بعد مرور سنوات على إصدار فيلم عن بورصة “وول ستريت”، تتجه هوليوود الآن نحو توزيع أفلامها المنتجة عبر تكنولوجيا البلوكتشين، في إطار الإشادة بهذا التطور الذي يعتبر من أولى الخطوات للحد من القرصنة، بحسب موقع The citizen.
تدور أحداث فيلم الكوميديا الرومانسية “لا حاجة للبريد”، عن قرصانٍ غير محظوظٍ تم إضافته عبر فيديو ضمن شبكة الند للند على تطبيق “فيفيو”، الذي يعمل على منصة “كوتيم”، التي تعد من أكثر شركات البلوكتشين تطورًا في العالم.
ويبدو أن مخرج الفيلم جيريمي كالفر، (من أعماله فيلم “عيد ميلاد دائم”) الذي كتب وأخرج وأنتج هذا الفيلم بالتعاون مع شركة الإنتاج الأمريكية “تو رودز بيكتشير”، قد اعتمد تصوير مشاهد الفيلم بصيغة 35 مم للتصوير الفوتوغرافي. وسيصدر هذا الفيلم في قاعات السينما في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم سيوزع في جميع أنحاء العالم عبر تقنية البلوكتشين، خلال شهر يونيو/ حزيران، كما سيكون متاحًا للبيع على الإنترنت عن طريق العملات الرقمية.
وفي بيان له، قال كالفر: “إننا مسرورون للغاية بتقديم فئة جديدة من الأفلام لعشاق السينما في جميع أنحاء العالم، ليعيشوا تجربةً جديدةً من الترفيه، من خلال تحويل البلوكتشين إلى قناةٍ لتوزيع الأفلام. وأضاف كالفر “على الرغم من أن هذا هو أول فيلم يتم إصداره عن هذا المجال، إلا أننا نأمل أن يحدث ذلك تغييرًا في طريقة نشر المحتوى واستهلاكه”.
إن البلوكتشين هي في الأساس عبارة عن “دفتر حسابات” رقمي مشتركٍ ومشفرٍ لا يمكن التلاعب به، يوفر خدمة ضمان أمن المبادلات ما يسمح لأي شخصٍ بالحصول على مراجعةٍ دقيقةٍ للأموال أو الممتلكات أو الأصول الأخرى. كما تقوم البلوكتشين بتسجيل البيانات الخاصة والمنفردة لكل المشترين والبائعين بصفة علانية، مما يوفر المزيد من الأمان والشفافية داخل نظام دفع الند للند.
ظهرت تكنولوجيا البلوكتشين لأول مرةٍ سنة 2009، كسجل بيانات لعملة البيتكوين الرائدة، التي سبق وأن تم الاستعانة بها في مجال السلامة الغذائية، والتمويل والشحن البحري.
ووفقًا لكالفر، فإنه من مزايا هذه التكنولوجيا أنها “تتضمن دليلًا ثابتًا على حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى شفافية عوائد الملكية الفكرية. وبما أن جميع البيانات المسجلة على البلوكتشين غير قابلةٍ للنسخ أو التعديل، فإنه في المستقبل ستختفي “ظاهرة قرصنة الأفلام”.
السرعة والملاءمة
تروي أحداث فيلم “لا حاجة للبريد”، قصة مخترق حواسيبٍ أعزب وساخر يدعى “سام”، يعيش حياته على سرقة البريد متنكرًا في هيئة ساعي البريد. وقد تقمص شخصية “سام” الممثل جورج بلاجدين، الذي مثل سابقا في المسلسلات التلفزيونية الشهيرة “فايكنغز”و”بلاك ميرور”. وفي إحدى المرات، عثر سام على رسالةٍ حزينةٍ من جوزي (تشارلين كلوشي) إلى زوجها الراحل الذي كان ملازمًا في البحرية.
استرعت هذه الرسالة انتباه سام، فحاول مقابلة هذه الأرملة الشابة والجميلة، التي كانت تأمل في فرصة جديدةٍ للوقوع في الحب. ولتحقيق مبتغاه، حاول سام التقرب من جوزي وهو ينتحل شخصية ضابطٍ في مكتب التحقيقات الفيدرالي، مختلقًا قصة البحث عن عملات البيتكوين المفقودة.
