرف استقبال الشريك المؤسس ومدير المؤسسة أثناء زيارته إلى كينيا العام الجاري، واطلعت بشكلٍ شخصي على التغيير الإيجابي الذي أحدثه مشروع راي يوسف على المجتمع في مقاطعة ماكويني بكينيا.

الزراعة من أجل تكديس الساتوشي

أنشأ مارت فيكان عملية إنتاج أزياء متجددة داخل المجتمع الريفي لبلدة فوا بمقاطعة تايتا تافيتا في كينيا؛ إذ يعمل المشروع على تعريف المجتمع المحلي بأساليب زراعة القطن المستدامة في الظروف القاحلة. وستكون سلسلة القيمة موجودة بالكامل حتى عملية إنتاج منتجات القطن النهائية على موقع الويب، كما يجري تعريف المجتمع بأكمله على عملة البيتكوين.

ولا شك أن تمكين المزارعين اقتصادياً، بتعليمهم أفضل طرق استغلال أراضيهم لبناء وتشغيل منشأة إنتاج الأزياء، يُوفر الكثير من فرص العمل للمجتمع المحلي. وهذا خير مثال على مشروع بيتكوين قائم على المجتمع وناجح في ترك بصمةٍ إيجابية اجتماعياً واقتصادياً داخل مجتمعٍ ريفي مهمش بكينيا.

وأخطط شخصياً للذهاب في جولة مدتها أسبوع إلى بلدة فوا مع فيكان. ولن نكتفي بتعليم الناس كيفية شراء البيتكوين عبر تطبيق إمبيسا Mpesa على منصة باكسفول، بل سنعلمهم كذلك كيفية تخزين عملاتهم بأمان داخل جهاز محفظة بمساعدة أنصار البيتكوين مثل مغدالينا غرونوسكا وفريق Coinkite. كما ستشهد الجولة مشاركة 6 شباب عاطلين عن العمل من مقاطعة نيروبي في وظيفةٍ لمدة أسبوع لتعريف الآخرين بعملة البيتكوين، حتى يكسبوا المال أثناء فعل شيءٍ يُثير اهتمامهم.

الخلاصة

تُعتبر عملة البيتكوين الحل الوحيد للعديد من المشكلات التي ابتليت بها إفريقيا على مدار عقودٍ في أعقاب وهم الاستقلال، الذي حارب أجدادنا حتى الموت لتحقيقه.

ولا شك أن البطالة هي إحدى الآفات التي تحلها عملة البيتكوين بشكلٍ فعلي.

ويُمكن القول: إن مستقبل إفريقيا أصبح الآن أكثر إشراقاً بفضل هذه الفكرة التي جاءت في وقتها؛ حيث يشعر الشباب، الذي من المنتظر أن يحقق أكبر استفادة، بحماسٍ شديد من أجل تسخير مهاراته وكفاءاته لهذا المجال؛ ما سيضمن مساهمة إفريقيا بشكلٍ نشط في هيمنة البيتكوين الكبيرة على التعاملات المالية العالمية.