سعر البيتكوين يرتفع مقابل الجنيه المصري لأعلى مستوى على منصة بينانس وسط أزمة اقتصادية كبيرة

مصر دولة أخرى تواجه حالياً صعوبات مالية حادة، وتضخماً متسارعاً أضر بالعملة المحلية. على هذا النحو، ارتفع سعر البيتكوين مقابل الجنيه المصري بشكل ملحوظ مؤخراً، متجاوزاً 1,200,000 جنيه مصري على بينانس، وهو رقم قياسي مرتفع.

من الجدير بالذكر أن التقييم ليس مرتفعاً في بورصات العملات المشفرة الأخرى، مثل كوينباس.

محصلة الاضطراب النقدي وتدهور الجنيه المصري

على الرغم من النمو التدريجي للناتج المحلي الإجمالي لمصر في السنوات الماضية، إلا أن مستوى المعيشة في البلاد يسير في اتجاه هبوطي، حيث أدى ارتفاع التضخم إلى انخفاض القوة الشرائية لعملة الجنيه المصري.

زعم بعض الخبراء أن المشكلات المالية بدأت بعد ثورة 2011 الدموية، عندما تدفق ما يقرب من مليوني شخص إلى الشوارع احتجاجاً على عهد الرئيس حسني مبارك. دخلت مصر فترة سياسية مضطربة في السنوات التالية، حيث لم تتمكن من الحفاظ على حكومة مستقرة حتى عام 2014.

يعد الوباء العالمي كوفيد-19، والصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، من العوامل الأخرى التي أدت إلى تفاقم المشكلة. تعتمد مصر على القمح والحبوب المستوردة من منطقة البحر الأسود، ومن المنطقي أن تلك الإمدادات قد توقفت.

حالة الجنيه المصري مقلقة للغاية حيث انخفضت قيمته بنحو 40% مقابل الدولار الأمريكي في العام الماضي. دفع هذا الانخفاض السكان المحليين إلى تحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية أو البحث عن خيارات استثمار بديلة مثل العملات المشفرة.

سعر البيتكوين يتخطى المليون جنيه في بينانس

تقلصت العملة المحلية كثيراً لدرجة أن سعر البيتكوين المُقاس بالجنيه المصري قد وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في بعض بورصات العملات المشفرة، مثل بينانس وChangelly.

كان الرقم القياسي السابق في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021، عندما وصلت العملة المشفرة الأساسية إلى أعلى تقييم لها مقابل جميع العملات الورقية، بما في ذلك الدولار، عند 69000 دولار.

ومن الجدير بالذكر أن منصات التشفير الأخرى تعرض أسعاراً مختلفة. أظهرت كوينباس، على سبيل المثال، أن قيمة BTC الواحدة تبلغ حالياً حوالي 950,336 جنيهاً مصرياً.

وضع مماثل في دول أخرى

الاتجاهات متشابهة في تركيا والأرجنتين، حيث يتعين على السكان أيضاً التعامل مع التضخم القياسي والفوضى النقدية. تبلغ قيمة البيتكوين حالياً حوالي 806,000 TRY على بينانس، بالقرب من أعلى سعر له على الإطلاق، الذي تم قياسه قبل بضعة أيام.

أظهر السكان الأتراك اهتماماً متزايداً بالأصول الرقمية على مر السنوات. قام البعض بتحويل أموالهم إلى العملة المستقرة USDT كحماية ضد الاستهلاك اللامتناهي لقيمة الليرة.

شرح إيبرو جوفين، محاضر جامعي ومصرفي سابق، بالتفصيل: “الاستثمار في العملات المستقرة يسمح للناس بالحفاظ على قيمة ثروتهم؛ إنها إحدى الطرق للاحتفاظ ببعض القيمة عندما يكون التضخم بهذا الارتفاع. هذا هو الدافع الوحيد للأشخاص لشراء عملات مستقرة في الوقت الحالي”.

كما فقد بعض الأرجنتينيين ثقتهم في البيزو. الكارثة السياسية التي سادت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية لعقود من الزمن، ومعدل التضخم المكون من ثلاثة أرقام الذي تم تسجيله في وقت سابق من هذا العام، والعديد من المشاكل الأخرى أدت إلى إقبال كبير على العملات الرقمية. على غرار الأتراك، حول الأرجنتينيون تركيزهم إلى أكبر عملة مستقرة في العالم – USDT.