وأفادت كلوشي، التي كانت ضمن فريق الإنتاج الذي يتولى إدارته فريق مكون أساسا من النساء، أنها اختارت هي وزميلاتها العنوان الملائم منذ اللحظة التي قرأنا فيها النص. وفي هذا الإطار، قالت الممثلة كلوشي “على الرغم من أن الفيلم يسلط الضوء على عبقري ضل الطريق السوي، يمكنه اختراق شركة بمليارات الدولارات في غضون دقائق، إلا أن هذا النوع من التقدم التكنولوجي (البلوكتشين) أصبح جزءً لا يتجزأ من الحياة اليومية للمجتمع ككل”.
يأمل كالفر أن تساعد “تكنولوجيا البلوكتشين” في نجاح الفيلم على أوسع نطاق، لأن رواد السينما الذين سيحمّلون تقييم الفيلم بمجرد مغادرتهم للمسرح سيتمكنون من الحصول على عملات “فيفيو” كمكافأة”. وأضاف كالفر: “حتى الآن، لم تكن التكنولوجيا جاهزة، نظرًا لعدم توفر منصة لدعم هذه الفكرة”، مشيرا إلى الصدفة تتمثل في إصدار أو فيلم حول عملة البيتكوين سيوزع عبر البلوكتشين. وهو ما ينطبق عليه المثل القائل، “الحاجة أم الاختراع”.
بعد إصدار فيلم عبر تكنولوجيا البلوكتشين، ستقوم هوليوود بإصدار سلسلة أفلام الخيال العلمي القادمة بعنوان “الحدود الجديدة”، التي تضم خمسة أفلام سيقع تصويرها في جميع أنحاء العالم وجمعها معا لإنتاج فيلم روائي طويل.
قاعدة بيانات
يقع تمويل وتوزيع الفيلم باعتماد تقنية البلوكتشين، من خلال شراكة تجمع بين شركة “إكس واي زي فيلمز”، و”غراوند كونترول” و”سينجولار دي تي في”، مع إمكانية إصدار هذا الفيلم قبل نهاية السنة.
من المقرر أن يقع إطلاق فيلم “اللامركزية”، وهو فيلم من إنتاج “لايف تري أدابت”، في خريف هذه السنة، وهو من بطولة الممثل أماري شيتوم الذي لعب دورا في فيلم “جانغو الحر”. وتتمحور أحداث القصة حول أستاذ في علم الاقتصاد مشكك في البلوكتشين يحاول معرفة هذه التكنولوجيا. وسيكون هذا الفيلم الروائي، للمصور السينمائي كريستوفر أرسيلا، بمثابة مشروعٍ نموذجي لمسلسلٍ تلفزيوني يغطي العديد من المواضيع في قطاع التكنولوجيا والحوسبة المعقدة.
قال متحدث باسم شركة “أدابت”: “لقد كتبت القصة لتوفير إطار تعليمي في بيئة خيالية، لمساعدة الأشخاص الذين ليس لديهم علم بهذه التكنولوجيا على معرفة أسس هذا المجال”.
لكن، يجب أن تحل العديد من القضايا الشائكة قبل أن تصبح تكنولوجيا البلوكتشين رائجة أكثر، لعل أبرزها استمرار سرية المعاملات، التي تعرقل عمل الهيئات التنظيمية التي تسعى إلى مكافحة عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
في المقابل، أشارت الكاتبة المتخصصة في الثقافة الشعبية، إيمي روبرتس، إلى أن تصريحات كالفر تدل على مغالطة واسعة النطاق مفادها أن مجرد وجود البلوكتشين يمكن أن يضمن أن المعلومات المسجلة عليها غير قابلة للتعديل”.
وفي مقال لها عن الفيلم نشر على مجلة “فيلم ديلي”، بينت روبرتس: “على سبيل المثال، لا يمكن نسخ عملات البيتكوين لأنها مجرد إدخالات في سجل البيانات وليست ملفات رقمية، حيث يقع حفظها وتداولها من قبل آلاف المستخدمين في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على شبكة الند للند. لكن وسائل الإعلام أو أي نوع من البيانات القائمة على تكنولوجيا البلوكتشين يمكن أن تستنسخ، لأنها بكل بساطة مجرد قاعدة بيانات”.
إخلاء المسؤولية: الآراء والتحليلات والأخبار الواردة لا تعكس رأي بت شين. لا ينبغي اعتبار أي من المعلومات التي تقرأها على موقع بت شين بمثابة نصيحة استثمارية، ولا تصادق بت شين على أي مشروع قد يتم ذكره أو ربطه في هذه المقالة. يجب اعتبار شراء وتداول العملات المشفرة نشاطًا عالي المخاطر. ويرجى بذل المجهود الواجب قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالمحتوى المذكور ضمن هذا التقرير. لا تتحمل بت شين أي مسؤولية في حالة خسارة الأموال في تداول العملات المشفرة.